خصائص التنمية في الإسلام

كتابة:
خصائص التنمية في الإسلام


تعريف التنمية في الإسلام

إن شريعة الله -تعالى جاءت وفق نظام دقيق، وهي كلها بمجموعها تهدف إلى تنمية الأفراد والمجتمعات من شتى الجهات والنواحي؛ وذلك لأن الله -تعالى- لما خلق البشر خلقهم من أجل أن يستخلفهم في الأرض، وأمرهم بإعمارها، قال الله -تعالى-: (هُوَ أَنْشَأَكُمْ مِنَ الْأَرْضِ وَاسْتَعْمَرَكُمْ فِيهَا فَاسْتَغْفِرُوهُ ثُمَّ تُوبُوا إِلَيْهِ ۚ إِنَّ رَبِّي قَرِيبٌ مُجِيبٌ)،[١] ومن هنا جاء مفهوم التنمية في الإسلام.

خصائص التنمية في الإسلام

فيما يأتي أهم الخصائص والمزايا التي تتميز بها التنمية في الإسلام:

الشمول

وتتضح صفة الشمولية في التنمية الإسلامية من كونها لا تنظر للأمور المادية وتهتم بها فقط، بل هي مهتمة بالجانب الروحاني، وهذا ما لا يوجد في مفاهيم الدول الحديثة القائمة على المادة البحتة.

ومما يؤكد شمول مفهوم التنمية في الإسلام هو مراعاتها الجوانب الاقتصادية للإنسان، والاجتماعية، والسياسية، وغيرها، وتهتم بشؤون الأفراد والجماعات والأمم؛ لتوجد مجتمعاً كاملاً شاملاً من جميع النواحي.[٢]

التوازن

إن الإسلام لما أوجب العمل والسعي في الأرض دعا أيضاً إلى ضرورة التوازن والاعتدال في توزيع الأعمال وما ينتج عنها بالعدل والتساوي بين أفراد المجتمع، ومن هنا حرّم الإسلام احكتار السلع والمواد، فهي تتنافى مع مفهوم التنمية ومعيقة لها، كما أن التنمية لما كانت شاملة لجميع النواحي التي ذكرنا من الناحية الاقتصادية والاجتماعية وغيرها، وازن بينها جميعها دون أن يطغى جانب على آخر.

الواقعية

وهي صفة تعني أن التنمية الإسلامية واقعية ولا تتنافى مع طبيعة البشر، ويمكن تطبيق جوانبها جميعها؛ وذلك لأن مصدرها من الله -تعالى- الذي خلق البشر ويعلم أحوالهم، ويعلم ما هو خير لهم وما هو شر.

ومما يدل على واقعية التنمية الإسلامية دقتها ومثاليتها في معالجة مشكلة الفقر، وهي المشكلة التي عانت منها الشعوب والأمم في شتى الأزمان، وهي المشكلة التي كانت دائمًا معيقة للتنمية والتطور، إلا أن الإسلام بواقعيته عالجها من خلال تشريعات دقيقة، كإيجاب الزكاة وتشريع أحكام الميراث وغيرها.[٣]

ومما يؤكد واقعيتها إيجاب العمل دون أن يبقى الفرد عالة في المجتمع، ومثال ذلك حين جاء رجل إلى النبي صلى الله عليه وسلم- يطلب الصدقة ويشكو من الفقر، فطلب منه النبي أن يحتطب ويعيل رعيته، وكان بإمكان النبي أن يعطيه شيئاً من بيت المال؛ لكنه علم أصحابه في ضرورة العمل في أي مجال، وهو درس عملي يدل على واقعية النظام التنموي في الإسلام.[٤]

العدالة

الإسلام قائم منذ أول طلعته على أساس العدل والمساواة، بعكس ما كان سائداً بين الشعوب بين الأبيض والأسود، والحاكم والمحكوم، والفقير والغنى، فشرع الإسلام أحكاماً تسهم في جملتها لتحقيق العدالة لتنمو وتنهض المجتمعات، ومثال ذلك ما شرعه الإسلام من أحكام الجباية من الأغنياء، بمقدار عادل لا يضر بالأغنياء، ولا يحرم الفقراء.[٥]

الإنسانية

هي صفة تعني أن التنمية الإسلامية قائمة على أساس إنسانية الإنسان دون طمسها، فلو نظرنا مثلاً في الأنظمة المادية الأخرى لرأينا نظرتها الدنيئة للإنسان، فالنظام الرأسمالي مثلاً هدفه هو جمع الأرباح المادية دون الالتفات لإنتاج ما يخدم الأفراد وما هو في مصلحتهم.[٦]

في حين أن الأنظمة الاشتراكية تصب اهتمامها نحو الحكام ورؤساء الدول وما يحقق الرفعة لهم دون التنبه للأفراد ولا حاجاتهم،[٦] لكن الأنظمة الإسلامية في مجال التنمية كلها شرعت لإنسانية الإنسان وتسخير الكون لما يخدمه ويرفع من شأنه وفق تشريعات دقيقة يلتزم بها المسلمون كافة.

المراجع

  1. سورة هود، آية:61
  2. "ركائز التنمية في الإسلام "، طريق الإسلام، 6/1/2021، اطّلع عليه بتاريخ 12/2/2022. بتصرّف.
  3. إبراهيم العسل، كتاب التنمية فى الإسلام مفاهيم مناهج وتطبيقات، صفحة 73-77. بتصرّف.
  4. مالك بن نبي، المسلم في عالم الاقتصاد، صفحة 87. بتصرّف.
  5. إبراهيم العسل، التنمية فى الإسلام مفاهيم مناهج وتطبيقات، صفحة 73-77. بتصرّف.
  6. ^ أ ب إبراهيم العسل، التنمية فى الإسلام مفاهيم مناهج وتطبيقات، صفحة 73-77. بتصرّف.
2555 مشاهدة
للأعلى للسفل
×