خصائص الغزل العذري

كتابة:
خصائص الغزل العذري

الغزل العذري

وهو أحد أنواع الغزل الذي شاع في البيئة الأمويّة، فهناك إلى جانبه ظهر الغزل الصريح الذي تزعمه عمر بن أبي ربيعة، ويعتقد النُّقاد وعلماء اللغة أن هذا النوع من الغزل جاء نتيجة وثمرة للقيم الأخلاقية التي زرعها الدين الإسلامي في نفوس أهل البادية العربية، حيثُ عُجنت نفوس الشعراء العذريين على الأخلاق الحميدة، فقدموا شعرهم في الغزل والعشق بقالب من العفة والإخلاص والطهارة والبراءة، فيضع الشاعر العذري محبوبته بالمكان الذي يليق بها من خلال هذا الحب الجميل والصادق الذي أجهد نفسه فيه.


الشاعر العذري

كان الغزل بطرفيه الصريح والعذري يشمل عدداً كبيراً من الشعراء، فيختلف الشاعر العذري عن الشاعر الصريح بالكثير من الصفات والمميزات، فنراهم شديدي العشق والهوى الذي يُلازم قلوبهم ويُضنيها تعباً وحرماناً، كما أنّهم عُرفوا بالوفاء والإخلاص للمحبوبة التي استهوت قلوبهم حتى النفس الأخير من حياتهم، والعفة في التعبير عن هذا التَيم والعشق فنراهم لا يستعملون الألفاظ والتعابير التي تخدش الحياء، أو أنّها تُسبب المتاعب لمحبوباتهم.


وأكثر ما يُميزهم هو الرضا والقناعة بالقليل، فنظرة عابرة من محبوباتهم تُدخل إلى نفوسهم السرور، وتعني عندهم الكثير، كما ويُضَّحي الشاعر العذري لمحبوبته بالرغم مما يواجهه من جوى الحب وقسوة الهجر، فنراهم يتيهون في البراري والصحراء مخاطبين الطير عن مكان المحبوبة التي هجرتهم بسبب الوشاة الذين أشاعوا عنهم الكلام، مما تسبب في رحيلها مع ذويها إلى مكان آخر، فيبكي أطلالها مستنجداً آثارها أن تنطق عن مكان إقامتهم الجديد.


ويبقى على هذا الحال حتى يلقى حتفه، فمنهم من وُجد مُلقاً في الصحراء وقد فارق الحياة، ومنهم من فقد عقله وتاه، وما هذا إلا دليل الإخلاص والوفاء في الحب الذي ميزهم.


خصائص الغزل العذري

لقد تميزت القصائد العذرية بالكثير من الخصائص والميزات، ومنها:

  • الوحدة الموضوعية، فالقصيدة تقتصر على موضوع واحد ألا وهو الغزل العفيف، ووصف ما يُكابده الشاعر من لوعات الشوق، حيثُ يبدأ قصيدته بالوقوف على الأطلال، والتغزل بالمحبوبة وبكاء رحيلها، فهو لا يستطرد في قصيدته كما يفعل الشعراء الآخرون.
  • صدق العاطفة، فهذا الحب الصافي ينبع من مشاعر جياشة وخلجات قلبٍ محروم.
  • طوَّر الشعراء العذريون في المعجم اللغوي، حيثُ أضافوا له الكثير من ألفاظ العشق المصونة والراقية.
  • ونظراً لطبيعة البيئة الصحراوية التي كانوا يعيشون فيها، فقد مالوا لاستعمال ألفاظ عربية جَزِلة وواضحة في الوقت نفسه.
  • اقتصارهم على محبوبة واحدة، وقد اقترنت أسماء هؤلاء الشعراء بمحبوباتهم.
  • استخدام الأخيلة والتصويرات العذبة التي تعكس مدى معاناتهم وتعلقهم بالمحبوبة.
  • تسلسل الأفكار في القصيدة، فتخرج لنا القصيدة بأبيات متناسقة، تتعانق فيها الأفكار مع بعضها.


الشعراء العذريون

  • جميل بن معمر ، جميل بثينة.
  • عروة بن حزام العذري ومحبوبته عفراء.
  • قيس بن الملوح، مجنون ليلى.
  • قيس مجنون لبنى.
  • كُثير عزة.
7903 مشاهدة
للأعلى للسفل
×