خصائص الأزمنة الجيولوجية

كتابة:
خصائص الأزمنة الجيولوجية

الجيولوجيا

تعرف الجيولوجيا بأنها العلم الذي يدرس طبقات الأرض، فهي بطريقةٍ أخرى مجالات الدراسة المعنية بالأرض الصلبة، وتشمل الجيولوجيا علومًا أخرى مثل علم المعادن وعلم الجيوديسيا، والمثير من الفروع الأخرى، وانطلاقًا من هذا التعريف فإن أهمية الجيولوجيا تكمن في توفير نظرة عامة على تطور الأرض، وربما التنبوء بالأحداث المستقبلية بناءً على الدراسات المتقدمة فيها، الجيولوجيا تبدأ منذ فجر التاريخ بصورةٍ نظريةٍ، ولذا فإن دراسة مددٍ زمنيةٍ مهولةٍ تقدّر بمليارات السنين أوصل العلماء إلى فكرة تقسيم عمر الأرض، حيث نشأ عن تقسيم عمر الأرض ما يعرف بالأزمنة الجيولوجية، ويحاول هذا المقال أن يسرد بعضًا من خصائص الأزمنة الجيولوجية للأرض.[١]

تاريخ الأرض

يقدّر عمر الأرض وتاريخها بحوالي 4.6 مليار سنة، وذلك منذ اللحظة أو النقطة التي بدأ فيها التكوين للكوكب، فبينما تشير سجلات الدراسات الصخرية للعلماء إلى أن أقدم عينة للصخور وتحديدًا للصخر الأخضر الموجود في كييك-كندا يصل عمرها إلى حوالي 4.28 مليار سنة، فإنها تترك وراءها ما يقارب 300 مليون سنة بلا أي سجلاتٍ للصخور، لكن فإن تحليل النظائر لعيناتٍ من النيازك والتربة والصخور المأخوذة من القمر تؤكد العمر الأرضي المقدّر ب 4.6 مليار سنة. [٢]

دراسات ونتائج حول عمر الأرض

وضع المهندس والمساح الإنجليزي وليام سميث مبدأين رئيسين للتعامل مع الدراسات والنظم في دراسة التسلسل الزمني في الصخور الرسوبية، يقول في المبدأ الأول: "إن الأسرّة الأصغر سنًا ترتكز على الأسرّة القديمة" ويقول في الثاني: "تحتوي الأسرّة المختلفة على أحافير مختلفة" ولاحقًا كان لهذين المبدأين أن يكونا الأساس الأول في حساب العمر النظري للأرض، وكما سبق الذكر فإن العلماء عمدوا إلى تقسيم عمر الأرض إلى ما يمكن تسميته بالمراحل، ليتكوّن ما يعرف بمقياس الزمن الجيولوجي، وهو عبارة عن سجل لتاريخ الأرض الجيولوجي، إذ تم تقسيمه إلى حقبٍ-عصورٍ- وفتراتٍ وعهودٍ، بحيث تكون مرتبةً تنازليًا وعلى التوالي، ولدراسة خصائص الأزمنة الجيولوجية فإن مقياس الزمن الجيولوجي سيكون بمثابة المرشد.[١]

مقياس الزمن الجيولوجي

قبل دراسة خصائص الأزمنة الجيولوجية فإنه من الضرورة بمكان أن يتم توضيح ما يعرف بمقياس الزمن الجيولوجي، ففي واقع الأمر وضع هذا المقياس ضمن تقسيماتٍ ثلاثٍ، فهو يقسّم إلى مددٍ زمنيةٍ محددةٍ، وتحمل كل واحدةٍ من هذه المدد اسمًا، وهذا الاسم سيكون مؤشرًا على امتدادها الزمني، وفيما يأتي سيتم ذكر تقسيماته الرئيسة[٣]:

  • الحقب/العصور Eras: تم توزيع المقياس الزمني الجيولوجي على ثلاثة عصورٍ رئيسةٍ، ما بين العصر ما قبل الكامبري، وحتى العصر الحالي وهي:
    • عصر الباليوزويك -حقبة الحياة القديمة-.
    • عصر الميسوزي -حقبة الحياة الوسطى-.
    • عصر السينوزوي -حقبة الحياة الحديثة-.
  • الفترات Periods: يتابع المقياس الزمني الجيولوجي تقسيماته، فيقسم الحقب/العصور إلى فترات، وهي ذات مددٍ زمنيةٍ أقصر، فمثلًا تقسم حقبة الميسوزوي إلى فترات الترياسي والجوراسي والكراسي ي.
  • العهود Epoch: تعتبر العهود مددًا مميزةً من الزمن الجيولوجي، فهي زمنيًا أقصر من الفترات، وعلى سبيل المثال يعيش البشر الآن في عهد الهولوسين في فترته الرابعة من حقبة السينوزوي.

خصائص الأزمنة الجيولوجية

بعد أن تم توضيح مفهوم الأزمنة الجيولوجية وما يندرج تحتها من أقسامٍ مثل مقياس الزمن الجيولوجي وفروعه، ومعنى كل واحدةٍ من تقسيماته أو طرح مثالٍ عليها، أصبح من الأيسر الخوض في خصائص الأزمنة الجيولوجية، وهنا سيتم الحديث والتركيز على الحقب الجيولوجية الرئيسة، ومن خلالها سيتكون لدى القارئ فهمًا عامًا ينطبق على الفترات والعهود عمومًا.

حقبة ما قبل الكامبري

يطلق على الحقبة الأولى في تاريخ الأرض اسم "ما قبل الكامبري" وهي الحقبة التي استحوذت على غالبية تاريخ الكوكب، ما يقارب سبعة أثمان عمر الأرض، إذ تبدأ هذه الحقبة مذ لحظة بداية تكوين المجموعة الشمسية بما فيها كوكب الأرض وتستمر إلى حوالي 542مليون سنة، ولعل أبرز خصائص هذه الحقبة بجانب مدتها الزمنية المهولة جدًا، تعتبر هذه الحقبة الشاهد الزمني الجيولوجي على تكوين الكواكب والمذنبات والأقمار، وأيضًا شهدت في مختلف دهورها ظهور الحياة البكتيرية في قيعان المحيطات، إضافةً إلى كون الأرض اكتسبت فيها كتلتها الكافية لبدء العمليات الجيولوجية، حيث شهدت في نهاياتها تشكّل صخور درعٍ كافيةٍ لبدء عملياتٍ جيولوجيةٍ هامةٍ مثل الصفائح التكتونية.[٢]

حقبة الباليوزويك

بدأت هذه الحقبة مباشرةً مع نهاية ما قبل الكامبري، حيث كان عمر الأرض تقريبًا 542 مليون سنة إلى ما قبل 251 مليون سنة، ولقد شهدت هذه الحقبة تغيراتٍ كبيرةٍ وهامةٍ للأرض، إذ بدأت فيها اليابسة للانفصال مما أدى إلى تكون القارات القديمة، إضافةً إلى انتشار النباتات بشكلٍ واسعٍ، وقد شهدت أول وجودٍ للحيوانات الفقارية على الكوكب.[٤]

حقبة الميسوزي

امتدت هذه الحقبة من حوالي 551 مليون سنة وإلى ما قبل 62 مليون سنةٍ تقريبًا، شهدت الحياة خلال هذه الحقبة تنوعًا سريعًا وزاخرًا، حيث وجدت فيها الزواحف العملاقة والديناصورات إلى جانب العديد من الوحوش، ويشار إلى أن هذه المخلوقات بأغلبها انقرضت مع نهاية هذه الحقبة.[٥]

حقبة السينوزوي

امتدت هذه الحقبة من نهاية الميسوزي تقريبًا، فبدأت منذ حوالي 65 مليون سنةٍ ولا زالت مستمرةً حتى الوقت الحاضر، شهدت هذه الحقبة الحدود النهائية للقارات، وكذلك استقر فيها المناخ عمومًا، وهذه هي أخر حقبةٍ حتى الآن، فهل يُحدِث الإنسان ما يفضي إلى حقبةٍ جديدةٍ؟[٦]

المراجع

  1. ^ أ ب "Geology", www.britannica.com, Retrieved 01-07-2019. Edited.
  2. ^ أ ب "Precambrian: Facts About the Beginning of Time", www.livescience.com. Edited.
  3. "Geologic Time Scale", www.quizlet.com, Retrieved 01-07-2019. Edited.
  4. "Paleozoic Era: Facts & Information", www.livescience.com, Retrieved 01-07-2019. Edited.
  5. "Mesozoic Era: Age of the Dinosaurs", www.livescience.com, Retrieved 01-07-2019. Edited.
  6. "Cenozoic Era: Facts About Climate, Animals & Plants", www.livescience.com, Retrieved 01-07-2019. Edited.
4722 مشاهدة
للأعلى للسفل
×