محتويات
خصائص السيرة الذاتية في اللغة العربية
لم يعرف العرب قديماً مصطلح "السيرة الذاتية"، فمن أراد الوقوف على هذا الفن الأدبي عند العرب القدماء، لا بد له من البحث في ما يسمى ب"الترجمة الذاتية"، وقد كتب القدماء عن أنفسهم كتابات تنتمي إلى ما يسمى بالترجمة الذاتية إلا أنهم لم يعرفوا هذا المصطلح إلا في القرن السابع الهجري، إذ أوردها "ياقوت" في معجمه بمعنى "حياة الشخص".[١]
يهتم اللغويون في تتبع مراحل تطور الترجمة الذاتية (السيرة الذاتية)، حيث يوجد الكثير من صور التأريخ للفرد لدى العرب، إلا أن أبرزها كانت "السيرة"، وهي حياة الرسول عليه الصلاة والسلام، وهذا لم يمنع وجود تراجم أخرى، نحو سيرة "معاوية وبني أمية"، وسيرة "ابن إسحاق"، ثم تعددت أنواع التراجم بعد ذلك، فكان "الجرح والتعديل" و"الطبقات"، ثم التراجم التي تلت عصر الرواية والتدوين.[٢]
ويجدر بنا القول أن بعض التراجم التي كانت في تلك العصور تتوافر فيها عناصر فنية وأدبية تقربها من السيرة الذاتية في العصر الحديث، نحو التي كتبها كل من "المؤيد" و"ابن الهيثم" و"الرازي" و"ابن خلدون"، إذ نجد فيها الكثير من العوامل التي تحقق المتعة الأدبية؛ لما فيها من خصائص متعددة، نذكر منها الآتي:[٣]
1- وضوح الأسلوب وسهولته.
2- الإيجاز المحكم، والعبارة العذبة.
3- حسن العرض.
4- سلاسة السرد القصصي.
5- الصراحة والصدق والتجرد.
6- العناية بإثبات عنصري الزمان والمكان، والكشف عن أسماء الشخصيات والأماكن.
7- القدرة على إعادة الماضي وبعث الحياة والحركة والحرارة في تصوير الأحداث والتجارب والشخصيات.
ملامح وخصائص السيرة الذاتية في العصر الحديث
يذهب فن كتابة السيرة الذاتية في العصر الحديث إلى قراءة نفسية القارئ، وتحري ما يزيد المتعة الأدبية عنده، دون الإخلال بالخصائص أو الأهداف العامة للعمل الأدبي، وتعد السيرة الذاتية التي كتبها "الشدياق" نموذجاً جيداً للسيرة الذاتية الحديثة؛ لما فيها من صدق، وموضوعية، وجرأة على البوح والاعتراف، وقد وصفها البعض بأنها سيرة ذاتية مكتملة البناء، حيث تتميز بما يأتي:[٤]
1- تحمل إشارات إلى الجديد من الفكر والثقافة.
2- تنبه إلى أهمية التعرف على أنماط جديدة من الحياة في الغرب، تختلف عن التي في الشرق.
3- تقدم ما هو مهم من الأحداث، فالهدف ليس تتبع تفاصيل حياة الكاتب، بل إلقاء الضوء على التفاصيل ذات المعاني القيمة.
ينتهي النقاد والمحللون إلى أن السيرة الذاتية في العصر الحديث لها شروط لا ينبغي التهاون في تحقيقها؛ لأنها تعمل على تحقيق وإبراز خصائص السيرة الذاتية الحديثة، ومنها ما يأتي:[٥]
1- أن يكون لها بناء مرسوم واضح، بحيث يرتب الكاتب الأحداث، والمواقف، والشخصيات التي مرت به، ويصوغها صياغة أدبية محكمة.
2- تواجد الصراع في السيرة الذاتية، وهذا يعني أن الحكم على تلك السيرة مرتبط بعمق الصراع الداخلي وشدة الصراع الخارجي؛ مما يجذب القارئ ويزيد تعاطفه.
3- محاولة الصدق، والصراحة، والأمانة، والتجرد في تصوير الماضي.
4- وجود الدوافع في السيرة الذاتية أمر مؤكد، سواء صرح به الكاتب أم لم يصرح.
5- لا بد أن يكون بطل السيرة الذاتية شخصاً ذا تميز واضح في ناحية من النواحي.
المراجع
- ↑ يحي إبراهيم عبد الدايم، الترجمة الذاتية في الأدب العربي الحديث، صفحة 31. بتصرّف.
- ↑ يحي إبراهيم عبد الدايم، الترجمة الذاتية في الأدب العربي، صفحة 30. بتصرّف.
- ↑ يحي إبراهيم عبد الدايم، الترجمة الذاتية في الأدب العربي الحديث، صفحة 38 - 39. بتصرّف.
- ↑ وفاء يوسف زبادي، الأجناس الأدبية في كتاب الساق على الساق في ما هو الفارياق، صفحة 180 - 181. بتصرّف.
- ↑ سيد إبراهيم آرمن، السيرة الذاتية وملامحها في الأدب العربي المعاصر، صفحة 19-20-21 . بتصرّف.