خصائص شعر الحارث بن حلزة

كتابة:
خصائص شعر الحارث بن حلزة



أبرز خصائص شعر الحارث بن حلزة

عرف الحارث بن حلّزة كواحد من شعراء المعلقات، وكانت أهمُّ خصائصه الشرية هي الارتجال، حيث يرتجل الشعر من الموقف ولا يعدُّه مسبقاً، كما اتسم شعره بالبعد عن الزخارف اللفظية والشكلية والتركيز على المضمون أكثر، ففي معلقته مثلاً، كان همه الأساسي هو الدفاع عن قبيلته وقد سخَّر المعلَّقة كلَّها لهذا الغرض دون الالتفات إلى ما اعتاده الشعراء المعاصرون له من المحسنات.[١] أما عن الخصائص التي ميزت شعر الحارث بن حلزة فيمكن القول إنها كالآتي:[١]

  • جمع أسلوب الحارث بن حلزة اليشكري بين القيمة التاريخية والأدبية، حيث كان يمثل دور الخطيب الواقف ليدافع عن قومه وعن مكانتهم وعزتهم وموقفهم وقد كان هذا في أغلب الوقت هو الصفة العامة في شعره.
  • كان الحارث بن حلزة أقرب إلى الالتزام وأبعد عن السفه والحماس المتهور.
  • اتسم شعره بالإيجاز فلم يعمد إلى الحشو والإطالة، بل حاول إيصال المعنى بالعبارة المختصرة الموجزة.
  • أكثر من التمثيل البياني من تشبيهات وغيره.
  • اتسم شعره بشدة التماسك وقوة التركيب ومتانته.
  • يحتوي شعره على القصص وأشكال من التشبيه الحسي.
  • اتسم شعره بالرزانة فكان مثالاً للخطاب السياسي في عصره.
  • ابتعد شعره عن الزخارف اللفظية والتشابيه الغزلية، واتسم بالمباشرة.


معلّقة الحارث بن حلزة

تعتبر معلقة الحارث بن حلزة أشهر وأجود ما قاله طيلة حياته ويقول فيها:[٢]

آذَنَتْنَا بِبَينِهَا أَسْماءُ

رُبَّ ثاوٍ يُمَلُّ مِنْهُ الثَّوَاءُ

آذَنَتْنَا بِبَينهَا ثُمَّ وَلّتْ

لَيْتَ شِعْري متى يَكُونُ اللِّقاءُ

بَعْدَ عَهْدٍ لَنَا بِبُرْقَةِ شَمّاءَ

فَأَدْنَى دِيارِها الخَلْصاءُ

فالمُحَيَّاةُ فالصِّفاحُ فأعْنَاقُ

فِتاقٍ فَعَاذِبٌ فالوفاءُ

فَرياضُ القَطا فأَوْديَةُ الشُّرْ

بُبِ فالشُّعْبَتَانِ فالأَبلاءُ

لا أَرَى مَنْ عَهِدْتُ فيها فأبكي الـ

ـيَوْمَ دَلْهاً وما يُحِيرُ البُكاءُ

وبِعَينَيْكَ أوقدَتْ هِنْدٌ النا

رَ أخِيرا تُلْوِي بِهَا العَلْيَاءُ

فَتَنَوَّرْتُ نَارَهَا مِنْ بَعِيدٍ

بِخَزَازَى هَيْهَاتَ مِنْكَ الصِّلاءُ

أوْقَدَتها بَيْنَ العَقِيقِ فَشَخْصَيْنِ

بِعُودٍ كَمَا يَلُوحُ الضِّياءُ

غَيرَ أنّي قَد أسْتَعينُ عَلَى الـهَمِّ

إذَا خَفَّ بالثَّويِّ النَّجَاءُ

بِزَفوفٍ كأنَّها هِقْلَةٌ أُمُّ

رِئالٍ دَوِّيّةٌ سَقْفَاءُ

آنَسَتْ نَبْأَةً وأفْزَعها القُناصُ

عَصْرا وَقَدْ دَنَا الإمْساءُ

فَتَرَى خَلْفَهَا مِنَ الرَّجْع وَالوَقْع

مَنِينا كَأنهُ إهْباءُ

وَطِرَاقا مِنْ خَلفهِنَّ طِرَاقٌ

ساقِطَاتٌ ألْوَتْ بها الصَّحْراء

أَتَلَهَّى بها الـهواجرَ إذ كُلُّ

ابْنِ همٍّ بَلِيَّةٌ عَمْيَاءُ


الحارث بن حلّزة

هو الحارث بن حلّزة بن مكروه بن يزيد بن عبد الله بن مالك بن عبد بن سعد بن جشم بن ذبيان بن كنانة بن يشكر بن بكر بن وائل، ينتسب إلى بادية العراق، وهو شاعر جاهليّ وواحد من أصحاب المعلقات وقد كانت حياته في الفترة التي انتهت في العام الخمسين قبل الهجرة تقريباً، وقد أطلق لقب الحلزة عليه لبخل أبيه،وقد كان فارساً ومحارباً نبيلاً ومدافعاً عن قبيلته ومفاخراً بها.[٣]


لم يصل إلينا الكثير من التفاصيل عن حياته ووفاته، لكن المؤرخين يرجحون أنه كان معمّراً وأن عمره حين مات كان قد بلغ المئة والخمسين سنة، وقد عاش الحارث بن حلزة وهو يعاني من البرص، وقد كان هذا سبباً في امتناعه عن المناظرات الشعرية ولقاء الملوك.[٣]



المراجع

  1. ^ أ ب حسام محمد علم، اخصائص الموضوعية والفنية في شعر الحارث بن حلزة، صفحة 11-30. بتصرّف.
  2. "آذنتنا ببينها أسماء"، الديوان، اطّلع عليه بتاريخ 1/6/2022.
  3. ^ أ ب مروان الالعطية، ديوان الحارث بن حلزة اليشكري، صفحة 40-50. بتصرّف.
5857 مشاهدة
للأعلى للسفل
×