محتويات
خصائص الشعر الاجتماعي
يمتاز الشعر الاجتماعي على مدار العصور بمجموعة من الخصائص تتضمن ما يأتي:
الواقعية والابتعاد عن الخيال
إنّ الشعر الاجتماعي يتسم بالواقعية والابتعاد عن الخيال والاعتماد على الأسلوب المباشر في نقل الواقع؛ لأنّه يُناقش مشكلات اجتماعية في محاولة منه لإصلاحها أو إيجاد الحلول لها، لذلك يُلاحظ سهولة في الألفاظ ووضوحها والبعد عن التعقيد واللغة المؤثرة والقريبة من لغة العامة، إلى جانب مخاطبة العاطفة مع التدعيم بالحجة الواضحة وأساليب الإقناع.[١]
قصر المقطوعات
إنّ الشعر الاجتماعي يتميز بالمقطوعات القصيرة، فالقصائد ليست طويلةً؛ لأنّها تُناقش قضيةً اجتماعيةً واحدةً من غير البدء بمقدمات، كما أنّ غالبية الشعراء يستخدمون في هذا الغرض الشعري بحور الشعر الخفيفة؛ نظرًا لسهولتها وخفتها وسهولة اختيار ألفاظ بسيطة تتناسب معها.[٢]
سهولة الأسلوب
إنّ الشعر الاجتماعي يتسم بالذاتية وغياب الصنعة؛ لأنّ الشعراء فيه يُعبرون عن مشكلاتهم بعيدًا عن التكلف في اختيار الألفاظ، فالأساليب فيه سهلة، وقد امتاز الشعر الاجتماعي بالقدرة على إيصال وتجسيد همومهم الاجتماعية، وبالتالي تم استخدام القص التصويري، وحرص الشعراء على اللجوء إلى الأسلوب الرمزي أحيانًا للحديث عن بعض المشكلات الاجتماعية بطريقةٍ غير مباشرة.[١]
الوحدة العضوية
إنّ الشعر الاجتماعي يعتمد على الوحدة العضوية في بناء القصيدة، وقد كان الشعراء يتناولون قضيةً اجتماعيةً واحدةً يُناقشونها في المقطوعة الواحدة، وأحيانًا يلجأ الشعراء إلى الأسلوب الخطابي، فتظهر فيه الموعظة بشكل مباشر، وقد تم استخدام أسلوب الترغيب والترهيب، إذ كان الترغيب في الفضائل والترهيب في النهي عن المنكر.[٣]
نماذج عن الشعر الاجتماعي
من الأمثلة على الشعر الاجتماعي ما يأتي:
قصيدة: قد علموا أن سيخطف الشبح
قال أبو العلاء المعري:[٤]
قَد عَلِموا أَن سَيُخطَفَ الشَبَحُ
:::فَاِغتَبَقوا بِالمُدامِ وَاِصطَبَحوا
ما حَفِظوا جارَةً وَلا فَعَلوا
:::خَيراً وَلا في مَكارِمٍ رَبِحوا
غالوا بِأَثوابِهِم فَما حَسُنوا
:::في ذَهَبيَّ اللِباسِ بَل قُبِحوا
دَعوا إِلى اللَهِ كَي يُجيبَهُمُ
:::سِيّانِ هُم وَالخَواسِئُ النُبُحُ
كَم قَتَلوا عاتِقاً وَكَم جَرَحوا
:::دَنّاً وَكَم فارَ تاجِرٍ ذَبَحوا
لا تَغبِطِ القَومَ في ضَلالَتِهِم
:::وَإِن رُؤوا في النَعيمِ قَد سَبَحوا
قصيدة: أجنت لك الوجد أغصان وكثبان
قال ابن الرومي:[٥]
أجْنَتْ لكَ الوجدَ أغصانٌ وكُثبانُ
:::فيهنَّ نوعانِ تُفَّاحٌ وَرُمَّانُ
وفوق ذَينكَ أعنابٌ مُهَدَّلةٌ
:::سودٌ لهن من الظلماء ألوانُ
وتحت هاتيك أعنابٌ تلوعُ به
:::أطرافُهُنَّ قلوبُ القومِ قنوانُ
غصونُ بانٍ عليها الدهرَ فاكهةٌ
:::وما الفواكه مما يحملُ البانُ
ونرجسٌ باتَ ساري الطلِّ يضربُهُ
:::وأقحوان منيرُ النورِ ريَّان
أُلِّفنَ من كلِّ شيءٍ طيِّبٍ حسنٍ
:::فهُنَّ فاكهةٌ شتَّى وريْحان
ثمارُ صدقٍ إذا عاينْتَ ظاهرها
:::لكنها حين تبلو الطعمَ خُطبان
بل حلوة مرة طوراً يقال لها
:::شهدٌ وطوراً يقول الناس ذيفان
يا ليتَ شعري وليتٌ غيرُ مُجديةٍ
:::إلا استراحةَ قلبٍ وهو أسوان
لأي أمرٍ مرادٍ بالفتى جُمِعتْ
:::تلكَ الفنونُ فضمتْهُنَّ أفنان
تجاورت في غصونٍ لسنَ من شجرٍ
:::لكن غصونٌ لها وصلٌ وهِجران
المراجع
- ^ أ ب صالح علي حسين الجميلي، الشعر في الصحافة الموصلية منذ مطلع القرن العشرين حتى عام 1958، صفحة 93-95. بتصرّف.
- ↑ ضيف الله سعد الحارثي، كتاب صور من الشعر الاجتماعي فى العصر العباسي، صفحة 133-138. بتصرّف.
- ↑ مصلح النجار، السراب والنبع، صفحة 97-98. بتصرّف.
- ↑ "قد علموا أن سيخطف الشبح"، الديوان، اطّلع عليه بتاريخ 14/3/2023.
- ↑ "أجنت لك الوجد أغصان وكثبان"، الديوان، اطّلع عليه بتاريخ 14/3/2023.