محتويات
خصائص شعر أبي العتاهية
يعد الشاعر أبو العتاهية من أشهر شعراء العصر العباسي، وقد عُرف عنه الزهد وكان يكتب شعرًا في الزهد، ولكنه كان يكتب في موضوعاتٍ أخرى كذلك، ومن أهم خصائص شعر أبي العتاهية ما يأتي:
الصياغة
أول ما يلحظه القارئ لشعر أبي العتاهية هو البساطة والسهولة؛ إذ إن أبا العتاهية استعمل أسهل الألفاظ وأبسطها، وعرض الأفكار بأبسط صياغة وبناء، حتى أن الأفكار التي تناولها تميزت بالبساطة والبعد عن التعقيد، وهذه السمات تبدو واضحة في كل الأغراض التي كتب فيها الشعر.[١]
ومن أهم الأبيات التي تمثل هذه الخاصية قوله:[٢]
الدار لو كنت تدري يا أخا مرح
- دار أمامك فيها قرة العين
حتى متى نحن في الأيام نحسبها
- وإنما نحن فيها بين يومين
يومٌ تولى ويومٌ نحن نأمله
- لعله أجلب الأيام للحين.
الموسيقا
عند النظر إلى الأوزان والقوافي في شعر أبي العتاهية نجد أنها تتميز بموسيقا داخلية ناتجة من نفس الشاعر، وذلك إلى جانب موسيقا الشعر الظاهرة التي تكمن في الأوزان، ولا شك في أن أبا العتاهية كان حساسًا للموسيقا حساسية عالية؛ لدرجة أنه كان يشعر بموسيقا النظم في نفسه عندما يتحدث فيبو كلامه كالشعر، وإن هذه القدرة على الإحساس بالموسيقا هي من تضع أبا العتاهية في رتبة خاصة من الشعراء.[٣]
استخدام الصيغ الإنشائية
نوع أبو العتاهية باستخدامه للصيغ الإنشائية في الشعر، فكانت بين النداء والأمر والنهي والتعجب والاستفهام، وبذلك فإن ينقل السامع من صيغ الأمر إلى صيغ التعجب مرورًا بصيغة النهي والنفي وهكذا، كقوله:[٤]
اِمهَد لِنَفسِكَ وَاِذكُر ساعَةَ الأَجَلِ
- وَلا تُغَرَّنَّ في دُنياكَ بِالأَمَلِ
سابِق حُتوفَ الرَدى وَاِعمَل عَلى مَهَلٍ
- ما دُمتَ في هَذِهِ الدُنيا عَلى مَهَلِ
وَاِعلَم بِأَنَّكَ مَسؤولٌ وَمُفتَحَصٌ
- عَمّا عَمِلتَ وَمَعروضٌ عَلى العَمَلِ
لا تَلعَبَنَّ بِكَ الدُنيا وَزُخرُفُها
- فَإِنَّها قُرِنَت بِالظِلِّ في المَثَلِ
لا يَحرُزُ النَفسَ إِلّا ذو مُراقَبَةٍ
- يُمسي وَيُصبِحُ في الدُنيا عَلى وَجَلِ
ما أَقرَبَ المَوتَ مِن أَهلِ الحَياةِ وَما
- أَحجى اللَبيبَ بِحُسنِ القَولِ وَالعَمَلِ
وَالمَوتُ مَدرَجَةٌ لِلناسِ كُلِّهِمُ
- قَسراً إِلَيهِ بِكُرهٍ مَجمَعُ السُبُلِ
ما أَحسَنَ الدينَ وَالدُنيا إِذا اِجتَمَعا
- وَأَقبَحَ الكُفرَ وَالإِفلاسَ بِالرَجُلِ.
فلسفة أبي العتاهية
لم يمتلك أبو العتاهية مذهبًا فلسفيًّا، بل هي مجرد خواطر وآراء تميل نحو الفلسفة والحكمة، والتي ظهرت أكثر ما ظهرت في شعر الزهد والوعظ[٥]، خصوصًا عندما كان يتحدث عن حقائق الحياة والدين والموت.[٦]
وقد وُجد عنصر الحكمة في شعره بشكلٍ عامٍّ ولم يقتصر الأمر على شعر الزهد، فنجد الحكمة في العتاب والهجاء والغزل،[٥]ومن ذلك قوله:[٧]
تَرجو النَجاةَ وَلَم تَسلُك مَسالِكَها
- إِنَّ السَفينَةَ لا تَجري عَلى اليَبَسِ
أَنّى لَكَ الصَحوُ مِن سُكرٍ وَأَنتَ مَتى
- تَصِحُّ مِن سَكرَةٍ تَغشاكَ في نَكَسِ
ما بالُ دينِكَ تَرضى أَن تُدَنِّسَهُ
- وَثَوبُكَ الدَهرَ مَغسولٌ مِنَ الدَنَسِ
لا تَأمَنِ الحَتفَ فيما تَستَلِذُّ وَإِن
- لانَت مَلامِسَهُ في كَفِّ مُلتَمِسِ
الحَمدُ لِلَّهِ شُكراً لا شَريكَ لَهُ
- كَم مِن حَبيبٍ مِنَ الأَهلينَ مُختَلَسِ.
المراجع
- ↑ حمسياتى، أبو العتاهية وخصائص شعره دراسة تحليلية أدبية، صفحة 72 - 75. بتصرّف.
- ↑ "أبو العتاهية"، الديوان. بتصرّف.
- ↑ حمسياتى، أبو العتاهية وخصائص شعره دراسة تحليلية أدبية، صفحة 79. بتصرّف.
- ↑ "امهد لنفسك واذكر ساعة الأجل"، الديوان. بتصرّف.
- ^ أ ب حمسياتى، أبو العتاهية وخصائص شعره دراسة تحليلية أدبية، صفحة 84. بتصرّف.
- ↑ علي بدر (18/5/2021)، "نبذة عن الشاعر أبي العتاهية"، مقالة، اطّلع عليه بتاريخ 27/1/2022. بتصرّف.
- ↑ "أفنى شبابك كر الطرف والنفس"، الديوان. بتصرّف.