خصائص للشعر الجاهلي اللفظية

كتابة:
خصائص للشعر الجاهلي اللفظية


الخصائص اللفظية للشعر الجاهلي

لقد لوحظ أن الشعر الجاهلي يتسم بمجموعة من الخصائص اللفظية، ومنها:[١][٢]

  • جزالة الألفاظ وغرابتها: إن جزالة الكلمة تعني أنها تقع في موقعها بشكل مناسب وشديد الدقة، كما أن بعض الكلمات في الشعر الجاهلي تكون غريبة وغير مألوفة في العصر الحالي، فيما كانت فصيحة ومألوفة في العصر الذي قيلت فيه، وهذا اللفظ الغريب قد يكون جميلًا كما في كلمة (رئال) وتعني النعام، وقد يكون لفظاً وحشياً ككلمة (بعاق) وتعني المطر.
  • بلاغة الأداء ومتانة التركيب: يتصف الشعر الجاهلي بأنه ذو تركيب بليغ، حيث يؤدي المعنى المقصود منه في الحال المناسب له، إما مجازياً بالاستعارات والتشبيه والكناية واستخدام المحسنات اللفظية والمعنوية، أو على سبيل الحقيقة، كما يستعين الشاعر الجاهلي ببعض الألفاظ التي بينها سجع وجناس وطباق دون قصد منه، فهو يكتبها حسب سليقته اللغوية دون تكلف، بالإضافة إلى أن التراكيب تتصف بأنها متينة تجري وفق قواعد اللغة العربية، فكل لفظ يوضع في مكانه الصحيح، وكذلك في المعنى التي تؤديها عباراته.
  • التنقيح والعناية: لقد كان الشاعر الجاهلي ينظم شعره على سجيته وطبعه، فيكتب تماماً كما يخطر له، غير أنه كانت هناك مجموعة من الشعراء يسمونهم بعبيد الشعر؛ لأنهم يتكلفون بإصلاح شعرهم فيعيدون النظر ويطيلونه في أشعارهم بالتهذيب، والعناية، والتنقيح، ومن أشهرهم كان زهير بن أبي سلمى الذي سميت قصائده بالحوليات، فقد كان يقضي حولاً كاملاً -أي سنة كاملة- في تنقيح كل قصيدة، ويردد نظره في عباراتها وصياغتها حتى تصبح تامة في بنائها قبل أن يعرضها على الملأ، كما كانوا يلقبون امرأ القيس بن ربيعة التغلبي بالمهلهل؛ لأنه أول من هلهل ألفاظ الشعر وأرقها، ولقبوا علقمة بالفحل؛ لجودة أشعاره، ولقبوا طفيلاً بالمحبر؛ لقيامه بتزيين شعره.


الشعر الجاهلي

الشعر الجاهلي هو شعر امتاز به العرب قبل الإسلام بما يقارب ١٥٠ سنة، فهو شعر يمتاز بجزالة الألفاظ وقوتها، واحتوائه على معلومات مفيدة ومهمة حول البيئة الجاهلية، فهو يعدّ سجلاً لأحداث حياة العرب قبل الإسلام، ومعاركهم التي خاضوها، وإبراز عاداتهم وتقاليدهم التي تميزوا بها، وأسماء أماكن عيشهم، وقبائلهم، وأسماء محبوباتهم، كما أن النحاة وعلماء اللغة اعتمدوه كوسيلة مهمة في الاستشهاد، ووضع قواعد اللغة.[٣]


الشعر الجاهلي هو نوع من أنماط الفن التعبيري، فهو يتصف بعدة صفات ومميزات خاصة به تميزه عن غيره من الأشعار من حيث الخصائص الفنية، والتعبيرية، والدلالية، إلى جانب الأسلوبية، والتركيبية، والرؤية التي يحملها بين طياته التي تعبر عن الجاهلية، ولقد وصف الشعر بالجاهلية بسبب العقيدة التي يتبناها صاحب القصيدة من تصورات فكرية كانت سائدة قبل الإسلام، ونظرته للحياة وللكون وللوجود، فلا ينحصر هذا الأمر على الموقف الديني فحسب، وإنما قد يشمل الجوانب السياسية والاجتماعية والفلسفية، فالقصيدة الجاهلية ما هي إلا تعبير شعري يستخدم فيه الشاعر أدوات بلاغية وتركيبية وإيقاعية تتسم بصبغة جاهلية، ليعبر بذلك عن مواقف ورؤى جاهلية، ولا يقتصر مصطلح القصيدة الجاهلية على ما قيل قبل الإسلام فقط وإنما هي قصيدة موجودة في أي عصر طالما أنه يتوفر فيها ما يتصف به الشعر الجاهلي من خصائص معنوية وشكلية وبلاغية وفنية.[٤]






المراجع

  1. سعدي محمد، معاش إدريس، تجليات الشعر الجاهلي في الشعر الأموي، صفحة 19-20. بتصرّف.
  2. شوقي ضيف، كتاب تاريخ الأدب العربي العصر الجاهلي، صفحة 226-231. بتصرّف.
  3. سعدي محمد، معاش إدريس، تجليات الشعر الجاهلي في الشعر الأموي، صفحة 12. بتصرّف.
  4. سراته البشير، الشعر الجاهلي وتجاذبات البساطة والفخامة، صفحة 8-10. بتصرّف.
6368 مشاهدة
للأعلى للسفل
×