محتويات
حياة الرسول في المدينة
لا يقتصر الهدف من هجرة النبي- صلى الله عليه وسلم- إلى المدينة المنورة على التخلص من استهزاء وبطش وظلم قريش فقط، بل من أجل بناء دولة آمنة، ولا شك أنّ الرسول -صلى الله عليه وسلم- هو القائد لبناء دولة مستقلة آمنة، وسنتحدث في هذا المقال عن حياة الرسول في المدينة.[١]
أسس بناء مجتمع المدينة
سأذكر أسس بناء المجتمع الجديد في المدينة فيما يأتي:[٢]
بناء المسجد
إنّ أول ما همّ به النبي -صلى الله عليه وسلم- عند وصوله إلى المدينة بناء المسجد، لإظهار شعائر الإسلام، فبنى مسجداً على مكان بروك ناقته على أرض لغلامين، فاشتراها النبي منهما، وبنى المسجد عليها، وسُمّي بالمسجد النبوي.
المؤاخاة بين المسلمين
حرص النبي- صلى الله عليه وسلم- على المؤاخاة بين المهاجرين والأنصار، وأن تكون رابطة الأخوة قوية بينهم، ليصنعوا مجتمعاً قوياً، قائمًا على الإخاء، والمحبة، والعدل، والمساواة.
الدستور (كتابة الوثيقة)
وبعد دخول النبي -صلى الله عليه وسلم- للمدينة بفترة قصيرة، أسلم الأنصار، إلّا فئة قليلة منهم، فكتب كتابًا بين المهاجرين والأنصار واليهود الذين في المدينة، ليكون دستوراً لهم، وفيما يتعلق بعلاقتهم ببعضهم، وما يتعلق بعلاقة الدولة بالدول الأخرى.
الغزوات والسرايا
بينما كان النبي -صلى الله عليه وسلم- يبني أمة إسلامية في المدينة المنورة، زاد حقد قريش عليه، بل وانضم معهم مشركو الجزيرة العربية، ويهود المدينة، فكان لا بد أن يدرب النبي -صلى الله عليه وسلم- أصحابه على القتال، وأن يكونوا جاهزين لأي غدر قد يلحق بهم،[٣] قال- تعالى-:(وَأَعِدّوا لَهُم مَا استَطَعتُم مِن قُوَّةٍ وَمِن رِباطِ الخَيلِ تُرهِبونَ بِهِ عَدُوَّ اللَّـهِ وَعَدُوَّكُم وَآخَرينَ مِن دونِهِم لا تَعلَمونَهُمُ اللَّـهُ يَعلَمُهُم).[٤]
وبعد انتهاء النبي -صلى الله عليه وسلم- من تجهيز جيشه، أخذ يبعث بعضًا من سرايا جنوده لقطع الطريق على القوافل التجارية المارة من طريقهم، فالسرايا هي معارك صغيرة لم يشارك بها النبي -صلى الله عليه وسلم- بل شارك بها أصحابه، ولم يتجاوز عددهم الثلاثين مقاتلاً.[٥]
أمّا الغزوات فهي التي شارك فيها النبي- صلى الله عليه وسلم- ضد المشركين؛ لإعلاء كلمة الله- سبحانه وتعالى-، ولكسر شوكة المشركين الذين كانوا يتباهون بقوتهم وعددهم، وقيل إنّ الغزوات التي شارك بها النبي -صلى الله عليه وسلم- هي ثماني غزوات: غزوة بدر، وغزوة أحد، والأحزاب، وفتح مكة، وغزوة الطائف، وغزوة حنين، وغزوة المريسيع، وغزوة خيبر.[٦]
دخول الناس في دين الله أفواجًا
بعد النصر الذي حققه المسلمون في فتح مكة، دخل النبي- صلى الله عليه وسلم- الكعبة، وحطم الأصنام، وأمر عمر بن الخطاب بإزالة أي صورة فيها، وطاف بالكعبة.[٧]
وبذلك أقبلت العرب من القبائل العربية على الإسلام، وأصبح النّاس يتوافدون إلى النبي -صلى الله عليه وسلم- للدخول في دين الله، قال تعالى:(إِذَا جَاءَ نَصْرُ اللَّـهِ وَالْفَتْحُ * وَرَأَيْتَ النَّاسَ يَدْخُلُونَ فِي دِينِ اللَّـهِ أَفْوَاجًا)،[٨] وازدادت أعداد المسلمين أضعافاً مضاعفة.[٩]
المراجع
- ↑ صفي الرحمن المباركفوري، الرحيق المختوم، صفحة 160. بتصرّف.
- ↑ رمضان البوطي، فقه السيرة النبوية، صفحة 142-151. بتصرّف.
- ↑ محمد الغزالي، فقه السيرة، صفحة 217-219. بتصرّف.
- ↑ سورة الأنفال، آية:60
- ↑ محمد الغزالي، فقه السيرة النبوية، صفحة 221. بتصرّف.
- ↑ ابن كثير، السيرة النبوية، صفحة 352. بتصرّف.
- ↑ موسى بن راشد العازمي، اللؤلؤ المكنون في سيرة النبي المأمون، صفحة 53-59. بتصرّف.
- ↑ سورة النصر، آية:1-2
- ↑ صفي الدين المباركفوري، الرحيق المختوم، صفحة 408. بتصرّف.