محتويات
خصائص الفن الإسلامي وعناصره
يبرز الفنُ الإسلاميُ حيث تبرز الحضارة وتزدهر، كما أنَ العلَة من وجود هذا الفنِّ هي إبرازُ الجمالِ وإظهاره بكافَّةِ تفاصيله من خُطوطٍ وزخارفَ وكتابةٍ للآياتِ القرآنيَّة، وتعودُ تسمية الفنون الإسلامية إلى العصور الحديثة كما قامَ عددٌ من الباحثين بتسميتها بالفنون المُسلمة أو المحمدية، وتُعتبرُ شبه الجزيرة العربية والشام والعراق هي المنطقة الأساسية لنشوء الفنِّ الإسلامي.[١]
وللفنِّ الإسلاميِّ خصائص تُميِّزُهُ عن غيره من فنونِ الحضارات؛ فهو فنُّ قائِمٌ على أساسِ التَّوحيدِ، فلا مكانَ فيه للوثنيَّاتِ والأساطير، كما يُقدِّمُ صورةً مُتكامِلَةً عن الإنسان والحياة، ولعلَّ من أهمِّ ملامح هذا الفنِّ كراهيَّة التَّصويرِ والتَّجسيدِ فيما يخُصُّ الكائناتِ الحَيَّةَ، ويُصنَّفُ هذا الفن بأنَّهُ من الكماليَّات فهو ليس من فرائض الدِّين وأركانه لكنَّه لا ضيرَ فيه ولا حرج بل له أهميةٌ وضرورةٌ في إظهار معاني كثيرة في حياة المسلم.[١]
ومن أجمل الملاحظاتِ على مُخرجات الفنِّ الإسلامي هي بُغْضُهُ للفراغات بين الرسومات والنُّقوشِ والزخارف بل يَعمدُ إلى تكرار النّمط المرسوم مع بُعده كُلَّ البُعدِ عن البروز والنتوءات مُحافظاً على تنوُّع المادة المرسوم عليها من أخشابٍ ونسيجٍ ومعادنَ وخَزَف.[١]
ومن المهم ذِكره أنَّ الهدف من وراء هذا الفنِّ هو هدف نفعي بالدَّرجة الأولى؛ إذ إنه يجعلُ من التُّحفة المُزيَّنة كالفخَّار والصُّحون والسِّلاح تُحفةً ذات بُعدٍ جماليٍّ بالإضافة لمنفعته في الاستخدام اليومي، فلا يوضع في زاوية المنزل لجمال المظهر وحسب، كما ابتكر الفن الإسلامي تعاملاً نادراً مع الخامات الجميلة كالجلود والورق وإخراجها بِحِرَفِيَّةٍ عالية.[١]
أقسامُ الفنِّ الإسلاميِّ
إن للفن الإسلامي أقساماً عديدة، ومنها ما يأتي:[٢]
- فنُّ العمارة.
- الخطوط العربيَّة.
- فن الكتابة والشِّعر.
- الزخرفة الإسلاميَّة بأشكالها الهندسيَّةِ والنباتيَّةِ والحيوانيَّة.
نماذج من الفنِّ الإسلامِيِّ
إن جمال الفن الإسلامي يظهر في الكثير من الآثار الإسلامية، والمساجد، وغيرها من المناطق التي ترمز لوجود حضارة إسلامية عريقة، قائمة على توحيد الله -تعالى-، وإظهار بعض خصائص الدين الإسلامي، فالفن الإسلامي لا يقتصر على الجماليات وحسب، بل يُدخل في ثناياه الدعوة إلى الله -تعالى-، وسنذكر أبرز نماذج الفن الإسلامي فيما يأتي:
- بناءُ قُبة الصخرة
لقد استُخدم الرُّخامُ في زخرفةِ قُبَّةِ الصَّخرةِ المُشرفة حيث استُخدمَ في تيجانِ الأعمدة وفي الواجهات الدَاخلية والخارجية للشكل الثماني الخارجي وكذلك في الدعامات الحجرية، وجاءت الزخرفة فيها بزخارف نباتية وهندسيّة متجانسة إلى حدٍّ كبير.[٣]
وذلك مع الزخارف الفسيفسائية من ناحية ألوانها وموضوعات زخرفتها، ووفرةِ استخدام الزخارف القاشانية والتي نُسبت إلى مدينة قاشان الواقعة في خراسان حيث كان يصنع هذا النوع من الأحجار وهو حجر مزجّج ومُلَوَّنٌ.
- ظهور الألوان في الفن الإسلامي
استخدام الحضارةُ الإسلاميَّةُ بعض التقنياتِ لصنع الأشياء، مثل العاج المُستخدَم في صناعةِ الصَّناديقِ وعلب المجوهرات، وقد كان العثمانيُّون أوَّلَ من استخدم اللون الأحمر الزاهي في تلوين الخزف مثل استخدامه في مصباحِ مسجدِ السُّليمانِيَّة الموجود حالياً بمتحفِ فكتوريا.[٤]
المراجع
- ^ أ ب ت ث صالح أحمد الشامى، الفن الاسلامي التزام وابتداع، صفحة 37- 41. بتصرّف.
- ↑ غير محدد، القيم الإسلامية، صفحة 92. بتصرّف.
- ↑ مجير العليمي، الأنس الجليل، صفحة 18. بتصرّف.
- ↑ احمد الزيات، مجلة الرسالة، صفحة 110. بتصرّف.