محتويات
رسول الله
محمد بن عبد الله بن عبد المطلب الهاشمي القرشي، رسول الله -صلَّى الله عليه وسلَّم- وخاتم الأنبياء والمرسلين، ولد رسول الله -عليه الصَّلاة والسَّلام- سنة 570 وقيل 571 ميلادية في عام الفيل، وبُعث وهو في الأربعين من عمره، أي في سنة 610 ميلادية، وقد هيأ الله لرسوله الصحابة الكرام يساندوه في توصيل الرسالة وتأدية الأمانة، فكان الصحابة الكرام يحبُّون رسول الله -صلَّى الله عليه وسلَّم- حبًا جمًّا، فأعانوه وخدموه وقاتلوا معه ورووا عنه وسمعوا منه الدين وأوصلوه بعده للعالمين، وهذا المقال سيسلط الضوء على خادم الرسول وصاحبه الصحابي الجليل أنس بن مالك -رضي الله عنه-.
خادم الرسول وصاحبه
يتفق المؤرخون وكُتَّاب السيرة النبوية والباحثون في أنساب الصحابة وحياتهم وسِيرتهم أنَّ خادم الرسول وصاحبه هو الصحابي الجليل أنس بن مالك -رضي الله عنه- وأنس بن مالك هو أبو حمزة أنس بن مالك بن النضر بن ضمضم بن زيد بن حرام الأنصاري النجاري، خادم الرسول وصاحبه وأحد أكثر رواة الحديث من الصحابة، وقد جاء عن أنس كما قال ابن حجر أنَّه قال: "قدم النَّبيُّ -صلَّى الله عليه وسلَّم- المدينة وأنا ابن عشر سنين وأنَّ أمَّهُ أم سليم أتتْ بهِ النَّبيَّ -صلَّى الله عليه وسلَّم- لما قدمَ، فقالتْ له: هذا أنس غلامٌ يخدمُكَ فقَبِلَهُ فخدمَهُ عشرَ سِنين، وأنَّ النَّبيَّ -صلَّى الله عليه وسلَّم- دعا له فقال: اللهم أكثرْ مالَهُ وولده وأدخلْهُ الجنَّة، فطالَ عمرُهُ حتَّى بلَغَ المائة، وولدَ له من الولدِ أكثر من المائة وبوركَ في مالِهِ فكانَ له بستان يحمل الفاكهة في السنة مرتين"، وجاء عن السيوطي أنّه قال عن خادم الرسول وصاحبه -رضي الله عنه-: "إنَّهُ ماتَ سنةَ ثلاث وتسعين، وقيل: سنة اثنتين، وقيلَ: سنة إحدى، وقيلَ: سنة تسعين"، والله تعالى أعلم.[١]
نسب أنس بن مالك
هو أنس بن مالك بن النضر الأنصاري الخزرجي النجاري من بني عدي بن النجار، كان أنس بن مالك -رضي الله عنه- خادم الرسول وصاحبه، وكان هذا مدعاة للفخر عنده، فقد لازم رسول الله -صلَّى الله عليه وسلَّم- عشر سنين، أمُّه هي أم سليم بنت ملحان بن خالد بن زيد بن حرام، وإخوته البراء وزيد، وكان له من أمه أخ يُقال له أبو طلحة الأنصاري، عاش أنس بن مالك -رضي الله عنه- في الإسلام وتربَّى على هذا الدين، فقد ولد في بعثة رسول الله -صلَّى الله عليه وسلَّم- وعندما أصبح في العاشرة من عمره خدم رسول الله -صلَّى الله عليه وسلَّم- مدة عشر سنين حتَّى توفِّي رسول الله -عليه الصَّلاة والسَّلام- وكان أنس في العشرين من عمره فقط، والله تعالى أعلم.[٢]
خدمة أنس بن مالك للرسول
ولد أنس بن مالك في يثرب قبل الهجرة النبوية بعشر سنوات وهو من بني النجار من الخزرج، وعندما هاجر رسول الله -صلَّى الله عليه وسلَّم- إلى يثرب -التي أصبح اسمها المدينة المنورة بعد الهجرة- كان عمر أنس بن مالك -رضي الله عنه- عشر سنين، فجاءت به أمه أم سليم إلى النَّبيِّ -صلَّى الله عليه وسلَّم-، وقد جاء في صحيح البخاري عن أنس بن مالك -رضي الله عنه- قال: "قالَتْ أُمُّ سُلَيْمٍ للنبيِّ -صَلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ-: أنَسٌ خَادِمُكَ، قالَ: اللَّهُمَّ أكْثِرْ مَالَهُ، ووَلَدَهُ، وبَارِكْ له فِيما أعْطَيْتَهُ"[٣]، وقد خدم أنس بن مالك رسول الله -صلى الله عليه وسلَّم- مدة عشر سنين حتَّى توفِّي رسول الله -عليه الصَّلاة والسَّلام- سنة 11 للهجرة، وقد تحدث أنس عن المعاملة العظيمة التي كان رسول الله -عليه الصَّلاة والسَّلام- يعامله بها، فكان يعامله معاملة الولد وكان يكنِّيه أبا حمزة، وقد كان له معلمًا وأبا فلم يضربه ولم يوبِّخه طيلة عشر سنين، وقد خرج أنس مع رسول الله -صلَّى الله عليه وسلَّم- إلى غزوة بدر ولم يقاتل لصغر سنه بل كان يخدم رسول الله طيلة مدة الغزوة، وشارك مع رسول الله -عليه الصَّلاة والسَّلام- في ثمانية غزوات، كغزوة الطائف وخيبر وحُنين، وكان من الصحابة الذين شهدوا فتح مكة وحجة الوداع وعمرة القضاء وبيعة الشجر وغيرها من الأحداث العظيمة في تاريخ الإسلام، والله أعلم.[٤]
أنس بن مالك بعد وفاة رسول الله
بعد أن توفِّي رسول الله -صلَّى الله عليه وسلَّم- وتولَّى أبو بكر -رضي الله عنه- خلافة المسلمين، كان لأنس بن مالك خادم الرسول وصاحبه -رضي الله عنه- دور عظيم في حروب الردة التي خاضها المسلمون ضد القبائل العربية التي ارتدَّت عن الإسلام بعد وفاة رسول الله -عليه الصَّلاة والسَّلام- وكان من رماة المسلمين المهرة، شارك في معركة اليمامة التي خاضها المسلمون ضد مسيلمة الكذاب، وبعد استقرار أوضاع الجزيرة العربية، سافر أنس البحرين بأمر من الخليفة لجمع أموال الزكاة وقبل عودته توفِّي أبو بكر الصديق -رضي الله عنه- وخلفه عمر بن الخطاب -رضي الله عنه- فبايعه أنس، ثمَّ انطلق مع جيوش المسلمين يخوض معارك العراق ضد الفرس، فشهد القادسية مع سعد بن أبي وقاص -رضي الله عنه-، ثمَّ بعد انتهاء هذه الحروب سكن أنس في البصرة وأصبح يعلم الناس حديث رسول الله -صلَّى الله عليه وسلَّم-، وقد ساند عبد الله بن الزبير بن العوام وصلَّى بالناس في البصرة بناءً على طلب بن الزبير، مما دفع بالحجاج بن يوسف الثقفي إلى إلى معاداته وتهديده، فأرسل أنس إلى عبد الملك بن مروان رسالة يخبره بأمر الحجاج، فغضب الخليفة وأمر الحجاج بالاعتذار من أنس وكان لأنس ما كان، وقد عاش أنس عمرًا طويلًا يزيد عن مئة عام، قبل أن توافيه المنية سنة 93 للهجرة وقيل 92 و 91 و 90 للهجرة، وكان آخر الصحابة موتًا في البصرة، والله تعالى أعلم.[٤]
المراجع
- ↑ "من هو أنس بن مالك"، www.islamweb.net، اطّلع عليه بتاريخ 14-06-2019. بتصرّف.
- ↑ "أنس بن مالك"، www.marefa.org، اطّلع عليه بتاريخ 14-06-2019. بتصرّف.
- ↑ رواه البخاري، في صحيح البخاري، عن أنس بن مالك، الصفحة أو الرقم: 6334، صحيح.
- ^ أ ب "أنس بن مالك"، www.wikiwand.com، اطّلع عليه بتاريخ 14-06-2019. بتصرّف.