الحيوانات الطائرة
ظهرت مجموعة من الحيوانات الزاحفة التي لديها القدرة على الطيران، وذلك في عصور ما قبل التاريخ، ومن أبرزها التيروصورات، وفيما يأتي توضيح لها:
التيروصورات
يعد التيروصور (بالإنجليزية: pterosaur) من أوائل الحيوانات الفقارية الطائرة التي ظهرت في كل من العصر الترياسي، والعصر الجوراسي، والعصر الطباشيري من حقبة الميزوزويك، وذلك منذ ما يتراوح بين (66 مليون سنة - 252 مليون سنة)، وهي من فئة الزواحف الحاكمة (الأركوصورات).[١]
تطور التيروصورات ما قبل التاريخ
سارت التيروصورات القديمة على قدمين اثنتين، واستخدمت الأطراف الأمامية لعدة أغراض ثم تطورت إلى أجنحة، ويتكون سطح الجناح من غشاء جلدي يشبه غشاء الخفافيش، ويوجد في أيدي التيرصورات 4 أصابع، وتتميز الأصابع الثلاثة الأولى بأنها نحيلة، وتحتوي على المخالب، والهياكل القابضة، ويرتبط الغشاء بالإصبع الرابع الممدود.[١]
ويوجد غشاء يمتد بين الكتف والمعصم يقلل من الاضطراب على الجناح، وتتكون أجنحة التيروصورات من الألياف الكيراتينية الطويلة، والدقيقة، والمتوازية؛ مما يجعلها قوية وقادرة على المناورة أثناء الطيران.[١]
ويبدو جسم التيروصورات مضغوطًا، والأقدام الخلفية طويلة ونحيلة، وتدعم ثباتها على الأرض، وتتميز الأقدام الأمامية بالحجم الكبير، والعظام مجوفة وغير سميكة، مما تسبب في انخفاض وزنها، ورأسها يحتوي على منقار طويل ونحيف، وجمجمتها حساسة وقوية؛ بسبب العظام المدمجة، وعيونها كبيرة الحجم، ومقلة العين مدعومة بسلسلة من الصفائح العظمية.[١]
وسارت بعض التيروصورات على أربع أقدام، والبعض لامست قدمه الأرض بالشكل الكامل، والبعض منها سار على أصابع القدم فقط، واستخدمت الأقدام المكشوفة للحماية من الغرق في الأرض الطينية العميقة.[١]
وتملك التيروصورات حاسة بصر قوية، وعثر على بقاياها في رواسب قريبة من المسطحات المائية، وفي الغابات، والسهول، ويحتوي منقارها على الأسنان الدقيقة، واستخدمت في جذب العوالق، ويملك بعض التيراصورات أسنانًا بارزة إلى الخارج، واستخدمت في صيد الأسماك والحيوانات البرية.[١]
أنواع التيروصورات
اكتشف نوعين من التيروصورات القديمة،[١] وهي:
- المجموعة الأولى (Rhamphorhynchoidea)
تحتوي جميع أشكال التيروصورات التي ظهرت حتى نهاية العصر الجوراسي، وذلك قبل 146 مليون سنة، وتتميز بذيل طويل، وأسنان مدببة وحادة، وجناح ممدود، ولها 5 أقدام، وتحتوي القدم الخامسة على أصابع طويلة، ووجدت في الرواسب التي تشكلت بنهاية العصر الترياسي، وذلك قبل 200 مليون سنة.[١]
وتضم تيروصور (Eudimorphodon) وتيروصور (Peteinosaurus)، ويصل طول الجناح في كل منهما إلى (100) سم، وعثر على تيروصور (Dimorphodon) في إنجلترا، والذي يعود إلى بداية العصر الجوراسي في إنجلترا، ويبلغ طول الجناح فيه (1.5) م، بينما يمثل تيروصور (Rhamphorhynchus) نهاية العصر الجوراسي، ويصل طول الجناح فيه (1) م.[١]
- المجموعة الثانية (Pterodactyloidea)
ظهرت في العصر الجوراسي الأوسط، وبقيت حتى العصر الطباشيري، ومنها: التيروصور الزاحف الجرثومي، الذي اكتشف في منطقة شمال غرب الصين، ويرجع تاريخ احفورته إلى 163 مليون سنة، والزاحف المجنح الجوراسي في ألمانيا، وقد وصل طول نوع منها إلى سبعة أمتار، واكتشف تيروصور (Lacusovagus) في الصخور الطباشيرية في بلاد البرازيل، وله جمجمة واحدة، ويبلغ طول جناحه خمسة أمتار.[١]
ويعود تاريخ تيروصور (Darwinopterus modularis) إلى منتصف العصر الجوراسي، وذلك قبل 160 مليون سنة، وله حجم يقارب حجم الغراب، ولديه رأس وعنق تشبه سماتها في الزاحف المجنح، وخصائص الهيكل العظمي تشبه الموجودة في تيروصورات المجموعة الأولى.[١]
الحيوانات البرية
ظهرت مجموعة من الحيوانات البرية في عصور ما قبل التاريخ مثل الديناصورات، وفيما يأتي توضيح لها:
الديناصورات
عاشت الديناصورات (بالإنجليزية: the dinosaurs) في البيئات المتنوعة، وتشير آثار الأقدام إلى المكان الذي تواجدت به، وتحدد العظام مكان وفاتها، وتقع معظم أحافير الديناصورات في الأراضي المنخفضة تحديدًا في السهول الفيضية، والدلتا، وفي قاع البحيرة، والجدول، وتعرف خصائص تلك البيئات من دراسة حبوب اللقاح، وبقايا النباتات المحفوظة، والنظائر الجيوكيميائية، وهي مؤشر إلى درجات الحرارة، ومعدل هطول الأمطار.[٢]
تطور الديناصورات ما قبل التاريخ
ظهرت الديناصورات بداية العصر الترياسي، وذلك قبل 247 مليون سنة، وتنوعت الديناصورات عبر العصر الترياسي المتأخر منذ 201 مليون سنة، وأثناء ذلك حدث انفصال لمناطق اليابسة على الأرض، ونشأت المجموعات المتعاقبة والمتنوعة على كل قارة، ثم تناقصت أعدادها حتى انقرضت، وبدأ ظهور حيوانات جديدة في نهاية العصر الطباشيري، وذلك منذ 100 مليون سنة.[٢]
وتغذت الديناصورات على الغطاء النباتي الأرضي عبر العصور المختلفة، وقد تنوع الغطاء النباتي بين الأشجار العاريات البذور مثل الصنوبريات، وذلك في مناطق خطوط العرض العالية، والأشجار كاسيات البذور مثل النخيل، وذلك في المناطق الشبه استوائية، والمناطق المدارية، ويتميز هذا الغذاء بالسعرات المنخفضة، والبروتينات، والسليلوز.[٢]
واستطاع ديناصور (ornithopods) التكيف بالقدرة على معالجة الطعام بكفاءة، وقد ظهرت ديناصورات منقار البط في نهاية العصر الطباشيري، وهي تملك أسنان كبيرة ومغلقة لطحن الطعام، وعثر على هيكل عظمي لديناصور (Seismosaurus) مع حصوات يعتقد أنها موجودة بداخل الجهاز الهضمي، وتساعد في عملية هضم الطعام.[٢]
وصلت نسبة الديناصورات التي تغذت على اللحوم في حقبة الحياة الوسطى إلى ما يقارب 40%، وعثر على ديناصور (Compsognathus)، وهو يحتوي على هيكل عظمي صغير لسحلية (Bavarisaurus) في المعدة، وأثبتت الأدلة الأحفورية أن الديناصورات كائنات اجتماعية، ومارست الرعي، وقد هاجرت بحثًا عن الطعام، وذلك باكتشاف مسارات لها على طول مجرى نهر (Paluxy) بولاية تكساس الأمريكية.[٢]
وأظهرت الدراسات أنّ الهياكل العظمية في الديناصورات قد نمت بسرعة كبيرة، وذلك بمدة زمنية تتراوح بين (6 - 12) سنة، وبينت الاكتشافات أنّ الديناصورات تتكاثر بالبيوض، والتي تضعها داخل الأعشاش.[٢]
أنواع الديناصورات
يوجد مجموعتين من أنواع الديناصورات، وهي:[٢]
- مجموعة (Saurischia)
وتتميز بفقرات الرقبة الخلفية الممدودة، ومفاصل فقرات الجذع، ومقدار اليد التي تصل إلى نصف طول باق الذراع، والإصبع الثاني من اليد هو الأطول، وتضم الصربودات (Sauropodomorpha) وهي آكلة النباتات، و ثيربودا (Theropoda) آكلة اللحوم.
- مجموعة (Ornithischia)
تضم الديناصورات آكلة النباتات، وتتميز بالأسنان العلوية التي تشبه شكل أوراق الشجر المنتفخة، وتحتوي على عظم جفني، ويوجد فتحات في الجمجمة قريبة من العينين، وهي: ديناصورات (Thyreophora)، ومنها ديناصور (Scutellosaurus) الذي يتميز بأقدام صغيرة، ويبلغ طوله (1) م، ويحتوي على صفائح عظمية صغيرة على طول الظهر وجوانب الجسم، أيضًا ديناصورات (Cerapoda)، والتي تنقسم إلى 3 مجموعات، وهي: (Ornithopoda، Pachycephalosauria، Ceratopsia).
الحيوانات البحرية
ظهرت مجموعة من الحيوانات البحرية في عصور ما قبل التاريخ مثل المرجان، وشوكيات الجلد، والسمك، وفيما يأتي توضيح لها:
المرجان ما قبل التاريخ
يعد المرجان (Zoantharia) من الحيوانات بحرية التي تنمو في مكان ثابت، وهي من فصيلة الرخويات التي تتناول الغذاء وتخرج الفضلات من الفم، وتبدو ناعمة الملمس، ولديه مخالب تسبب لسعات سامة، وتشكل صخورًا كلسية صلبة تتكون من كربونات الكالسيوم في قيعان البحار.[٣]
ويعيش المرجان منفردًا أو ضمن مجموعات في أعماق قيعان البحار على عمق يتراوح بين (500 - 6000) م، وينتشر المرجان في المياه التي تتراوح درجة حرارتها بين (5 - 10) درجة مئوية، ويصل طولها إلى مئات الكيلومترات.[٣]
تطور المرجان ما قبل التاريخ
ظهر المرجان خلال العصر الكمبري قبل حوالي 500 مليون سنة، وخلال العصر الباليوزوي، وما زالت إلى اليوم، وقد عثر عليها داخل الصخور الكربونية في بريطانيا، وتنتشر قرب خطوط العرض الاستوائية.[٣]
وقد حدث انقراض جماعي له في أواخر العصر البرمي، وعاد المرجان في العصر الترياسي؛ بسبب الجفاف، وتغير التيارات المحيطية، وانتشار الرواسب، والبراكين، وتغير مستوى سطح البحر.[٣]
أنواع المرجان ما قبل التاريخ
يوجد ثلاثة أنواع من المرجان في عصور ما قبل التاريخ، وهي:[٣]
- الشعاب المرجانية
تنمو في المياه الساحلية العميقة والدافئة، ويساعد على ذلك ارتفاع مستوى سطح البحر، وقد تتكون الشعاب المرجانية حول جزيرة بركانية.
- الحاجز المرجاني
تنمو الشعاب المرجانية مُشكلة حاجزًا مرجاني على مسافة بعيدة عن شاطئ البحيرة؛ وذلك عند انحسار الجزيرة البركانية بشكل بطيء.
- الجزر المرجانية
تختفي الجزيرة البركانية بسبب استمرار ارتفاع مستوى سطح البحر، وتنمو الشعاب المرجانية بشكل دائري مكونة جزيرة مرجانية محاطة ببحيرة، ومغطاة بالرواسب.
شوكيات الجلد ما قبل التاريخ
وهي مجموعة من الحيوانات اللافقارية الغريبة، وتضم نجم البحر، وقنافذ البحر، وخيار البحر، والدولارات الرملية، وزنابق البحر.[٤]
تطور شوكيات الجلد ما قبل التاريخ
ظهرت شوكيات الجلد في بداية العصر الباليوزوي، وذلك قبل 500 مليون سنة،[٥] وبدأ تطور الشوكيات في بداية العصر الكمبري، وظهرت مجموعة شوكيات الجلد الجانبية، والمذابات، والمجموعة الخماسية المنتصبة، وانخفض التنوع في نهاية العصر الكمبري.[٦]
أنواع شوكيات الجلد ما قبل التاريخ
تنقسم شوكيات الجلد إلى ثلاثة أنواع في عصور ما قبل التاريخ، وهي:[٦]
- (Ctenocystoids)
وهي شوكيات مخططة الجسم من الجانب، ومتماثلة أفقيًا ومنها غير متماثلة، وقد تحتوي أو لا تحتوي على زوائد، وتصفيحها فسيفسائي.
- (Helicoplacoidea)
وهي شوكيات بيضاوية الشكل، وتماثل أجسامها حلزوني، ولا تحتوي على زوائد، وتصفيحها متشابك.
- (Edrioasteroid)
وهي شوكيات دائرية الشكل، وتماثلها خماسي، ولا تحتوي على زوائد، وتصفيحها متشابك وفسيفسائي.
السمك ما قبل التاريخ
ظهر السمك في المياه منذ قديم الزمان في عصور ما قبل التاريخ، وذلك قبل 500 مليون سنة، وقد تطورت خصائصه بمرور الزمن، وزاد تنوعه.[٧]
تطور السمك ما قبل التاريخ
تميز السمك عند ظهوره بحجم صغير، وكان يفتقر إلى الفك، وله هيكل عظمي يوفر له الحماية،[٧] وذلك في العصر الأردوفيشي،[٨] وأصبحت أعداد السمك كبيرة جدًا في عصر السمك، وذلك قبل 400 مليون سنة، وعاشت الأسماك البدائية ضمن مجموعات،[٧]
ثم ظهرت الأسماك الفكية في أواخر العصر السيلوري، وذلك منذ حوالي 416 مليون سنة، بينما ظهرت أسماك القرش في العصر الديفوني المبكر قبل 400 مليون سنة.[٨]
أنواع السمك ما قبل التاريخ
صنفت أنواع السمك في عصور ما قبل التاريخ إلى:[٨]
- سمك (Agnatha)
وهي الأسماك التي تخلو من الفك.
- سمك (Chondrichthyes)
وهي الأسماك الغضروفية.
- سمك (Osteichthyes)
وهي الأسماك العظمية.
المراجع
- ^ أ ب ت ث ج ح خ د ذ ر ز "pterosaur", britannica, Retrieved 2/11/2021. Edited.
- ^ أ ب ت ث ج ح خ "Natural history", britannica, Retrieved 2/11/2021. Edited.
- ^ أ ب ت ث ج "Corals", bgs, Retrieved 2/11/2021. Edited.
- ↑ "Echinoderms", prehistoric-wiki, Retrieved 2/11/2021. Edited.
- ↑ "The active evolutionary lives of echinoderm larvae", nature, Retrieved 2/11/2021. Edited.
- ^ أ ب "Fossil Record of Echinoderms", ucsd, Retrieved 2/11/2021. Edited.
- ^ أ ب ت "prehistoric fish", dkfindout, Retrieved 2/11/2021. Edited.
- ^ أ ب ت "fish", britannica, Retrieved 2/11/2021. Edited.