خصائص اللغة العربية ومميزاتها

كتابة:
خصائص اللغة العربية ومميزاتها

اللغة العربية

تُعَدُّ اللغة العربية من أكثر لغات العالم انتشاراً؛ فهي تعد من بين أشهر ستِّ لغات في العالم، وذلك حسب تصنيف الأمم المتحدة، كما اشتهرت اللغة العربية كتابةً، ومحادثةً على نطاق واسع، وقد تمّ المحافظة على اللغة العربية من عدَّة أماكن، منها جامعة الدول العربية من خلال حوسبة مادّة اللغة العربية، الى جانب نشر برامجَ عربيةٍ مواكبةٍ للعصر الحديث، من حيث استيعاب مهارات اللغة التي تشمل الكتابة، والقراءة، والمحادثة، والاستماع.[١]


خصائص اللغة العربية

تتميز اللغة العربية بالعديد من السمات والمزايا التي تتفرد بها عن غيرها من باقي لغات العالم، ومن أبرز تلك الخصائص نذكر ما يلي:[٢]

  • الفصاحة: والمقصود بالفصاحة (لغةً) هو خلو الشيء من العيوب، وقد خلت اللغة العربية من (التنافر بين الكلمات، ضعف التأليف اللفظي، التعقيد اللفظي، التعقيد المعنوي).
  • الترادف: وهو وجود العديد من الكلمات التي تعطي دلالةً واحدة دون إعطاء تمام في المعنى وإنما عمومية في المعنى مما يكسب المفردة الواحدة تميزاً في الاستخدام عن مجموعتها مما ينعكس على مدى بلاغة اللغة العربية.
  • دلالة الأصوات على المعاني: تتميز الكلمة العربية بأنّه لمجرد سماعها يُفهم معناها ودلالتها.
  • الكم الواسع من المفردات: لو أمعنا النظر في معاجم وقواميس اللغات فلن نجد معجماً متسعاً بالمفردات كالمعجم العربي وكل ذلك بشهادة المستشرقين، فلا يمكن لأحد أن يعطي إحصاءاً عددياً لمفردات اللغة العربية.
  • علم العَروض: العَروض هو العِلم المُختص بالشِعر وأوزانه.
  • التخفيف: فمن ناحية البُنية للكلمة نجد أنّ للكلمة العربية أصولاً (جذور) ثلاثة ابتداءاً من الثلاثية التي يقل وجودها في اللغات الأخرى والرباعية والخماسية.
  • الإيجاز: وهي من أحد مزايا اللغة العربية عن باقي لغات العالم.
  • الإعراب: حيث تبلغ أهمية الإعراب في إعطاء الدلالات على المعاني.


مُميِّزات اللغة العربيّة

تمتاز اللغة العربيّة بمزايا جعلَتها من اللغات الفريدة في العالَم، وضمنَت استمراريّتَها عَبرَ القرون المُتتالِية، ومن هذه المزايا ما يأتي:[٣]

  • لغة فخيمة؛ حيث تتّصِفُ بعض حروفها بالتفخيم، والتفخيم هو صفة للحرف، ويُسمَّى الاستعلاءَ كذلك، وهو ارتفاعُ اللسان إلى الحَنك الأعلى عند النُّطق بالحَرف، وأحرُفُه مجموعةٌ في (خُصَّ ضَغطٍ قِظ)، أي إنّ كلّاً من الخاء، الصاد، الضاد، الغين، الطاء، القاف والظاء حروف مُفخَّمة،[٤] وفي اللغة العربيّة حروف حلقيّة ليست كلُّها موجودة إلّا في العربيّة، مثل: الهمزة، والعين، والحاء.[٤]
  • لغة مُوجِزة، ويتَّضحُ ذلك من خلال ما يأتي:
    • قواعد الإعراب، والنَّحو العربيِّ؛ فالإعراب هو أهم خصائص العربيّة، وهو تشكيلُ نهاية الكلمات وِفقَ موقعِها في الكلام على الوجه الصحيح، وسواء أكانت العلامات الإعرابيّة حركات، أم حروفاً،[٥] فإنّ العلامات الإعرابيّة تُغني عن تغيير ترتيب الجملة، ولها دورٌ في توضيح المعنى، فعلى سبيل المثال، عند القول: أوصلْنا سعيداً، فإنّ بناء الفعل الماضي (أوصل) على السكون، ونَصْبَ المفعول به (سعيداً) بتنوين الفتح، هو الذي دلَّ على موقع سعيد من الإعراب، وبالمُقارنة مع الجملة: أخبرَنا سعيدٌ، فإنّ رَفْعَ (سعيد) بتنوين الضم، يدلُّ على أنّه الفاعل.
    • الاشتقاق؛ فاللغة العربيّة غنيّة باشتقاقاتِها؛ إذ تُشتَقُّ الكلمات من الحروف نفسِها، وتتغيَّر من وَزنٍ إلى آخر دون الحاجة إلى كلمة مُساعِدة، مثل: كاتِب، مَكتوب، مَكتب، ومَكتبة.
    • غنى أفعالِها؛ فالفعل العربيُّ يحافظُ على حروفه مهما تغيَّر زمنُه، ولكلِّ حَدَثٍ أو معنى لفظ خاصّ به، ويدلُّ عليه بإيجاز، ومثال ذلك من يستيقظُ مريضاً مثلاً فيقول: أصبحتُ مريضاً، أي استيقظتُ صباحاً، أمّا إذا قِيل مثلاً: أصبحَت الأمور أفضل، فإنّ المقصود أنّ الأمور صارَت أفضل في وقت الصباح؛ فالفعل الواحد قد يُؤدّي معانٍ مُختلِفة حسب الجملة.
    • غنى حروفِها؛ فحروف اللغة العربيّة كثيرة ومُتعدِّدة المعاني، ولكلِّ حرفٍ في اللغة العربيّة معنى مقصود، يفيدُه، ويُوجِزه، ومن الحروف ما يحملُ عدّة معانٍ، مثل: أعطني من مالِك، فحرف الجرِّ (مِن) يفيد التبعيض، أي أعطني بعضاً من المال، فقد أوجز المُتحدِّث المعنى المُراد، أمّا إذا قِيل: خرجْنا من الخامسة، فحرف الجرِّ (مِن) يفيد ابتداء الغاية الزمانيّة للخروج.
    • بعض الأساليب اللغويّة، مثل: تقدير الفاعل من خلال الضمير المُستتِر، والتقديم، والتأخير، والحذف، كتقديم المفعول به على الفاعل، أو تقديم الخبر على المُبتدأ؛ بغَرَض التفاخُر، كأن يتفاخرَ أحدهم بنَسَبِه، أو أَصلِه، أو قبيلته، أو بَلَده، فيقول: عربيٌّ أنا[٥].
    • أشعار العرب، وحديثهم، وأمثالهم الشائعة، التي تدلُّ على المعنى بأقلِّ لفظ؛ وذلك لأنّهم لا يُحبّون التطويل بلا غَرَض.
  • لغة شاعرة، أي ما تتركُه في النفس من شعور مُؤثِّر، ويَظهرُ هذا جليّاً واضحاً من خلال الصورة الشعريّة، التي تَتّضحُ من خلال التشبيه، والاستعارة، والمجاز، والكناية، والإشارة، وكثرة مُترادِفاتِها، وجزالة وفخامة ألفاظها، ورقّتها، ووضوحها، وتناسُب مخارج حروفها وأصواتها مع المعنى، كما يشعرُ السامع عند لفظِه لكلمة (حقّ) مثلاً؛ ففي القاف تفخيم، ويشعرُ السامع بها بتأثير قوّة الصوت وفخامته.
  • لغة مُعرَبة، أي تتضمَّن الإعراب والحركات الإعرابيّة؛ حيث يُظهِرُ الإعراب المعاني بسهولةٍ ويُسرٍ، كما يزيد من جماليّة الكلمات، ويربطها بمعانيها الصحيحة، وهذا أمرٌ لا يُوجَد في اللغات الأخرى، ولقرينة الحركات الإعرابيّة أهميّة بالِغة، وفائدة عُظمى، والحركات الإعرابيّة هي: الفتحة، والكسرة، والضمّة، وتُعتبَر أكثر الحروف في العربيّة مفتوحة، ومن شاعريّة اللفظ أنَّ الفتح هو الأكثر؛ لأنّه الأخفّ، والخِفّة تُكسِب الحرف جمالاً، وشاعريّة أكثر، تليها الحروف المكسورة، أمّا الضمة ففيها ثِقَل.
  • لغة مُعجِزة؛ إذ يتعذَّر نَقلُ، أو ترجمة كثير من مُفرداتِها، وخاصّة مُفردات القرآن الكريم، إلى لغة أخرى تُؤدّي المعنى المُراد نفسه، فإذا كانت العرب قد عجزَت عن الإتيان بمِثل القرآن في كلامه ومُفرداته، فكيف بغير العَرب؟ّ؛ لذلك فإنّ بعض المُترجمين استخدموا الكلمات نفسها عند الترجمة من العربيّة، إلى الإنجليزيّة.
  • لغة مُعبِّرة؛ فاللفظة العربيّة تُعبِّر عن المعنى المُراد بأوضح وأفضل صورة، وبأدقِّ وأبهى معنى، وعلى سبيل المثال، فإنّ لكلمة (العيد) في اللغة العربيّة معنىً لم تستطِع أيُّ لغة أن تُؤدِّيَه كما أدَّته اللغة العربيّة؛ فكلمة (عيد) تدلُّ على الإعادة، بإعادة العيد وتكراره أعواماً وأعواماً، وهذا ما عجزَت عن وَصفِه أيُّ لغةٍ أخرى، كما وُصِف العيد عند بعض الديانات بالوليمة، وهذا يخرج عن المعنى الدقيق للعيد.
  • سعة اللغة العربيّة؛ فمفرداتها كثيرة، ولكلِّ مُفرَدة دلالة، أو معنى يختلفُ عن الآخر، فهناك معانٍ عدّة للحزن، كالأسى، والتَّرَح، والشَّجَن، والغَمّ، والوَجْد، والكآبة، والجَزَع، والأسف، واللهفة، والحسرة، والجوى، والحُرقة، واللوعة.[٦]
  • تناسُق الأوزان العربيّة؛ فالأوزان في أغلبها مُتشابِهة، فقد تأتي على وزن مُعيَّن، مثل: فرِح يفرَحُ افرحْ، ولعِب يلعَبُ العَبْ، أو على الوزن الآتي: خرجَ يخرُجُ اخرُجْ، ودخلَ يدخُلُ ادخُلْ.[٦]
  • قدرة اللغة العربية على التمييز بين المُذكَّر، والمُؤنَّث في اللفظ، وذلك بزيادة التاء المربوطة؛ إذ يُقال: قارئ، وقارئة، أمّا اللغة الإنجليزيّة، فهي تستخدم اللفظ ذاته للمُذكَّر، والمُؤنَّث، كما في كلمة (reader)، وفي المُثنّى والجَمع؛ إذ يُقال في العربيّة: قارئان، وقُرّاء، بينما تَرِدُ في الإنجليزيّة في الحالَتين readers . [٦]
  • عِلم العَروض : وهو عِلم تُعرَف به أوزان الشعر العربي.
  • الثبات الحُرّ؛ فقد امتازَت اللغة العربيّة بثباتِها عبر العُصور؛ فهي صالحة لكلِّ زمان، ومكان؛ إذ ما زال العربيُّ قادراً على قراءة النصوص القديمة، وفَهمِها، على عَكس اللغة اللاتينيّة التي اندثرَت، ونشأَت منها اللغات الأوروبيّة.[٣]
  • التخفيف؛ فقد لجأ العرب للحَذف أحياناً؛ بهدف التخفيف في النُّطق، مثل: كلمة (ميعاد)؛ حيث إنّ أصلَها بحسب الميزان الصرفيّ (مِوْعاد)، إلّا أنّهم حَذفوا الواو، وأبدلوها بالياء؛ لتسهيل، وتخفيف النُّطق.[٣]


وظائف اللغة العربية

تتميز اللغة العربية بمجموعة من الوظائف منها:[٧]

  • التعبير: تعتبر اللغة الأداة التي تتم من خلالها ترجمة، ونقل الأفكار، والمشاعر، ويتمّ من خلالها التعبير عنها.
  • التواصل: يتمّ التواصل مع الآخرين من خلال استخدام اللغة.
  • التعليم: يتمّ من خلال استخدام اللغة التعليم، واكتساب المهارات، والمعارف.
  • التدوين: يتم تدوين، وكتابة الأفكار، وتسجيل الوقائع، والأحداث، والظواهر من خلال استخدام اللغة.
  • الاستمتاع: تعد اللغة وسيلةَ استمتاعٍ للفرد، من خلال قراءة المجلات، والكتب، والروايات.


المراجع

  1. عبدالمجيد عمر (1437)، منزلة اللغة العربية بين اللغات المعاصرة (الطبعة الثانية)، صفحة 79. بتصرّف.
  2. محمد عبدالشافي القوصي (2016)، "عبقريـة اللغـة العربيـة"، منشورات املنظمة اإلسالمية للرتبية والعلوم والثقافة ـ إيسيسكو ، صفحة 60-70. بتصرّف.
  3. ^ أ ب ت محمد القوصي (2016)، عبقريـة اللغـة العربيـة، المملكة المغربية: إيسيسكو، صفحة 63-78. بتصرّف.
  4. ^ أ ب الشيخ إسماعيل الشرقاوي (25-12-2012)، "في مخارج الحروف وصفاتها"، alukah، اطّلع عليه بتاريخ 21-4-2018.
  5. ^ أ ب أ. د. عبد المجيد عمر (1437)، منزلة اللغة العربية بين اللغات المعاصرة دراسة تقابلية (الطبعة الثانية)، المملكة العربية السعودية: مركز البحث العلمي وإحياء التراث الإسلامي، صفحة 177-188. بتصرّف.
  6. ^ أ ب ت صادق الهادي (19-11-2011)، "أهمية اللغة العربية ومميزاتها"، alukah، اطّلع عليه بتاريخ 21-4-2018. بتصرّف.
  7. "طرق تدريس اللغة العربية"، ocw.kku.edu.sa، اطّلع عليه بتاريخ 2018-8-2. بتصرّف.
12270 مشاهدة
للأعلى للسفل
×