خصائص شعر الصعاليك

كتابة:
خصائص شعر الصعاليك

الصعاليك

الصعاليك هم جماعةٌ من العرب في الجاهلية، تعود أصولُهم إلى قبائلَ مختلفة، لم يَعتَرفوا بسلطة القبيلة ولا بقوانينها، ولم يعترفوا بالمعاهدات التي كانت تُجريها القبائل مع بعضها ولا بالاتّفاقيات فأُبعِدوا عنها، وعاشوا حياة الفقر والتشرّد وقيل هم من أبناء الحبشيّات، وكان أغلبهم يقول الشعر ولهم قصائد تعدّ من عيون الشعر العربي، كانوا يغزون القبائل فيسرقون الأغنياء، وتحدثوا في شعرهم عن شجاعتهم وتحدّيهم للمجتمع، وفي شعرهم من الحكمة الشيء الكثير، وفي هذا المقال سيتمّ الحديثُ حول خصائص شعر الصعاليك. [١]

خصائص شعر الصعاليك

عُرِفَ الصعاليك أنّهم إمّا ممّن طُردوا من قبائلهم أو ممّن وُلدوا لأمهات حبشيّات فأنكرَهم آباؤهم ولم ينسبوهم لهم، ولهذا امتازَت حياتُهم بالقسوة والخشونة ولشعرهم عددٌ من الخصائص، ومن خصائص شعر الصعاليك ما يأتي: [٢]

  • تخلَّص الصعاليك من سمة الاستهلال بالأطلال التي اعتادَ الشاعر الجاهليّ أن يبدأ بها قصيدتَه، واستَعاضوا عنها بمقدّمات فروسيّة.
  • امتازت أشعار الصعاليك بالقِصَر، إذ كانوا يكتبون المقطوعات؛ وذلك بسبب الحياة التي كانوا يعيشونَها، حياة تمتاز بالقلق والتوتّر والسرعة التي لم تسمح لهم بإطالة القصائد.
  • من خصائص شعر الصعاليك القصصيّة الشعريّة، فقد قصّوا القصصَ في أشعارِهم وذكروا فيها حياتهم ومغامراتهم وتشرّدهم.
  • تميّز شعر الصعاليك بالواقعية، فقد طابقت صورهم الشعرية حياتهم الواقعية التي عاشوها، وكانوا دقيقين في التعبير عنها.
  • تميّز شعر الصعاليك أيضًا بالألفاظ الحوشيّة أيْ الغريبة، فقد انعكست قسوة حياتهم التي عاشوها على الألفاظ التي استخدموها في شعرهم.
  • وصف شعراء الصعاليك في شعرهم مغامراتهم وتغنّوا بالكرم والشجاعة وحاربوا الفقر واستنكروا بعض العادات القبليّة التي كانت سائدة.

من أشعار الصعاليك

برز عددٌ كبير من الشعراء الصعاليك ومن أشهر شعرائهم عروة بن الورد وقد كان سيدًا لهم وكان الصعاليك يرجعون له في شؤونهم، ومن شعرائهم أيضًا تأبط شرًا والشنفري الأزدي وغيرهم، ومن أشعارهم: [٣]

  • عروة بن الورد: [٤]

أيا راكِباً! إمّا عرَضتَ فبلّغَنْ

بني ناشب عنّي ومن يتنشب

آكلكم مختار دار يحلها

وتاركُ هُدْمٍ ليس عنها مُذنَّبُ

وابلغ بني عوذ بن زيد رسالة ً

بآية ِ ما إن يَقصِبونيَ يكذِبوا

فإن شِئتمُ عني نَهيتُم سَفيهَكم

وقال له ذو حلمكم أين تذهب

وإن شئتمُ حاربتُموني إلى مَدًى

فيَجهَدُكم شأوُ الكِظاظِ المغرّبُ

فيلحق بالخيرات من كان أهلها

وتعلم عبس رأس من يتصوب
  • تأبط شرًّا: [٥]

أَلا مَن مُبلِغٌ فِتيانَ فَهمٍ

بِما لاقَيتُ عِندَ رَحى بِطانِ

بِأَنّي قَد لَقيتُ الغولَ تَهوي

بِسَهبٍ كَالصَحيفَةِ صَحصَحانِ

فَقُلتُ لَها كِلانا نِضوُ أَينٍ

أَخو سَفَرٍ فَخَلّي لي مَكاني

فَشَدَّت شَدَّةً نَحوي فَأَهوى

لَها كَفّي بِمَصقولٍ يَماني

فَأَضرِبُها بِلا دَهَشٍ فَخَرَّت

صَريعاً لِليَدَينِ وَلِلجِرانِ

فَقالَت عُد فَقُلتُ لَها رُوَيداً

مَكانَكِ إِنَّني ثَبتُ الجَنانِ
  • الشنفرى: [٦]

دَعيني وَقولي بَعدُ ما شِئتِ إِنَّني

سَيُغدَى بِنَعشي مَرَّةً فَأُغَيَّبُ

خَرَجنا فَلَم نَعَهد وَقَلَّت وَصاتُنا

ثَمانِيَة ما بَعَدها مُتَعَتَّبُ

سَراحينُ فِتيانٍ كَأَنَّ وُجوهَهُم

مَصابيحُ أَو لَونٌ مِنَ الماءِ مُذهَبُ

نَمُرُّ بِرَهوِ الماءِ صَفحاً وَقَد طَوَت

ثَمائِلُنا وَالزادُ ظَنٌّ مُغَيَّبُ

ثَلاثاً عَلى الأَقدامِ حَتّى سَما بِنا

عَلى العَوصِ شَعشاعً مِنَ القَومِ مِحرَبُ

فَثاروا إِلَينا في السَوادِ فَهَجهَجوا

وَصَوَّتَ فينا بِالصَباحِ المُثَوَّبُ

فَشَنَّ عَلَيهِم هَزَّةَ السَيف ثابِتٌ

وَصَمَّمَ فيهِم بِالحُسام المُسَيَّبُ
  • السُليك بن السُلكة: [٧]

يُكَذِّبُني العَمرانِ عَمرُو بنُ جَندَبٍ

وَعَمرُو بنِ سَعدٍ وَالمُكَذِّبُ أَكذَبُ

ثَكِلتُكُما إِن لَم أَكُن قَد رَأَيتُها

كَراديسَ يُهديها إِلى الحَيِّ كَوكَبُ

سَعَيتُ لَعَمري سَعيَ غَيرِ مُعَجَّزٍ

وَلا نَأنَأٍ لَو أَنَّني لا أُكَذِّبُ

كَراديسُ فيها الحَوفَزانُ وَحَولَهُ

فَوارِسُ هَمَّامٍ مَتى يَدعُ يَركَبوا

تَفاقَدتُم هَل أَنكِرَنَّ مُغيرَةً

مَعَ الصُبحِ يَهديهِنَّ أَشقَرُ مُغرِبُ

المراجع

  1. "صعاليك"، www.marefa.org، اطّلع عليه بتاريخ 22-5-2019. بتصرّف.
  2. "الشعراء الصعاليك"، www.uobabylon.edu.iq، اطّلع عليه بتاريخ 22-5-2019. بتصرّف.
  3. "صعاليك"، www.marefa.org، اطّلع عليه بتاريخ 22-5-2019. بتصرّف.
  4. "أيا راكِباً! إمّا عرَضتَ، فبلّغَنْ"، www.adab.com، اطّلع عليه بتاريخ 22-5-2019.
  5. "أَلا مَن مُبلِغٌ فِتيانَ فَهمٍ"، www.aldiwan.net، اطّلع عليه بتاريخ 22-5-2019.
  6. "دَعيني وَقولي بَعدُ ما شِئتِ إِنَّني"، www.aldiwan.net، اطّلع عليه بتاريخ 22-5-2019.
  7. "يُكَذِّبُني العَمرانِ عَمرُو بنُ جَندَبٍ"، www.aldiwan.net، اطّلع عليه بتاريخ 22-5-2019.
4333 مشاهدة
للأعلى للسفل
×