ختان الاناث جريمة ذات عواقب صحية

كتابة:
ختان الاناث جريمة ذات عواقب صحية

يعدّ تشويه الأعضاء التناسلية الأنثوية أو ما يعرف بختان البنات جريمة يرتكبها كلّ من قام بها، وشجع عليها وكلّ من صمت عنها.

يهدف هذا المقال إلى رفع الوعي بأهمية حماية الفتيات من هذه الجريمة، وتفنيد الذرائع التي تقوم عليها، إذ تعتبر المنظمات الدولية ومنها الأمم المتحدة، اليونيسف، منظمة الصحة العالمية وهيومان رايتس ووتش (Human Rights Watch) تشويه أو بتر الأعضاء التناسلية الانثوية جريمة لا إنسانية وانتهاكاً لحقوق الأطفال والفتيات والمرأة.

ما هو ختان الاناث؟

بحسب منظمة الصحة العالمية،  تشويه أو بتر الأعضاء التناسلية الأنثوية هو أي عملية تتضمن إزالة جزئية أو كلية للأعضاء التناسلية الأنثوية دون سبب طبي أو علاجي، وهو من أشد أشكال التمييز الجنسي والعنف ضد الفتيات، إذ يهدف، بذرائع مجتمعية أو دينية إلى التحكم المسبق بحياة المرأة الجنسية، ويُنظَر إليه في المجتمعات التي تمارسه على أنه من علامات العفة والطهارة للمرأة، ويذهب الأمر بأفراد هذه الجماعات إلى التطرف لدرجة أن تجد الأسر التي لا تقوم بختان بناتها صعوبة في تزويجهن.

ما مدى انتشار ختان الاناث؟

يمارس تشويه الأعضاء التناسلية الانثوية في 29 دولة تتركز في افريقيا والشرق الأوسط، كما يمارس في بعض المجتمعات المحلية في شرق آسيا ومجتمعات المهاجرين في أمريكا الشمالية وأوروبا.

على المستوى العربي، ينتشر تشويه الأعضاء التناسلية الانثوية في 8 دول، هي الصومال، جيبوتي، مصر، السودان، موريتانيا، اليمن وإقليم كوردستان في العراق.

بحسب منظمة اليونيسف، بلغ عدد الفتيات اللاتي تعرضن لهذا الانتهاك 200 مليون فتاة حتى الآن، وحذرت من أن استمرار هذه الممارسة بالنسق الحالي سيؤدي إلى تعرض 15 مليون فتاة أخرى لهذه الجريمة بحلول عام 2030.

كيف تتم عملية ختان الاناث؟

تتم عملية تشويه أو بتر الأعضاء التناسلية الأنثوية دون تخدير أو تعقيم وغالباً ما تتم ممارستها في مرافق غير رسمية وغير معدة ودون معدات مختصة، وقد يمارسها مختصون في الرعاية الصحية كالأطباء والممرضات أو قد تنفذ من قبل غير مختصين.

إن الصفة غير الرسمية التي يتم فيها ارتكاب هذه الجريمة تجعل خطرها أكبر وأكثر حدة، حيث يؤدي عدم التخدير إلى تعرض الفتيات إلى الم شديد يؤدي إلى صدمة عصبية قد تكون قاتلة، ويؤدي انعدام التعقيم إلى تلوث مكان القطع وحدوث التهابات مكان الجروح أو أية إصابات جانبية قد تودي بحياة الطفلة أو في أحسن الأحوال تحدث ضرراً دائماً لجسدها الصغير.

ما هي مضاعفات عملية ختان الاناث؟

تشويه الأعضاء التناسلية الأنثوية عملية لا ضرورة طبية لها، وآثارها هدامة، دائمة تصاحب الفتاة طوال عمرها ولا يمكن إصلاح ضررها بعد حصولها، ننقلها هنا عن منظمة هيومان رايتس ووتش:

  1. الآثار الصحية الجسدية المباشرة: كالنزيف، والصدمة العصبية الناتجة عن ألم العملية، خطر العدوى والالتهابات، واحتباس البول بعد العملية، أما الآثار بعيدة الأمد فتشمل فقر الدم، التقرحات والندبات وصعوبة التبول واضطرابات الدورة الشهرية وتكرر الإصابة بالعدوى في مجرى البول، والعقم أو مضاعفات الولادة وخطر الاحتياج لولادة قيصرية والنزيف بعد الولادة.
  2. الآثار على الصحة الجنسية: كالشعور بالألم خلال الاتصال الجنسي، واعتلال الوظائف الجنسية والتحسس الزائد مكان البتر، او عدم القدرة على الاتصال الجنسي الكامل او عدم القدرة على الإيلاج بالعمق الكافي، ناهيك عن أن العقم يؤدي إلى رفض المرأة من قبل زوجها وعائلته إذ أن عدم القدرة على الإنجاب أمر تلام المرأة عليه.
  3. المشكلات النفسية الجنسية: قد يكون سببها الألم المصاحب للعملية الجنسية، والدورات الشهرية المؤلمة، إضافة إلى عدم الإحساس بالمتعة أو الرغبة الجنسية أثناء الاتصال الجنسي وهذا قد يؤدي إلى مضاعفات متعلقة بالصحة النفسية الجنسية.
  4. الآثار على الصحة العاطفية والنفسية: قد تشمل الاكتئاب والقلق والرّهاب وحالة القلق ما بعد الصدمة (PTSD)، وغيرها من المشكلات الخاصة بالصحة النفسية.

هل عملية ختان الاناث قانونية؟

وضعت الأمم المتحدة محاربة تشويه وبتر الأعضاء التناسلية الأنثوية على قائمة أهدافها الاستراتيجية كما اتخذت بعض الدول إجراءات تشريعية وقانونية تجرّم هذا الانتهاك، وهي:

على المستوى الأفريقي:

بينين، بوركينا فاسو، جمهورية أفريقيا الوسطى، تشاد، كوديفوار، جيبوتي، مصر، اريتريا، اثيوبيا، غانا، غينيا، كينيا، موريتانيا، النيجر، السينيغال، جنوب أفريقيا، تنزانيا، توجو وسيراليون.

وتتراوح عقوبة مرتكبي تشويه الأعضاء التناسلية الأنثوية في هذه الدول بين السجن لثلاثة أشهر والسجن مدى الحياة، وتفرض بعض الدول غرامات مالية كعقوبة رادعة.

على مستوى الدول الصناعية:

أستراليا، بلجيكا، كندا، قبرص، الدنمارك، إيطاليا، نيوزيلاندا، النرويج، اسبانيا، السويد، المملكة المتحدة، فرنسا و17 ولاية من الولايات المتحدة.

ويبقى القول إن تشويه الأعضاء التناسلية الانثوية مهما اختلفت مسمياته، جريمة لا تدعوا إليها ديانة ولا قيم ولا عفة ولا طهارة؛ هو، جريمة فحسب، انتهاك يحرم الفتيات الصغيرات من طفولتهن، ومن عيش حياة طبيعية وصحية وسليمة.

3695 مشاهدة
للأعلى للسفل
×