خصائص التناص في اللغة العربية

كتابة:
خصائص التناص في اللغة العربية


خصائص التناص

من خصائص التناص في اللغة العربية ما يأتي:[١]

  • تفاعل النصّ الذي يكتبه الأديب أو المؤلف مع نصوص أخرى بإقامة علاقة متناصة مع تلك النصوص، بحيث تندمج هذه النصوص أو الأفكار مع النص الأصلي ليتشكل نصًّا جديدًا واحدًا متكاملًا.
  • تكثيف ذهن المؤلف وإثراء لغته وأسلوبه في النص.
  • تكثيف ذهن القارئ من خلال تداخل النصوص وتعزيز شغفه في البحث عمّا وراء السطور.
  • إحياء بعض النصوص الأدبية من خلال محاكاتها والكتابة على غِرارها.
  • إظهار ثقافة الأديب من خلال استيحائه لعدة معانٍ وموضوعات مُتَناصَّة.
  • يُلغي التناص فكرة المؤلف الأصلي، وتجعل النص الجديد منسوبًا للمؤلف الجديد، لذلك عدَّه بعض النقاد في القديم سرقة؛ لأن فيه ظلمًا لصاحب النص الأصلي.
  • تبادل الوعي الإنساني بين النصوص.
  • اتساع خيال الأديب من خلال الأساطير والقصص التي يضمنها في نصّه.
  • يشكل التناص فكر الأديب حول الكتابة وعاداته في القراءة.
  • العودة إلى التراث الأصيل من خلال الاقتباس والاستشهاد، فالنص موروث وليس وليد الساعة.
  • يُعدّ التناص من دواعي البيان؛ فهو درب من دروب البلاغة.
  • يُظهر التناص مفاتن السرد ومباهج الحكمة.

أقسام التناص

يُقسَم التناص في اللغة إلى قسمين أساسيين، هما: التناص المباشر والتناص غير المباشر، فالتناص المباشر هو أن يقتبس الأديب النص بلغته التي ورد فيها مثل: الآيات القرآنية والأحاديث النبوية والأشعار والقصص.[٢]


أمّا التناص غير المباشر فهو أن يستنتج الأديب التناص استنتاجًا ويستنبطه استنباطًا ويستدلّ عليه من بين ثنايا النص كما قد يُخمّنه تخمينًا، وقد يدخل تحت مسمى التناص غير المباشر؛ اللغة والأسلوب، وفيما يأتي أقسام كلٍّ من التناص المباشر وغير المباشر.[٢]

التناص المباشر

أهم نماذج التناص المباشر كما هي على النحو الآتي:[٢]

  • التناص التاريخي

ونعني بالتناص التاريخي هو تداخل نصوص تاريخيّة مختارة مع النص الأصلي للأديب، تنسجم مع الحدث الذي يذكره الأديب في عمله وتؤدي غرضًا فكريًّا أو فنيًّا.

  • التناص الديني

ونعني بالتناص الديني هو تداخل نصوص دينيّة مختارة عن طريق الاقتباس أو التضمين من القرآن الكريم أو الحديث النبوي الشريف أو الخُطب .. إلخ، مع النص الأصلي للأديب بحيث تنسجم مع سياق النص وتؤدي غرضًا فكريًّا أو فنيًّا.

  • التناص الأدبي

ونعني بالتناص الأدبي هو تداخل نصوص أدبية مختارة حديثة أو قديمة شعرًا أو نثرًا مع النص الأصلي للأديب، بحيث تنسجم مع سياق الحدث وتكون دالة قدر الإمكان على الفكرة التي يطرحها الأديب.

  • تناص الأدب الشعبي

ونعني بتناص الأدب الشعبي هو تداخل نصوص من الأمثال الشعبية والأقوال والقصص والأساطير والأغاني مع النص الأصلي للأديب، بحيث تنسجم مع السياق وتؤدي غرضًا فنيًّا وفكريًّا وأسلوبيًّا أو موضوعيًّا بحيث يراها الأديب مناسبة مع ما يقدمه ويطرحه.

التناص غير المباشر

أهم نماذج التناص غير المباشر كما هي على النحو الآتي:[٢]

  • تناص الأفكار والمعاني

ونعني بتناص الأفكار والمعاني هو أن يتضمن نص الأديب تناصات غير مباشرة دون التصريح بها، وتتعلق هذه التناصات بالفكرة أو اللغة أو الأسلوب، وتناص الأفكار غير محدد، إذ يصعب تحديد الأفكار التي تأثر بها الأديب، فهناك أفكار وقيم غير منسوبة لأحد كحُب الوطن والحرية.

  • تناص اللغة والأسلوب

ونعني بتناص اللغة والأسلوب، اللغة والأساليب التي يوظفها الأديب فنيًّا وفكريًّا في نصّه ولم يتأثر بها أسلوبه، بل هو استحضرها مع نصّه ولغته وأسلوبه الأصلي.

مثال على التناص

الأمثلة على التناص كثيرة جدًا منها ما كان متناصًّا مع الشعر العربي والأمثال والقصص والأساطير والروايات والقرآن الكريم والحديث النبوي، وفيما يأتي مثال من شعر الشاعر أحمد مطر متناصًّا فيه لفظًا مع الحديث النبوي الشريف، ذلك أن الشاعر مصبوغ بصبغة الدين الإسلامي مما ظهر ذلك في شعره، وهو على النحو الآتي:

قول الشاعر:

زعموا أن لنا أرضًا وعرضًا وحمية

وسيوفا لا تباريها المنية

زعموا ...

فالأرض زالت

ودماء العرض سالت

وولاة الأمر لا أمر لهم

خارج نص المسرحية

كلهم راع ومسؤول

عن التفريط في حق الرعية![٣]


إن الناظر في أبيات الشاعر أحمد مطر يجد أنها متناصة لفظًا لا معنى، كما ذكرنا سابقًا مع الحديث النبوي الشريف: (ألا كلكم راعٍ وكلكم مسؤول عن رعيته، فالإمام الأعظم الذي على الناس راعٍ وهو مسؤول عن رعيته، والرجل راعٍ على أهل بيته وهو مسؤول عن رعيته، والمرأة راعية على أهل بيت زوجها وهي مسؤولة عنهم، وعبد الرجل راعٍ على مال سيِّده وهو مسؤول عنه، ألا كلّكم راعٍ وكلكم مسؤول عن رعيته).[٤]

المراجع

  1. ناتالي بييقي غروس، مدخل إلى التناص، صفحة 7. بتصرّف.
  2. ^ أ ب ت ث د أحمد الزعبي، التناص نظريًّا وتطبيقيًّا، صفحة 11-15. بتصرّف.
  3. إسماعيل العقباوي، أحمد مطر، صفحة 10.
  4. رواه البخاري، في متفرقات في العقيدة، عن عبد الله بن عمر، الصفحة أو الرقم:5200.
4338 مشاهدة
للأعلى للسفل
×