خطبة عن إتقان العمل في الإسلام

كتابة:
خطبة عن إتقان العمل في الإسلام

مقدمة الخطبة

الحمدُ لله رب العالمين، الحمدُ لله؛ نعمه على العبادِ كثيرةٌ، نحمده حمدَ الشاكرين الذاكرين، حمد الراجين لعفو الله الكريم، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، وأشهد أنّ محمدًا عبده ورسوله، وصفيّه من خلقه وخليله، بلّغ الرسالة، وأدّى الأمانة، ونصحَ الأمّة، وكشفَ عنها الغُمّة، وعلى آله وصحابته أجمعين، وعلى من تبعهم بإحسانٍ إلى يوم الدين.[١]


الوصية بتقوى الله

إخوة الإيمان أوصيكم ونفسي المخطئة المقصّرة بتقوى الله العظيم وطاعته؛ فمن اتّقى الله وقاه، وأيّده وأنجاه، قال الله تعالى: (يَا أَيُّهَا النَّاسُ اتَّقُوا رَبَّكُمْ إِنَّ زَلْزَلَةَ السَّاعَةِ شَيْءٌ عَظِيمٌ* يَوْمَ تَرَوْنَهَا تَذْهَلُ كُلُّ مُرْضِعَةٍ عَمَّا أَرْضَعَتْ وَتَضَعُ كُلُّ ذَاتِ حَمْلٍ حَمْلَهَا وَتَرَى النَّاسَ سُكَارَى وَمَا هُم بِسُكَارَى وَلَـكِنَّ عَذَابَ اللَّـهِ شَدِيدٌ).[٢]


خطبة عن إتقان العمل في الإسلام

الخطبة الأولى

إخوتي في الله، لقد حث الإسلام على العمل والحركة والنشاط والجدِّ والاجتهاد؛ لذلك حببَّ بالعملِ المشروع وحضَّ عليه، ففي الحديث الذي أخرجه الإمام البخاري في صحيحه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "لَأَنْ يَأْخُذَ أَحَدُكُمْ حَبْلَهُ، فَيَأْتِيَ بحُزْمَةِ الحَطَبِ علَى ظَهْرِهِ، فَيَبِيعَهَا، فَيَكُفَّ اللَّهُ بهَا وجْهَهُ خَيْرٌ له مِن أَنْ يَسْأَلَ النَّاسَ أَعْطَوْهُ أَوْ مَنَعُوهُ"،[٣] فيجبُ أن يحرصَ المُسلم على تأدية ما يقوم به من عملٍ على أفضل وجهٍ؛ فالمسلم مأمورٌ بإتقان عمله وأدائه على أحسن طريقةٍ؛ قال النبيّ صلى الله عليه وسلم: "إنَّ اللهَ تعالى يُحِبُّ إذا عمِلَ أحدُكمْ عملًا أنْ يُتقِنَهُ"؛[٤]

فالذي يعملُ عمله ويتقنه؛ فإنّه من خير الناس، قال الله تعالى: (إِنَّ الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ أُولَـئِكَ هُمْ خَيْرُ الْبَرِيَّةِ)،[٥] والذي يقوم بأداء عمله بإتقانٍ، ويبتغي بذلك وجه الله تعالى؛ فإنّ الله يوفّقه في عمله، وييسر له أمره ويبارك فيه، قال الله تعالى: (إِنَّ الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ لَهُمْ أَجْرٌ غَيْرُ مَمْنُونٍ)،[٦] وإنَّ اتقان العمل أيّها الأحبَّة عِمادٌ للأمّة وسببٌ من أسباب قوّتها وتقدّمها؛ لذلك فلنحرص على أداء أعمالنا على أكمل وجه، فالإتقان سبيلٌ للفلاح والنجاح، أقول قولي هذا وأستغفر الله لي ولكم: (قُلْتُ اسْتَغْفِرُوا رَبَّكُمْ إِنَّهُ كَانَ غَفَّارًا).[٧][٨]


الخطبة الثانية

الحمدُ لله رب العالمين، والصلاة والسلام على من لا نبيَّ بعده، اللهم إنّا نعوذ بك من شرور أنفسنا وسيّئاتِ أعمالنا، من يَهده الله فلا مُضلَ له، ومن يُضللْ فلا هاديَ له، وأشهدُ أن لا إله إلا الله وأشهدُ أنَّ محمدًا عبده ورسوله.[٩]


أيها الإخوة في الله:

إنَّ إتقان العمل يحتاج إلى الإخلاص وضبط النيّة؛ فالإخلاص قبل الشروع في العمل يدفعُ صاحبه للحرص على العمل، والإخلاص في أثناء العمل وضمنه يدفع صاحبه إلى الإتقان الحقيقيّ في العمل، وأمّا الإخلاص بعد إنجاز العمل؛ فإنَّه يثبت المسلم على الطريق الخالص والنيّة الخالصة لله عزّ وجلّ.[١٠]


الدعاء

  • (رَبَّنَا لَا تُؤَاخِذْنَا إِن نَّسِينَا أَوْ أَخْطَأْنَا رَبَّنَا وَلَا تَحْمِلْ عَلَيْنَا إِصْرًا كَمَا حَمَلْتَهُ عَلَى الَّذِينَ مِن قَبْلِنَا رَبَّنَا وَلَا تُحَمِّلْنَا مَا لَا طَاقَةَ لَنَا بِهِ وَاعْفُ عَنَّا وَاغْفِرْ لَنَا وَارْحَمْنَا أَنتَ مَوْلَانَا فَانصُرْنَا عَلَى الْقَوْمِ الْكَافِرِينَ).[١١]
  • (رَبَّنَا آتِنَا فِي الدُّنْيَا حَسَنَةً وَفِي الْآخِرَةِ حَسَنَةً وَقِنَا عَذَابَ النَّارِ).[١٢]
  • (رَّبِّ اغْفِرْ لِي وَلِوَالِدَيَّ وَلِمَن دَخَلَ بَيْتِيَ مُؤْمِنًا وَلِلْمُؤْمِنِينَ وَالْمُؤْمِنَاتِ وَلَا تَزِدِ الظَّالِمِينَ إِلَّا تَبَارًا).[١٣]

إخوة الإيمان، إنَّ الله يأمرُ بالعدل والإحسان وإيتاء ذي القربى، وينهى عن الفحشاء، ولذكر الله أكبر، والله يعلم ما تصنعون، وأقم الصلاة.


المراجع

  1. ابن القيم، كتاب فتيا في صيغة الحمد، صفحة 6. بتصرّف.
  2. سورة الحج، آية:1-2
  3. رواه البخاري، في صحيح البخاري، عن الزبير بن العوام، الصفحة أو الرقم:1471، حديث صحيح.
  4. رواه الألباني، في صحيح الجامع، عن عائشة أم المؤمنين، الصفحة أو الرقم:1880، حسن.
  5. سورة البينة، آية:7
  6. سورة فصلت، آية:8
  7. سورة نوح، آية:10
  8. د.طه فارس (16/7/2017)، "إتقان العمل"، شبكة الألوكة، اطّلع عليه بتاريخ 19/2/2022. بتصرّف.
  9. عبد القادر شيبة الحمد، كتاب فقه الإسلام شرح بلوغ المرام، صفحة 198. بتصرّف.
  10. عبد الله الرحيلي، كتاب طريقك الى الإخلاص والفقه في الدين، صفحة 42. بتصرّف.
  11. سورة البقرة، آية:286
  12. سورة البقرة، آية:201
  13. سورة نوح، آية:28
10872 مشاهدة
للأعلى للسفل
×