خاتمة عن الأنثروبولوجيا النفسية

كتابة:
خاتمة عن الأنثروبولوجيا النفسية


مفهوم الأنثروبولوجيا النفسية

تعد الأنثروبولوجيا النفسية أو كما تُعرف بعلم الثقافة الشخصية (بالإنجليزية: Culture Personality) الدراسة التي تُعنى بتفسير وتقيم الموضوعات النفسية للفرد، إذ جاء هذا المُسمى من الارتباط الوثيق ما بين الثقافة الشخصية، والشخصية الإنسانية، وفقد أثبتت العديد من الدراسات أن هنالك تطابقًا في التقييمات المستقلّة للبيانات التـي تم جمعها، بهدف دراسة ما يعرف بمعادل "الثقافة الشخصية"، وكانت النتيجة أن هنالك تشاركاً كبيراً بين الأنثروبولوجيا، وعلم النفس، خاصةً مدرسة التحليلي النفسي، فقد أسفر عن هذه النتائج توصيات عديدة من الباحثين، أهمها أن يتم تدريب الباحثين في الأنثروبولوجيا على مراحل البحث في علم النفس، وبهذا نتج عنها ما يعرف بالبحث "السيكو ثقافي"[١]


ولعل من أهم المفاهيم البارزة في هذا المجال هو: الإبداع الذي يعكس ما يميز شخص معين قادر على إنتاج فكرة أو اختراع لم يسبق أن توصل إليه أحد عن الأفراد العادين الآخرين.[٢] وبهذا يتضح مدى أهمية إجراء الدراسات النفسية على إبداع الإنسان باعتباره الكائن العضوي الوحيد والمنفرد بخاصية إنتاج ثقافة، والتحدث بلغة ما باعتبارها وعاءً للتفكير، ومن ذات المنطلق، ترتبط هذه المفاهيم بعلم الأنثروبولوجيا باعتباره علم الإنسان، فالعناصر الثقافية وجدت مع الإنسان منذ أن شعره بوجوده الشخصي المميز.[١]


موضوع الأنثروبولوجيا النفسية

يتحدد موضوع الأنثروبولوجيا النفسية في العلاقة بين الثقافة والشخصية، وتسير هذه العلاقة باتجاهين، وهما:[١]

  • اتجاه يتتبع أثر الثقافة في الشخصية.
  • اتجاه يتتبع الأثر الشخصي للفرد في الثقافة.


ومن هنا يتضح دور الأنثروبولوجيا النفسية في مساعدة العلماء في الوصول إلى أقصى درجات الفهم الدقيق للمبادئ التي ترسم الخطوط العريضة للشخصية التي يتمتع بها الفرد، وهذه الدراسات شملت كل العصور، ابتداءً بالعصور القديمة، وحتى العصر الحديث.[١]


مفهوم الشخصية في الأنثروبولوجيا النفسية

إن الشخصية الإنسانية، والعوامل التي تؤثر فيها تعد محور دراسات الأنثروبولوجيا النفسية، [١] وسبق أن قام علماء الأنثروبولوجيا بتناولها في الفروع الأنثروبولوجية الأخرى مثل الأنثروبولوجيا الاجتماعية؛ وذلك لاعتبار الإنسان لا يعيش كشخص معزول ومنفرد، وإنما يعيش في مجتمع يؤثر، ويتأثر فيه، وبذلك يصيغ كل فردٍ صورة علاقاته الاجتماعية تبعًا لشخصيته المختلفة،[٣] لينتج عن ذلك تكامل للشخصية الإنسانية بوصفها نتاج اجتماعي.[١]


كما اعتبر بعض الباحثين الأثروبولوجيا النفسية تخصصًا دقيقًا للأنثروبولوجيا الاجتماعية، والشخصية ليست إلا نتيجة معقدة لكل الدراسات الأنثروبولوجية، فهي مجموع الصفات التي يتميز به إنسان عن الآخر مثلا؛ تسعى الأنثروبولوجيا النفسية إلى معرفة الأسباب التي يغضب الإنسان لأجلها، وما هي مخاوفه في العصور القديمة، والعوامل التي تجعله كائنًا مستقرًا، ولعل أهم المواضيع الشخصية التي تهتم الدراسات الأنثروبولوجيا النفسية بها هي العاطفة البشرية، وأسس تشكلها عند الإنسان، والطرق التي يلجأ إليها للتعبير عن حبه، أو كرهه.[٢]


كما وتؤثر العمليات الفيزيولوجية في سلوكيات الفرد، وبذلك يظهر الترابط الوثيق بين فروع الأنثروبولوجيا الاجتماعية والنفسية والبيولوجية، فالطعام الذي يتناوله الفرد يمثل استجابة لحاجته الفيزيولوجية، ويصاحبها سلوك معين يؤثر بها على حالته الصحية، ومن ضمنها الصحة النفسية، والعقلية، وطرق تفكيره.[١]


المراجع

  1. ^ أ ب ت ث ج ح خ عيسى الشماس، مدخل إلى علم الإنسان الأنثروبولوجيا، صفحة 76-80. بتصرّف.
  2. ^ أ ب "Psychological Anthropology", oxfordbibliographies, Retrieved 10/1/2022.
  3. مجموعة مؤلفين، الأنثروبولوجيا الاجتماعية قضايا الموضوع والمنهج، صفحة 14. بتصرّف.
5987 مشاهدة
للأعلى للسفل
×