يؤجل الازواج الحمل والانجاب بسبب انشغالهم بحياتهم العملية، دون الانتباه الى ان سن الانجاب للمرأة محدد، فان خصوبة المرأة مع تقدم العمر تضعف وبذلك تقل احتمالية حدوث الحمل.
فرص الانجاب تقل مع تقدم العمر لدى النساء والرجال. ان مستوى خصوبة المرأة تنخفض مقارنة بمستوى خصوبة الرجل. وجميع الاحصائيات تشير ان ثلث النساء بين جيل 32 الى 37، وأكثر من (70٪) من النساء بين جيل 38 إلى 42 عليهن الانتظار سنة أو اكثر لحدوث الحمل لديهن. اما الرجال فان كمية الحيوانات المنوية لديهم في جيل الـ 45 تنخفض إلى الثلث، وان عدد الحيوانات المنوية التي تبقى حية تنخفض إلى (50٪). وايضا من الأمور الهامة ان الشابات السليمات في أوائل العشرينات من عمرهن ينبغي عليهن الانتظار في المتوسط شهرين ونصف حتى يتمكنّ من الحمل مقارنة مع النساء في جيل الـ 40 اللواتي ينتظرن في المتوسط عامين.
تعتبر أيام خصوبة المرأة مرتفعة في ستة ايام من الشهرتقريبا، فيمكن ان تحمل المرأة اذا مارس الزوجان الجنس خلال هذه الأيام. ولكن الاحتمال الأكبر لحدوث حمل يكون أثناء التبويض وبعد ذلك لمدة 18 ساعة وهي الفترة التي تزداد فيها فرص الحمل بثلاث مرات من الستة أيام الخصبة في الشهر.
ولا داعي للقلق واليأس اذا طالت مدة حدوث الحمل، فمع تقدم الطب هناك حلول للحالات الصعبة حيث يستطيع اليوم الازواج التوجه لتلقى العديد من علاجات الخصوبة واختيار العلاج الانسب لهم.
ونشد الانتباه هنا ان السبب الشائع لعدم حصول الحمل هو ببساطة أن العديد من الأزواج لا يمارسون الجنس في الوقت المناسب. عندما يمارس الزوجان الجنس كل يوم، فان كمية ونوعية الحيوانات المنوية لا تكون في أفضل حالاتها. فقد وجدت الدراسات العلمية انه بعد أيام قليلة تصبح الحيوانات المنوية أكثر خصوبة. وفقا لهذه الدراسات يوصى بممارسة الجنس بين 2-10 أيام في الشهر، وينصح ممارسة الجنس في الأيام التي تزيد فيها خصوبة المرأة. بالإضافة الى تأثير العمر على خصوبة المرأة والرجل، فهناك عوامل أخرى تؤثر على الخصوبة لدى المرأة والرجل، مثل: الامراض، والإجهاد، النيكوتين، وشرب الكحول. في السنوات الأخيرة، ومع تقدم الطب في مجال علاجات الخصوبة من مجال الطب البديل أصبحت أكثر شعبية في العالم الغربي.
وفقا لبحث نشر في مجلة (Fertility and Sterility) العقم والخصوبة، فقد أجرى الباحثون مقابلات واستبيانات لتعقب 428 زوجا خضعوا لعلاجات الخصوبة التقليدية في ثمان عيادات في شمال كاليفورنيا. على مدى 18 شهر، وجد الباحثون أن 29٪ من المشاركين في هذه الدراسة توجهوا لعلاج واحد على الأقل من الطب البديل. 17٪ من المشاركين في الدراسة استخدموا علاج الإبر الصينية، 22٪ من المشاركين في الدراسة استخدموا النباتات الطبية وواحد في المائة توجهوا إلى علاجات التأمل واليوغا. 5٪ من المشاركين في الدراسة تلقوا علاجا متعلقا بالجسم مثل التدليك أوعلاج تقويم العمود الفقري. اظهرت الدراسة ان كلما كانت المرأة أكبر سنا، كلما ازداد احتمال توجه الزوجين إلى علاجات الطب البديل. واظهرت ايضا ان التوجه الى علاجات الطب البديل ازداد بنسبة 29٪ مع كل خمس سنوات إضافية من عمر الأم. ووجد الباحثون أيضا أن الأزواج ذوي وجهات النظر الايجابية حول العلاج البديل كان لديهم احتمال 85٪ أكثر لاستخدامه من الأزواج ذوي وجهات النظر السلبية حول مثل هذا العلاج.
العامل الاقتصادي أيضا يعتبر عاملا رئيسيا في قرار الأزواج للتوجه الى علاج الطب البديل. الأزواج ذوي الدخل أكثرمن 200 ألف دولار سنويا، توجهوا بنحو ثلاثة أضعاف أكثر لمثل هذه العلاجات من الأزواج ذوي دخل أقل من مئة ألف في السنة. يجب الأخذ بعين الاعتبار ان تكاليف علاج الإبر الصينية الواحد يبلغ في المتوسط مائة دولار في ولاية كاليفورنيا الشمالية وان علاجات الخصوبة في الطب البديل يمكن أن تصل إلى 16 ألف دولار، الأمر الذي قد يشكل عبئا على الأزواج الفقراء.