محتويات
خصائص المسرح الكوميدي
نشأ المسرح الكوميدي في اليونان القديمة، في الاحتفالات الدينية المتعلقة بإله الخصوبة (ديونيسوس)، وقد قامت في بدايتها على الارتجال، وفرّق أرسطو بينها وبين المأساة باعتبار أنّ المأساة كُتبت لتعبّر عن الملاحم والرّجال العُظماء.[١]
أمّا الكوميديا فقد استعرضت الرّجال الدنيئين واللئيمين، حيث إنّها تعبّر عن الأسوأ، وكما تطوت المأساة فقد تطوّرت الكوميديا في المسارح، إلّا أنّ تطورها لم يلحظه أحد؛ لأنّ أحدًا لم يأخذها على نحوٍ جديّ[١]، وللكوميديا في المسرح خصائص عديدة متنوعة تجعلها مضحكة مرغوبة لدى الناس، ومن هذه الخصائص:
استخدام التورية في اللغة
تقوم اللغة في المسرح الكوميدي على نوعٍ من التورية والتّلاعب بالألفاظ، ذلك الأسلوب الحواريّ المحمّل بأفكار غير مباشرة عن موقف معين تعالجه المسرحية، والغرض من ذلك خَلق نكتة ومُلحة تكشفها الشخصيات من خلال الحوار، وأحيانًا يُستخدم الجسد كلغة موازية للفُكاهة بحيث تُوصِل الشخصيات أفكارًا ذات طابع فكاهيّ من خلال الإيماء والإشارة باليدين أو الرأس أو تعابير الوجه.[٢]
طرح موضوعات حساسة
غالبًا ما تطرح الكوميديا في المسرح أفكارًا تقع في دائرة المحظور والمحرّم، خاصة المواضيع التي تتعلق بالجنس والحب، وقد ظهر ذلك في شكل من أشكال الفن اليوناني عُرِف باسم مسرحيّات الساتير، تظهر الشخصيات في هذه المسرحيات بجسد نصفه حصان ونصفه الآخر رجل، ويرتدي الممثلون فيها أزياء المخلوقات التي يمثلونها، حيث كانت أزياؤهم جريئة ولغتهم مباشرة.[٣]
تطبيق مجاز (الهوية الخاطئة)
يعدّ مصطلح (الهوية الخاطئة) مجازًا شائعًا في المسرح الكوميدي، حيث يؤدّي الممثلون هويات غير هويّاتهم الحقيقية في المسرحية نفسها، وهو ما يسبّب وقوعهم في الأخطاء التي تجرّ بدورها المواقف المضحكة، ومثال على ذلك تداخل شخصيتَيْ ألجرنون وجاك في هويّة "أرنست" في كتاب "أهمية أن تكون جادًا" لكاتبه أوسكار وايلد، ممّا أدى إلى خلق العديد من الحوارات الكوميدية.[٤]
مشاركة الشخصية قيمها وعيوبها
تحمل الشخصية في المسرحية الكوميدية عيبًا يثير الجمهور نحوه، ويشعرهم بالارتباط مع الشخصية، فيشدهم إلى متابعة أدائها وتطورها النفسي والحواريّ في المسرحية، فتكون الشخصية نوعًا ما مكشوفة للمتلقّي وأفكارها واضحة بالنسبة إليه، حيث إنّ الشؤون الشخصية تجذب اهتمام الجمهور ومشاعره اتجاهها، كما أنّ هذا العيب أحيانًا يجلب الكوميديا من بطن المأساة، كما يصور لنا شكسبير في مسرحية هاملت، حيث من الممكن أن يضحك الجمهور في خضم المعاناة التي تُحاصر مشهدًا ما.[٥]
اختتام المسرحية بنهاية سعيدة
يعيش أبطال المسرحية الكوميدية نهاية سعيدة، بعد حصولهم على ما يتمنون أو رضائهم بما آلت إليه الأحداث، وهذا الوجه الأكبر للاختلاف بين المسرح الكوميدي مع المسرح التراجيدي، حيث إنّ الكوميديا بجميع أهدافها الترفيهية أو الإصلاحية لا تتفق مع فكرة النهاية التعيسة والمؤلمة للبطل، بل تحقق رغبته التي كان يسعى إليه، أو تقدم ما يرضى به الجمهور من نهاية.[٦]
المراجع
- ^ أ ب "comedy", britannica, Retrieved 24/4/2022.
- ↑ "The Characteristics of Comedy Genre", study., Retrieved 22/2/2022. Edited.
- ↑ "The Characteristics of Comedy Genre", study., Retrieved 22/2/2022. Edited.
- ↑ "The Characteristics of Comedy Genre", study., Retrieved 22/2/2022. Edited.
- ↑ "Characteristics Of A Comedy", 123help me, Retrieved 22/2/2022. Edited.
- ↑ "Characteristics Of A Comedy", 123help me, Retrieved 22/2/2022. Edited.