خصائص شعر ابن زيدون

كتابة:
خصائص شعر ابن زيدون


خصائص شعر ابن زيدون

فيما يأتي عرض لأبرز خصائص شعر ابن زيدون:


وصف الطبيعة

كان الشاعر ابن زيدون من أروع الشعراء الأندلسيين الذين وصفوا الطبيعة في شعرهم، فقد اهتم بتصوير الخيال مع العواطف المثيرة والجياشة والكبيرة، وجاء وصفه للطبيعة نابضًا بالخيال، وأصبح شعر الطبيعة عند ابن زيدون ممتزجًا بمرارة الحب وذكرياته، فكان وصفه مليئًا بالصور الجميلة والمشاعر الدافقة،[١] ومن ذلك قوله:[٢]

إني ذكرتك بالزهراء مشتاقًا

والأفق طلقٌ ومرأى الأرض قد راقا

وللنسيم اعتلالٌ في أصائله

كأنه رقَّ لي فاعتل إشفاقًا

وَالرَوضُ عَن مائِهِ الفِضِيِّ مُبتَسِمٌ

كَما شَقَقتَ عَنِ اللَبّاتِ أَطواقا

يَومٌ كَأَيّامِ لَذّاتٍ لَنا انصَرَمَت

بِتنا لَها حينَ نامَ الدَهرُ سُرّاقا

نَلهو بِما يَستَميلُ العَينَ مِن زَهَرٍ

جالَ النَدى فيهِ حَتّى مالَ أَعناقا

كَأَنَّ أَعيُنَهُ إِذ عايَنَت أَرَقي

بَكَت لِما بي فَجالَ الدَمعُ رَقراقا

وَردٌ تَأَلَّقَ في ضاحي مَنابِتِهِ

فَازدادَ مِنهُ الضُحى في العَينِ إِشراقا

سَرى يُنافِحُهُ نَيلوفَرٌ عَبِقٌ

وَسنانُ نَبَّهَ مِنهُ الصُبحُ أَحداقا

كُلٌّ يَهيجُ لَنا ذِكرى تَشَوُّقِنا

إِلَيكِ لَم يَعدُ عَنها الصَدرُ أَن ضاقا

لا سَكَّنَ اللَهُ قَلباً عَقَّ ذِكرَكُمُ

فَلَم يَطِر بِجَناحِ الشَوقِ خَفّاقا

لَو شاءَ حَملي نَسيمُ الصُبحِ حينَ سَرى

وافاكُمُ بِفَتىً أَضناهُ ما لاقى

لَو كانَ وَفّى المُنى في جَمعِنا بِكُم

لَكانَ مِن أَكرَمِ الأَيّامِ أَخلاقا

يا عَلقِيَ الأَخطَرَ الأَسنى الحَبيبَ إِلى

نَفسي إِذا ما اِقتَنى الأَحبابُ أَعلاقا

كانَ التَجارِي بِمَحضِ الوُدِّ مُذ زَمَنٍ

مَيدانَ أُنسٍ جَرَينا فيهِ أَطلاقا

فَالآنَ أَحمَدَ ما كُنّا لِعَهدِكُمُ

سَلَوتُمُ وَبَقينا نَحنُ عُشّاقا.



الثقافة الواسعة والنضج

فقد اتسم أسلوب ابن زيدون بالثقافة الواسعة والوعي الكامل مع النضج، فهو يصيغ أسلوبه بشكلٍ راقٍ؛ ولذا كان أسلوبه بديعًا.[١]


العذوبة والرقة والعاطفة في شعره الغزلي

نجد أن شعر الغزل يحتل ثلث الديوان حتى في قصائد المدح التي تبدأ بمقدمات غزلية، ويتميز شعر ابن زيدون الغزلي بالرقة والعاطفة القوية والمعاني التي لا نجدها إلا عند الشعراء المتخصصين بالغزل مثل: عمر بن أبي ربيعة، والعباس بن الأحنف.[١]


لقد مثلت ولادة بنت المستكفي موضوعًا لشعره الغزلي، ومن عيون شعره في الغزل قصيدته النونية الشهيرة التي خاطب فيها ولادة بنت المستكفي،[١] حيث قال في مطلعها:[٣]

أضحى التنائي بديلًا عن تدانينا

وناب عن طيب لقيانا تجافينا


حسن استخدام المعاني

فقد أبدع ابن زيدون في استخدام المعاني الجديدة، والتي استوحاها من طبيعة الأندلس الخلابة، فقد ساعدته الطبيعة على استخدام المعاني بطريقةٍ تتميز بالإبداع.[٤]


تنوع قصائده الشعرية من حيث الطول

عند دراسة شعر ابن زيدون نجد أنه نوع في أطوال القصائد، فمنها ما كان طويلًا، ومنها ما كان قصيرًا، كما أننا نجد في ديوانه المخمسات والمربعات والمقطعات الشعرية، ونجد في قصيدته أرجوزةً واحدةً فقط.[٥]


التناص

فنجد في شعر ابن زيدون التناص مع الآيات القرآنية، والتناص مع الأمثال والحكم، والتناص مع العلوم المختلفة[٦]، كقوله:[٧]

نارُ بَغيٍ سَرى إِلى جَنَّةِ الأَمنِ

:::لَظاها فَأَصبَحَت كَالصَريمِ

بأبي أنت! إن تشأ تك بردا

وسلاما كنار إبراهيم.

المراجع

  1. ^ أ ب ت ث "ابن زيدون"، المعرفة، اطّلع عليه بتاريخ 8/2/2022. بتصرّف.
  2. "إني ذكرتك بازهراء مشتاقا"، الديوان، اطّلع عليه بتاريخ 8/2/2022. بتصرّف.
  3. "أضحى التنائي بديلا من تدانينا"، الديوان، اطّلع عليه بتاريخ 8/2/2022. بتصرّف.
  4. مجد ذوقان (3/10/2019)، "من هو ابن زيدون"، ويكي عرب، اطّلع عليه بتاريخ 7/2/2022. بتصرّف.
  5. "كل ما تريد عن ابن زيدون"، جنتل الأردن، اطّلع عليه بتاريخ 8/2/2022. بتصرّف.
  6. "كل ما تريد عن ابن زيدون"، جنتل الأردن، اطّلع عليه بتاريخ 8/2/2022. بتصرّف.
  7. "الهوى في طلوع تلك النجوم"، الديوان، اطّلع عليه بتاريخ 8/2/2022. بتصرّف.
7255 مشاهدة
للأعلى للسفل
×