خطبة عن حديث (استوصوا بالنساء خيرا)

كتابة:
خطبة عن حديث (استوصوا بالنساء خيرا)

مقدمة الخطبة

إنَّ الحمد لله نحمده ونستعينه ونستهديه، ونعوذ بالله من شرور أنفسنا ومن سيئات أعمالنا، من يهده الله فهو المهتد، من يضلل فلن تجد له ولياً مرشداً، والصلاة والسلام على بدر التمام، وذروة الختام محمد بن عبد الله عليه أفضل الصلاة وأتمَّ السلام وبعد:

الوصية بالتقوى

عباد الله، أوصيكم ونفسي بتقوى الله عزّ وجلّ والسمع والطاعة، يقول الله تعالى: (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ حَقَّ تُقَاتِهِ وَلَا تَمُوتُنَّ إِلَّا وَأَنتُم مُّسْلِمُونَ)،[١] وقال أيضاً: (يَا أَيُّهَا النَّاسُ اتَّقُوا رَبَّكُمُ الَّذِي خَلَقَكُم مِّن نَّفْسٍ وَاحِدَةٍ وَخَلَقَ مِنْهَا زَوْجَهَا وَبَثَّ مِنْهُمَا رِجَالًا كَثِيرًا وَنِسَاءً ۚ وَاتَّقُوا اللَّهَ الَّذِي تَسَاءَلُونَ بِهِ وَالْأَرْحَامَ ۚ إِنَّ اللَّهَ كَانَ عَلَيْكُمْ رَقِيبًا).[٢]

الخطبة الأولى

أيها المسلمون والمسلمات حديثنا معكم اليوم تحت عنوان: (استوصوا بالنساء خيراً)، نعم إنَّها وصية نبوية عظيمة لنعمة من نعم الله الكثيرة في يوم من أيام الله الجليلة التي اجتمع فيها المسلمون، حيث جاء في الحديث الصحيح الصريح عن النبي -صلى الله عليه وسلم- قال: (اسْتَوْصُوا بالنِّساءِ؛ فإنَّ المَرْأَةَ خُلِقَتْ مِن ضِلَعٍ، وإنَّ أعْوَجَ شَيءٍ في الضِّلَعِ أعْلاهُ، فإنْ ذَهَبْتَ تُقِيمُهُ كَسَرْتَهُ، وإنْ تَرَكْتَهُ لَمْ يَزَلْ أعْوَجَ، فاسْتَوْصُوا بالنِّساءِ)،[٣]

ففي هذا الحديث الشريف يوجّه النبي صلى الله عليه وسلم الأزواج، والأبناء، والآباء، والأخوة، وغيرهم، بقبول هذه الوصية التي يوصيهم بها؛ وهيالإحسان إلى النساء، وعدم ظلمهنّ، وإعطائهنّ حقوقهنّ، وتوجيههنّ إلى كل خير، وهذا هو واجب على الجميع، ثم انتقل -عليه الصلاة والسلام- بعد الوصية إلى بيان طبيعة خلقهنّ؛ ليكون ذلك أدعى بالأخذ بالوصية والعمل بها.[٤]

فقال: (فإن المرأة خلقت من ضلع، وإن أعوج شيء في الضلع أعلاه)، أي أن في خلقهن عوجاً وضعفاً من أصل الخلقة، فكأنهن خلقن من أصل معوج، ووصفها بذلك للتأكيد والمبالغة في وصف الاعوجاج، وقوله: (فإن ذهبت تقيمه كسرته، وإن تركته لم يزل أعوج)؛ أي إذا أردت أن تقيم الضلع وتجعله مستقيماً كسرته، وكذلك المرأة إذا أردت منها الاستقامة التامة، وأن تترك اعوجاجها كسرتها؛ وأدى ذلك إلى الفراق؛ فكسرها يعني طلاقها.[٥]

وإن تركت الضلع يبقى على اعوجاجه، وكذلك المرأة، فستبقى على طبيعتها وأصل خلقتها، فإنه لا سبيل إلا الصبر والإحسان للمرأة، وحسن معاشرتها، فقال تعالى: (فَإِنْ كَرِهْتُمُوهُنَّ فَعَسَى أَنْ تَكْرَهُوا شَيْئًا وَيَجْعَلَ اللَّهُ فِيهِ خَيْرًا كَثِيرًا).[٦]

الخطبة الثانية

الحمد لله على إحسانه والشكر له على توفيقه وامتنانه، أحمده -سبحانه وتعالى- فهو المستحق للحمد والثناء، وأصلي وأسلم على سيدنا رسول الله وعلى آله وصحبه، أيها المسلمون والمسلمات إن هذه الوصية النبوية تشتمل على عدة أمور في الإحسان للنساء أيضاً، منها:[٧]

  • إعطاء المرأة حقها من الميراث، وعدم حرمانها منه وتفضيل الذكور على الإناث بالوصية لهم، وتوزيع الميراث بما يخالف الشريعة الإسلامية.
  • عدم التعدي على حق المرأة بالمهر، وإعطائها إياه، فهو ملك لها وحق من حقوقها.
  • عدم رفض من يأتي بخطبة المرأة إذا كان كفؤاً صاحب الخلق والدين.

الدعاء

اللهم ألِّف بين قلوب المسلمين على الحق يا أرحم الراحمين، اللهم أصلح ذات بينهم واهدهم سبل السلام وانصرهم على عدوك وعدوهم يا قوي يا عزيز، اللهم انصر دينك وكتابك وسنَّة نبيك يا قوي يا عزيز، اللهم أحسن عاقبتنا في الأمور كلها، وأجرنا من خزي الدنيا وعذاب الآخرة، يا حي يا قيوم برحمتك نستغيث أصلح لنا شأننا كله، اللهم أعذنا من شرور أنفسنا ومن سيئات أعمالنا، وأعذنا من شر كل ذي شرٍ يا رب العالمين.

عباد الله، إن الله يأمر بالعدل والإحسان وإيتاء ذي القربى وينهى عن الفحشاء والمنكر والبغي يعظكم لعلكم تذكرون، فاذكروا الله العظيم يذكركم، واشكروه على نعمه يزدكم، ولذكر الله أكبر، والله يعلم ما تصنعون، وأقم الصلاة.

المراجع

  1. سورة آل عمران، آية:102
  2. سورة النساء، آية:1
  3. رواه البخاري، في صحيح البخاري، عن أبي هريرة، الصفحة أو الرقم:3331، صحيح.
  4. "شرح حديث أبي هريرة: "استوصوا بالنساء خيرًا" "، طريق الإسلام، اطّلع عليه بتاريخ 20/4/2022. بتصرّف.
  5. "شروح الأحاديث"، الدرر السنية، اطّلع عليه بتاريخ 20/4/2022. بتصرّف.
  6. سورة النساء، آية:19
  7. "استوصوا بالنساء خيرا"، إسلام ويب، اطّلع عليه بتاريخ 20/4/2022. بتصرّف.
3821 مشاهدة
للأعلى للسفل
×