خطبة عيد الفطر قصيرة ومؤثرة

كتابة:
خطبة عيد الفطر قصيرة ومؤثرة

مقدمة الخطبة

الحَمْدُ للهِ، الحَمْدُ للهِ كَثِيراً، وَسُبْحَانَ اللهِ بُكْرَةً وًأَصِيلَاً، وَاللهُ أَكْبَرُ كَبِيرَاً، الله أكبر، الله أكبر، الله أكبر، الله أكبر، الله أكبر، الله أكبر، الله أكبر، لا إله إلا الله، الله أكبر الله، أكبر، ولله الحمد، اللهُ أَكْبَرُ كُلَّمَا صَلَّى مُؤْمِنٌ وَأَنَابَ، اللهُ أَكْبَرُ كُلَّمَا رَجَعَ مُذْنِبٌ وَتَابَ، اللهُ أَكْبَرُ كُلَّمَا عَادَ العِيدُ وَآبَ، اللهُ أَكْبَرُ عَدَدَ مَا كَبَّرَ الـمُكَبِّرُونَ، اللهُ أَكْبَرُ عَدَدَ مَا اِسْتَغْفَرَ الـمُسْتَغْفِرُونَ، الله أكبر كلما صام الصائمون، كبّروا الله على ما هداكم لعلكم تشكرون، وسبّحوه بكرةً وأصيلاً.[١]


الوصية بتقوى الله

عباد الله، اتقوا الله ربكم، واعرفوا نعمته عليكم بهذا العيد السعيد، فإنه اليوم الذي توجّ الله به شهر الصيام، وافتتح به أشهر الحج إلى بيته الحرام، وأجزل فيه للصائمين والقائمين جوائز البر والإكرام، فقال ربكم: (يَا أَيُّهَا النَّاسُ اتَّقُوا رَبَّكُمْ إِنَّ زَلْزَلَةَ السَّاعَةِ شَيْءٌ عَظِيمٌ* يَوْمَ تَرَوْنَهَا تَذْهَلُ كُلُّ مُرْضِعَةٍ عَمَّا أَرْضَعَتْ وَتَضَعُ كُلُّ ذَاتِ حَمْلٍ حَمْلَهَا وَتَرَى النَّاسَ سُكَارَى وَمَا هُم بِسُكَارَى وَلَـكِنَّ عَذَابَ اللَّـهِ شَدِيدٌ).[٢][٣]


الخطبة الأولى

عباد الله؛ اعلموا أن هذا اليوم هو يومُ عيدٍ لنا نحن معاشر المُسلمين، ختم الله به شهر الصيام، وافتتح به شهر الحج إلى بيته الحرام، وأحل الله -تعالى- فيه الطعام، وحرّم فيه الصيام، فتوجهوا إلى ربكم بالاستغفار، وطلب حوائجكم منه، فقد قيل: لا كبير مع استغفار، ولا صغير مع إصرار، عيد امتلأت القلوب به فرحاً وسروراً، وازدانت به الأرض بهجة ونوراً؛ لأنه اليوم الذي يخرج فيه المسلمون إلى مصلاهم لربهم حامدين معظمين، وبنعمته بإتمام الصيام والقيام مغتبطين، ولخيره وثوابه متمنّين.[٤]


واعلموا أنه لا يُعينكم ويُنقذكم من القبر وظُلمته وضيقه ووحشته إلا العمل الصالح، واحذروا مما حذركم الله ورسوله منه في اليوم الذي يجمع الله فيه الأولين والآخرين، ويضع فيه الموازين، فمن ثقلت فقد نجح، ومن خفت فقد خسر، قال -تعالى-: (وَوُضِعَ الْكِتَابُ فَتَرَى الْمُجْرِمِينَ مُشْفِقِينَ مِمَّا فِيهِ وَيَقُولُونَ يَا وَيْلَتَنَا مَالِ هَذَا الْكِتَابِ لا يُغَادِرُ صَغِيرَةً ولا كَبِيرَةً إلا أَحْصَاهَا وَوَجَدُوا مَا عَمِلُوا حَاضِرًا ولا يَظْلِمُ رَبُّكَ أَحَداً)،[٥] فلنقدّم طاعة الله على هوانا ودُنيانا.[٤]



اعلموا عباد الله أن الله شرع لنا ثلاثةٌ من الأعياد، عيد الأسبوع وهو يوم الجُمعة، وعيد الفطر، وعيد الأضحى أو عيد النحر، فنشكر ربنا على نعمة هذا الدين، فهو دين الحق والعدل والإحسان، فنتمسك به، ونسلك هديه؛ لنهتدي ونسعد، لقوله -تعالى-: (فَإِمَّا يَأْتِيَنَّكُمْ مِنِّي هُدًى فَمَنِ اتَّبَعَ هُدَايَ فَلَا يَضِلُّ وَلَا يَشْقَى)،[٦] واعلموا أن هذا اليوم فُرصةٌ لنتآلف ونتناصح ونتعاون على الحق، ونبتعد عمّا يُفرق بيننا، ونُعالج أمراضنا الاجتماعيّة، ونوجه النية الخالصة لله -تعالى- في إصلاح ديننا ومُجتمعنا؛ لننال بذلك الفلاح والنجاح في الدُنيا والآخرة.[٧]


وللصائم فيما مضى فرحتان يفرحهُما، فيفرح الإنسان بفطره، ويفرح باتباع طاعة الله ورسوله، يقول الشاعر:[٨]

وَلَسْتُ أَرَى السَّعَادَةَ جَمْعَ مَالٍ

وَلَكِنَّ التَّقِيَّ هُوَ السَّعِيدُ


فَتَقْوَى اللَّهِ خَيْرُ الزَّادِ ذُخْرًا

وَعِنْدَ اللَّهِ لِلْأَتْقَى مَزِيدُ


ويسعى الإنسان في تكبيره في هذا اليوم إلى التكبير بلسانه وقلبه، وتتصافح فيه القلوب مع الأيدي، فنفرح بعيدنا عندما نتعاطف ونتراحم، فالمؤمنون في توادهم كالجسد الواحد، وتنشرح صدورنا في هذا اليوم بصلاتنا، وطاعتنا، واستقامتنا، ولا ننسى في هذا اليوم صلة أرحامنا؛ فهي دليلٌ على كمال الإيمان، وسببٌ للبسط في العُمر والرزق؛ لِقول النبيّ -عليه الصلاةُ والسلام-: (مَن سَرَّهُ أنْ يُبْسَطَ له في رِزْقِهِ، أوْ يُنْسَأَ له في أثَرِهِ، فَلْيَصِلْ رَحِمَهُ).[٩][٨]


وقد أمرنا الله بإصلاح ذات بيننا وبالتسامح في هذا اليوم خاصّة، وفي سائر أيامنا بشكلٍ عام، ويحرص المُسلم في هذا اليوم على إدخال السرور على أهل بيته، فالعيد منُاسبةٌ لتصفية القُلوب، ونقاء الخواطر، فلا يحلُ للمُسلم أن يهجر أخاه المُسلم، وخيرُهما الذي يبدأ بالسلام، فلنغتنم العيد لنجدد المحبة والمُسامحة بيننا، ونُزيل ما علق بقلوبنا من العتب والهُجران لبعضنا، وأقول ما سمعتم وأستغفر الله لي ولكم، فاستغفروه إنه هو الغفور الرحيم.[٨]


الخطبة الثانية

الله أكبر، الله أكبر، الله أكبر، الله أكبر، الله أكبر، الله أكبر، الله أكبر، ولله الحمد، الحمد لله الذي استحمد بفضله، ورضي الحمد شكراً من خلقه، نحمده ونستعينه ونؤمن به ونتوكل عليه، ونشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له ونشهد أن محمدا عبده ورسوله.


عباد الله، في هذا اليوم يستذكر المُسلم إخوانه المُسلمين الذين يقعون تحت احتلال أعداء الدين، فنستبشر في هذا اليوم بزوال طُغيانهم، وزوال فرحهم الذي وعدنا الله به بقوله: (فَلَمَّا نَسُوا مَا ذُكِّرُوا بِهِ فَتَحْنَا عَلَيْهِمْ أَبْوَابَ كُلِّ شَيْءٍ حَتَّى إِذَا فَرِحُوا بِمَا أُوتُوا أَخَذْنَاهُمْ بَغْتَةً فَإِذَا هُمْ مُبْلِسُونَ)،[١٠] فعيدُنا الحقيقيّ بتحرير بلاد المُسلمين، عيدُنا يوم أن نتحرر من شهواتنا وملذاتنا، عيدُنا يوم أن نُحرر قُلوبنا من الكذب، والنِفاق، والبغضاء، والشحناء.[٨]


عيدُنا يوم يأخذ المظلوم حقه ممن ظلمه، عباد الله، اجعلوا عيدكم يوم فرح، واتّفاق، وسعادة، وحب، وتسامح، وتواد، وتعاون، وصلة، والتخلُّق بأخلاق الإسلام،[٨] ولنحرص في هذا اليوم على الإكثار من الدُعاء بأن يتقبل الله صيامنا، وقيامنا، وسائر عباداتنا التي قدّمناها في شهر رمضان، ولنحافظ على الاستمرار بالأعمال الصالحة والتوبة بعد رمضان، فنسأل الله أن نكون من المقبولين، ثُمّ صلوا على خير الورى رسول الله صلى الله عليه وسلم وعلى آله وصحبه أجمعين.[١١]


الدعاء

  • اللهم اجعلنا في شهر رمضان من المقبولين المعتوقين.
  • اللهم أصلح لنا ديننا الذي هو عصمة أمرنا، وأصلح لنا دنيانا التي فيها معاشنا، وأصلح لنا آخرتنا التي إليها معادنا.
  • اللهم لا تجعل الدنيا أكبر همنا ولا مبلغ علمنا، ولا تجعل مصيبتنا في ديننا.
  • اللهم اشف مرضانا، وارحم موتانا.
  • اللهم إنا نسألك فواتح الخير.
  • اللهم اغفر لنا ذُنوبنا، وكفّر عنّا سيّئاتنا.[١١]


عباد الله، إنّ الله يأمر بالعدل والإحسان وإيتاء ذي القربى، وينهى عن الفحشاء والمنكر والبغي، يعظكم لعلكم تذكّرون، وأقول قولي هذا وأستغفر الله العظيم لي ولكم فاستغفروه إنّه هو الغفور الرحيم.

المراجع

  1. عبد الله اليابس (11-5-2021)، "خطبة عيد الفطر 1442"، ملتقى الخطباء، اطّلع عليه بتاريخ 18/8/2021. بتصرّف.
  2. سورة الحج، آية:1-2
  3. محمد العثيمين (1988)، الضياء اللامع من الخطب الجوامع (الطبعة 1)، صفحة 182، جزء 2. بتصرّف.
  4. ^ أ ب أحمد صفوت، جمهرة خطب العرب في عصور العربية الزاهرة، بيروت:المكتبة العلمية، صفحة 123-124، جزء 3. بتصرّف.
  5. سورة الكهف، آية:49
  6. سورة طه، آية:123
  7. محمد العثيمين (1988)، الضياء اللامع من الخطب الجوامع (الطبعة 1)، صفحة 182-184، جزء 2. بتصرّف.
  8. ^ أ ب ت ث ج ياسر الحوري (5-7-2016)، "خطبة عيد الفطر (العيد الذي يتمناه كل مسلم)"، الألوكة، اطّلع عليه بتاريخ 18/8/2021. بتصرّف.
  9. رواه البخاري، في صحيح البخاري، عن أنس بن مالك، الصفحة أو الرقم:2067، صحيح.
  10. سورة الأنعام، آية:44
  11. ^ أ ب محمد الفزيع، "خطبة عيد الفطر لعام 1430 جائزة الصائمين"، صيد الفوائد، اطّلع عليه بتاريخ 18/8/2021. بتصرّف.
8405 مشاهدة
للأعلى للسفل
×