محتويات
الرواية الأدبية
تُعدّ الرِّواية الأدبيَّة شكلًا من أشكال السّرد النثريّ القصصي المُطوّل، والأحدث بين أنواع القصة، والأكثر تطوّرًا وتغييرًا في الشكل والمضمون بحكم حداثتِه، ويتضمّن هذا النوع العديد من العناصر كالشَّخصيَّات التي تتمتّع كلٌّ منها بخلَجاتها وانفعالاتها الخاصة وغيرها من عناصر الرِّواية الأدبيّة، ومعظم المصادر التي تطرّقت لنشأة الرواية العربية عدّت رواية "زينب" للدکتورمحمّد حسين هيکل ورجّحتها أنّها أوّل خطوة في الرِّواية الأدبية العربية، وتاليًا حديث حول اتجاهات الرواية العربية في الشكل والمضمون، إضافةً إلى خصائص الرواية الأدبية. [١]
الفرق بين الرواية الأدبية الفنية وغير الفنية
تُقسم الرواية من حيث اعتمادها على الواقع أو الخيال إلى نوعين: فنيّة وغير فنيَّة، فالرّواية الفنيّة اتجاهُها واقعيّ تحترم الحِسّ الفردي وذاتيّة الكاتب، ويعكس بناء العقدة في الرواية الفنيّة موقفًا حضاريًّا، كما أنّها لا تعتمد علی الأساطير والتاريخ القديم، أمّا غير الفنيّة فهي ما يُطلق عليها التّرفيه والتّسلية، والأحداث فيها لا تخضع للسببيّة؛ حيث تعتمد على الوهم والخيال المُطلق في سرد أحداثها ورسم شخصيّاتها، ساعيةً إلى إرضاء القارئ وإشباع فضوله. [٢]
اتجاهات الرواية العربية في الشكل والمضمون
اتّخذت الرواية العربية مسارات عديدة في بنائها سواءً بالشكل أم بالمضمون؛ فمن الأدباء مَن سار في اتجاه الغرب، فاطّلع وانفتح على الأدب الغربيّ، وكان في طليعة أولئك الأدباء رفاعة الطهطاوي في كتابه "تخليص الإبريز في تلخيص باريز"، وهو أقرب إلى السيرة الذاتيّة، ثمّ في رواية "علم الدين" لعلي مبارك التي كانت على شكل حوارات وأحداث، ومنهم من تَرجَم الرواية الغربيّة ترجمةً عربيّة مثل محمد جلال في ترجمة "يول وفرجيني"، ثم جاء محمد حسين هيكل عام 1911م برواية "زينب"، وهؤلاء أخذوا الإطار الغربيّ في بناء رواياتهم، بينما كانت مضامينهم وموضوعاتهم مستقاة من بيئاتهم، بيْد أنّه ظهر اتجاه محافظ يستلهم التراث ويحافظ على قوالبه ونهج منهج ألف ليلة وليلة والمقامات ومنها: "ليالي سطيح" لحافظ إبراهيم و "زورقة الأسى" لشوقي، ثمّ صدرت روايات كثيرة لتوفيق الحكيم ونجيب محفوظ، ومن ذلك "الأيّام" لطه حسين، كما صدر للعقّاد رواية "سارة" وللمازني "إبراهيم الكاتب"، وغيرها من الروايات العربية، وقد تشكّلت خلال ذلك أنواعُها واتجاهاتها الفنيّة، كالاتجاه الرومانسي والاتجاه الرمزي والاتجاه الإيحائيّ، وتاليًا ذِكر لأهمّ خصائص الرواية الأدبية. [٣]
خصائص الرواية الأدبية
يعتقد البعض أنّ الطول هو المعيار الوحيد الذي يميِّز الرواية عن غيرها من الأنواع الأدبية، غير أنّه بالإضافة إلى معيار الطول، فإنّ هناك خصائصَ أخرى يتمتّع بها هذا الجنسُ الأدبيّ، ويستشفّها القارئ في قراءته، ومن خصائص الرواية الأدبية ما يأتي: [٤]
- تستمدّ الرواية طولها من إسهاب الكاتب في الوصف التفصيليّ لعناصر الزمان والمكان وسرد الأحداث.
- ذاتية الرواية؛ حيث يستطيع الكاتب أو السّارد عرض وجهة نظره الذاتية من خلال موضوع الرواية، وذلك بطريقة غير مباشرة، غير أنّ هذه الخاصية غير متاحة للأنواع القصصيّة الأخرى التي تلتزم الموضوعية فتقلُّ التفاصيل فيها .
- تقدم الرواية سردًا لأحداث وأزمنة وأماكن متعدّدة وكثيرة، وهذا يستدعي أن يكون الكاتب مُلمًّا ومُطّلعًا على الجوانب المحيطة بما يكتبه كافّة؛ حتى تتوفّر المصداقيّة فيما يكتبه ويجعل القارئ يعيش ما يقرأ؛ فالإنسان بطبعه ينجذب إلى كلّ ما هو واقعيّ حقيقيّ.
- عمل بعض كتّاب الرواية الأدبية على نسج الأحداث بطريقة تستثير عقليّة القارئ، تجعلُه متشوِّقًا لمتابعة الأحداث ومعرفة النهاية.
- في الرواية يبذل الكاتب قصارى جهده ليجعل المتلقي والقارئ يتعايشان مع الأحداث والشخصيّات.
- في الرواية الناجحة يرسم الكاتب بكلماتِه ولغته الفصيحة غير الوحشيّة وصفًا دقيقًا لكلِّ عنصرٍ مُشاركٍ في أحداثِ الرِّواية؛ فمن خلال اللغة يرى القارئ الشخصيّة ويتقمّصها أحيانًا.
المراجع
- ↑ "رواية"، www.marefa.org، اطّلع عليه بتاريخ 18-6-2019. بتصرّف.
- ↑ أحمد هيكل (1994)، تطوّر الأدب الحديث في مصر (الطبعة السّادسة)، القاهرة: دار المعارف، صفحة (198، 200 ،217 ،218). بتصرّف.
- ↑ بلحيا الطاهر (2017)، الرواية العربية الجديدة (الطبعة الأولى)، بيروت: دار الرّوافد الثقافيّة، صفحة (18، 19، 20). بتصرّف.
- ↑ "الأدب العربي في العصر الحديث"، www.marefa.org، اطّلع عليه بتاريخ 17-6-2019، بتصرّف.