محتويات
ما هو فن الباروك
الفن الباروكي هو مصطلح يطلق على الأنماط المعمارية والفنون البصرية وتصاميم البناء والمباني التي نشأت خلال النهضة الفنية الغربية في أوروبا والمتزامنة مع بدايات القرن السابع عشر ميلادي، حيث تعود بدايات هذا الفن حقًا إلى أواخر القرن السادس عشر وتحديدًا إيطاليا، ومن جهة أخرى لم تتأثر بعض المناطق بجميع مظاهر فن الباروك حتى القرن الثامن عشر مثل ألمانيا والمستعمرات الأوروبية في أمريكا الجنوبية، تتميز الأعمال المنتمية إلى حقبة الباروك بكونها معقدة ويمكن وصفها بأنها متناقضة إلى حدٍ ما، حيث تهدف خصائص فن الباروك كالثراء الحسي، الحيوية، الحركة، التوتر والعظمة وغيرها إلى إثارة حالات عاطفية من خلال مخاطبة الحواس بشكل درامي في أغلب الأحيان.[١]
خصائص فن الباروك
يمتاز فن الباروك بكونه أسلوبًا دراماتيكيًا وعظميًا ترك بصمة واضحة في العديد من تفرعات الفنون مثل الهندسة المعمارية والموسيقى واللوحات والنحت وغيرها، وفيما يأتي أهم خصائص فن الباروك التي أدت إلى انتشاره في معظم مناطق أوروبا وجعلت منه سمة بارزة لتلك الحقبة :[٢]
- الحيوية والدرامية، حيث اعتمد فن الباروك على التفاصيل الدقيقة والحركات المبالغ فيها في الرسم والنحت والموسيقى والرقص والعمارة.[٢]
- اعتماد فن الباروك على جذب الحواس واستخدام الأيقونات المعروفة بشكل مباشر، ومثير وواضح.[٢]
- تعد خاصية التركيز على الإضاءة والصورة من خصائص فن الباروك الأكثر شيوعًا، حيث يستخدم التفاعل بين الظلام والضوء لخلق جو مفعم بالتباين والدرامية.[٢]
- استخدام المهندسون المعماريون في الفن الباروكي تقنية المنظور القسري لخلق أوهام معينة مثل تصميم قصر سبادا في روما، حيث يبدو الممر فيه أكثر طولًا مما هو عليه حقيقةً.[٣]
- يمكن ملاحظة بعض الفروقات في خصائص فن الباروك من منطقة إلى اخرى في اوروبا وتحديدًا فرنسا، حيث انصب الاهتمام على التنظيم الهندسي والقياسات أكثر من الزخرفة والديكورات الداخلية.[٣]
أنواع فنون الباروك
تتميز الفنون خلال العصر الباروكي بالتنوع الشديد، وذلك بسب ظهور توجهات وحركات جديدة في ذاك الوقت مثل الحركة الطبيعية والحركة الكلاسيكية واختلاطها بالطابع العام للفن الباروكي، حيث يمكن ملاحظة هذا التنوع في مختلف أنواع الفنون مثل :[١]
الرسم
كان كل من الرسمان الإيطاليان أنيبالي كاراتشي وكارافاجيو، من أوائل الرسامين الذين ساعدوا على الدخول في أسلوب الباروك، حيث نشأ نمط الرسم الباروكي على وجه التحديد في روما وبلغ ذروته في الأسقف المرسومة الأثرية وغيرها من الزخارف الكنسية التي قام بها فنانون مشهورون مثل: بييترو دا كورتونا، جويدو ريني وعدد لا يحصى من الفنانين في تلك الفترة.[٣]
العمارة والنحت
ارتكزت الهندسة المعمارية الباروكية التي طورها بيرنيني وكارلو ماديرنو وفرانشيسكو بوروميني وغوارينو وغيرهم على الضخامة والبروز والحركة والإضاءة الدراماتيكية والديكور الداخلي الغني باستخدام الزخارف المتناقضة والألوان الزاهية والخامات الفاخرة لزيادة البنية المادية وخلق الفرحة الحسية.[١]
الموسيقى
تعد حقبة الفن الباروكي فترة ازدهرت فيها التجارب الموسيقية والابتكار، حيث ظهرت أنواع موسيقية جديدة، بما في ذلك الكونشرتو والسنفونيا ووُلدت الأوبرا في إيطاليا في نهاية القرن السادس عشر، وسرعان ما انتشرت عبر بقية أوروبا فأسس لويس الرابع عشر أول أكاديمية ملكية للموسيقى، وافتتح الشاعر بيير بيرين أكاديمية الأوبرا في باريس، كما ظهرت ايضًا الات موسيقية جديدة وكانت آلة البيانو واحدة منها.[٣]
