خصائص الرسائل في العصر الأموي

كتابة:
خصائص الرسائل في العصر الأموي


أهم خصائص الرسائل في العصر الأموي

للرسائل في العصر الأمويّ خصائص عديدة، من أهمّها ما يأتي:[١]

  • وجود مُقدّمة وخاتمة للرسالة تحتوي على تحميداتٍ وخواتيم مُختلفة بحسب اختلاف مكانة مَن يكتب الرسالة ومَن تُوَجّه إليه.
  • استخدام أساليب مُتأنّقة في التعابير والجُمَل.
  • كثرة استخدام السجع وتضمينه في شتّى أنواع الرسائل، وتعمّده أحيانًا، ومثال على ذلك رسالة عبدالله بن مُعاوية بن عبد الله بن جعفر إلى بعض إخوانه يُعاتبه فيقول فيها: "أمّا بعدُ، فقد عاقَني الشك في أَمْرِك عن عزيمة الرّأي فيك، وذلك أنك ابتدَأتَني بِلُطْفٍ عن غير خِبْرَة؛ ثم أعقَبْتَني جفاء عن غير جَرِيرة؛ فأَطْمَعَني أوّلُك في إخائك، وأَيأَسَنِي آخِرُك عن وفَائِكَ؛ فلا أنا في غير الرجاء مجمعٌ لك اطِّراحاً، ولا أنا في غد وانتظاره منك على ثقةٍ؛ فسبحان من لو شاء كشف بإيضاح الشكِّ في أمرك عن عزيمة الرأي فيك؛ فاجتَمَعْنَا على ائتلاف، أو افترقنا على اختلاف، والسلام."
  • العناية في اختيار الألفاظ وما تحويه من رسائل خفيّة وادّعاءات.
  • المَيْل لاستخدام الصور الفنيّة والألفاظ الغريبة، وهذا إذا دلّ على شيء فهو يدلّ على ما وصل إليه الأدب آنذاك من بلاغةٍ ومتانةٍ في التراكيب.
  • لجوء الكثير من كُتّاب الرسائل إلى تعمّد استخدام وإظهار التنغيم والإيقاع الصوتي في بعض رسائلهم حتّى تنال استحسان السامع وتترك أثرًا في نفسه.
  • استخدام أساليب الإطناب، وتكرار المعنى الواحد في جُملٍ مُتعددة مُتتابعة؛ رغبةً في إيصال الفكرة وتوضيحها وشرح أبعادها.
  • الدقة وتنظيم الأفكار وتسلسلها، ولعلّ ذلك عائدٌ إلى ما ذكرناه سابقًا من حبّهم للتأنّق في الجُمَل وحرصهم في اختيار الألفاظ.
  • صدق العاطفة، فمن أكبر أسباب انتشار الرسائل في ذلك العصر هو رغبة أصحاب الفِرق والأحزاب بنشر مبادئهم وأفكارهم الخاصّة، لذلك كان لابُدّ من تدفّق الإحساس في رسائلهم ليستميلوا قلوب المُستمعين إليهم.
  • الإبداع في استخدام أساليب التشبيه والوصف، فكان الكُتّاب يتفنَّنون في وصف المشاهد وتحليلها وجَذْب الاهتمام إليها عبر تصويرهم لها بأشكالٍ مُختلفة.
  • الابتعاد عن البساطة والعفوية اللتين كانتا من سمات الرسائل قديمًا، ووضوح التكلّف والمُبالغة في ألفاظها.


الرسائل في العصر الأموي

لم يقتصر فنّ الرسائل على عامّة الشعب بل وصل الخُلفاء الذين اعتمدوا بشكلٍ كبيرٍ عليها كوسيلة خطاب بينهم وبين وُلاة المُدن وعمّالهم وكذلك ملوك الدول الأخرى، ممّا جعلهم يقومون بإنشاء ديوان خاص أسموه "ديوان الرسائل،" كما حافظت الكتابة على أصولها التي كانت في صدر الإسلام من حيث البساطة والقصر.[٢]


مع توسّع الدولة ودخول غير العرب في الإسلام وتعلُّمهم للغة العربية وفنونها الأدبيّة تداخلت الثقافات وبات لابُدّ من تغيير بعض خصائص فنّ الكتابة؛ لأنّ غير العرب تأثّروا بطريقتهم الكتابيّة في لُغتهم الأصليّة وهذا الأثر ظهر جليًا في كتابتهم للفنون الأدبيّة العربيّة.[٢]


عوامل ظهور فن الرسائل في العصر الأموي

بعد انتهاء الخلافة الراشدة وبدء الخلافة الأمويّة ظهرت مجموعة من العوامل السياسيّة والاجتماعيّة التي ساهمت بشكلٍ كبيرٍ في تطوّر وانتشار الفنون النثرية، فكانت الصراعات الحزبية والخلافات بين التيارات الفكرية وغيرها وسيلة إلهامٍ لأدب الرسائل، ممّا جعل من هذا الفن أداة مُهمّة في خضم هذا الصراع، ومع بدء حركة التدوين، واتساع الدولة، وأصبحت الأخبار، والشعر، والسِيَر يتمّ تداولها، وباتت الرسائل تتناول موضوعاتٍ شتّى.[٢]


المراجع

  1. محمد إسحاق، منجد بهجت، القيمة الفنية للرسائل في العصر الأموي، صفحة 3-15. بتصرّف.
  2. ^ أ ب ت صربينة قرمة، فن الترسل عند عبد الحمير الكاتب، صفحة 24-26. بتصرّف.
5481 مشاهدة
للأعلى للسفل
×