خصائص الأدب في العصر العباسي

كتابة:
خصائص الأدب في العصر العباسي


خصائص الأدب في العصر العباسي

ازدهر الأدب في العصر العباسي بصورة كبيرة، وفيما يأتي مجموعة من أبرز خصائص الأدب في العصر العباسي:


خصائص الشعر في العصر العباسي

تأثر الشعر في العصر العباسيّ بالعديد من العوامل مثل المجون وشرب الخمر وانتشار حركة الزندقة وغيرها من الحركات المخالفة للدين الإسلاميّ، وكانت لهذه العوامل تأثيرًا على ثقافة الشعب ممّا انعكس على أفكار الشعراء فكان لقصائدهم خصائص خاصة بها، نذكر منها ما يأتي:[١]

  • وضوح المعاني وابتعاد الشعر عن التعقيد نظرًا لاستخدام الشعراء أسلوب الوضوح واستعمال الصور الفنيّة.
  • توظيف الخيال والإكثار من التشبيهات والاستعارات في قصائدهم.
  • سهولة الكلمات واستخدام الألفاظ القريبة من لغة الشعب مع تركهم للألفاظ المعقدّة في تركيبها.
  • التقليل من المفردات الوحشية المستخدمة في شعر الرجز كما نرى في شعر أبي نخيلة.
  • الإكثار من شعر المديح ومن الشعراء الذين تقرّبوا للعباسيين الشاعر مروان بن أبي حفصة.
  • الاهتمام بالموسيقى الناتجة عن استخدام البحور الشعرية القصيرة، بالإضافة لاستخدام بعض المفردات الأعجميّة.
  • عمق الأفكار من خلال تناول ما يدور في عقول الشعب من أفكار وسردها بعمق نظرًا لانفتاحهم الثقافي والفلسفيّ.
  • رقّة الأسلوب نتيجة لمزج الأفكار والمعاني ممّا ساهم في تنوّع الأساليب المستخدمة في القصائد الشعرية. هذا بالإضافة لتطوّر موضوعات الشعر القديمة وتجدّدها.
  • استمرار شعر النقائض والهجاء الذي كان منتشرًا في العصر الأمويّ، ومن أشهر الشعراء في هذا النوع من الشعر هو الشاعر ابن ميادة.[٢]
  • ظهور أغراض أخرى للشعر مثل شعر رثاء الدول والشعر الصوفيّ.[٣]


خصائص فن النثر في العصر العباسي

ظهرت العديد من السمات الخاصة بفن النثر الإسلامي، من أبرزها ما يأتي:[٤]

  • ظهور ملامح الحياة المدنية والأفكار العباسيّة.
  • ضعف فن الخطابة بسبب ضعف العوامل المؤديّة لوجودها.
  • استخدام الأدباء الاستعارات والصور الفنيّة والعبارات الجديدة، ومن أشهرهم الشاعر الحسين بن مطير الذي برع في ابتكار المعاني.
  • جزالة الأفكار وفصاحتها خاصة تلك الموّجهة للحكام، وكتابتها بأسلوب يمتاز بالسهولة والبساطة.
  • التجديد في الألفاظ والابتعاد عن استخدام الكلمات البدوية الدالة على البيئة المحيطة بالأدباء، واستخدامهم للألفاظ الجديدة بالرغم من تمسكه بالكثير من التقاليد.
  • التنوّع في كتاباتهم النثرية واختلاف المواضيع وعمقها عن طريق توظيف الكلمات بدّقة.
  • التأثّر بالطبيعة والبيئة المحيطة به والسعي للتطور معها كلّما تطوّرت.


الأدب في العصر العباسيّ

قامت الدولة العباسية في عام 134هـ على أيدي رجال (العبّاس بن عبد المطلّب) أصغر أعمام رسول الله محمد -صلّى الله عليه وسلّم- وذلك بعد القضاء على الدولة الأمويّة والمنادة بحقّهم في الخلافة، بعد ذلك قام العباسيّون بنقل خلافتهم إلى الكوفة بالعراق وبعدها للأنبارإلى أن بنوا مدينة بغداد لتكون عاصمة لهم ومركزًا للازدهار والتطوّر.[٥]


برع المثقفون في جميع المجالات كالتاريخ واللغة وعملوا على نشر جميع الفنون المتنوّعة والعلوم المختلفة في عهد الدولة العباسيّة، التي استمرت لمدة خمسة قرون وأكثر إلى أن ضعفت أركانها بسبب النزاعات السياسيّة وبالتالي سقوطها على أيدي المغول، وانتهاء عهدها عام 656هـ.[٦]


اهتم أُمراء وحُكام بعض البلدان بدعم الشعراء وتشجيعهم على الاستمرار بعد ضعف الدولة العباسيّة، حيث قام هؤلاء الشعراء باستعمال الأغراض الفنيّة للشعر لكنهم تميّزوا باستعمال أغراض أخرى في قصائدهم، مثل المديح الذي أكثروا منه تقرّبًا للخلفاء وكسبًا لودّهم ثم الفوز بعطاياهم وهباتهم.[٧]


عوامل ازدهار الأدب في العصر العباسيّ

تأثرت الحياة الأدبية في العصر العباسيّ بالكثير من العوامل التي ساعدت على نقل جميع الثقافات المتنوّعة إلى مختلف مجالات الأدب سواءً في النثر أو الشعر. ومن هذه العوامل ما يأتي:[٨]

  • اهتمام خلفاء الدولة العباسيّة والأمراء بالشعراء والأدباء وتقديم التقدير الماليّ والمعنويّ لهم، والتشجيع المستمر لنظم القصائد الشعرية.
  • ازدهار العلم واهتمام العلماء باللغة خاصة النحو.
  • زيادة الألفاظ اللغويّة نتيجة التأثر بالثقافات المختلفة.
  • انتشار اللغة العامية والابتعاد عن لغة البادية.
  • انتشار حياة النعيم والترف وسيطرة عبارات المدح والتملّق تقرّبًا من الحكّام.
  • ترجمة الكثير من الأعمال الأدبيّة اليونانيّة والرومانيّة إلى اللغة العربيّة في مختلف مجالات الطبّ والفلك.
  • التأثر بالآداب الفارسيّة، حيث نلاحظ أناقة الألفاظ وجمال العبارات بالإضافة إلى التنوّع في مقدّمة القصيدة وختامها.
  • ازدهار شعر الغزل ومن أشهر الشعراء في نظمه هو الشاعر بشار بن برد ولقد اتجه بسبب جرأته في قصائده الغزلية نحو الزندقة[٩]
  • السماح للشعراء بالتعبير عن أفكارهم بحريّة بعيدًَا عن الخوف ودون خجل ممّا ساهم في انتشار القصائد الخالية من أخلاق الدين الإسلاميّ.[١٠]

المراجع

  1. السباعي بيومي، تاريخ الأدب العربي في العصر العباسي، صفحة 11. بتصرّف.
  2. الدكتور مصطفى الشكعة، الشعر والشعراء في العصر العباسي، صفحة 20. بتصرّف.
  3. الدكتور مصطفى الشكعة، الشعر والشعراء في العصر العباسي، صفحة 21. بتصرّف.
  4. مصطفى الشكعة، الشعر والشعراء في العصر العباسي، صفحة 19-25. بتصرف.
  5. حمادي الساحلي، سقوط الدولة الأموية وقيام الدولة العباسية، صفحة 53-54. بتصرّف.
  6. الشيخ محمد الخضري بك، الأستاذة نجوى عباس، الدولة العباسية، صفحة 6. بتصرّف.
  7. الدكتور شوقي ضيف، العصر العباسي الأول، صفحة 46. بتصرّف.
  8. الأستاذ محمود طه، كتاب الادب العربي وتاريخه في العصر العباسي ج2، صفحة 16-18-47-91. بتصرّف.
  9. الدكتور مصطفى الشكعة، الشعر والشعراء في العصر العباسي، صفحة 25. بتصرّف.
  10. الدكتور ناظم رشيد، كتاب الأدب العربي في العصر العباسي، صفحة 19. بتصرّف.
4595 مشاهدة
للأعلى للسفل
×