خطوات في الطريق إلى الله

كتابة:

خطوات في الطريق إلى الله

إن التزام المرء تعالم دينه وأوامر ربه -عز وجل- من أعظم ما ينشأ عليه، فعن أبي هريرة -رضي الله عنه- عن النبي -صلى الله عليه وسلم- قال: (سَبْعَةٌ يُظِلُّهُمُ اللَّهُ في ظِلِّهِ، يَومَ لا ظِلَّ إلَّا ظِلُّهُ: الإمَامُ العَادِلُ، وشَابٌّ نَشَأَ في عِبَادَةِ رَبِّهِ، ورَجُلٌ قَلْبُهُ مُعَلَّقٌ في المَسَاجِدِ، ورَجُلَانِ تَحَابَّا في اللَّهِ اجْتَمعا عليه وتَفَرَّقَا عليه، ورَجُلٌ طَلَبَتْهُ امْرَأَةٌ ذَاتُ مَنْصِبٍ وجَمَالٍ، فَقَالَ: إنِّي أخَافُ اللَّهَ، ورَجُلٌ تَصَدَّقَ، أخْفَى حتَّى لا تَعْلَمَ شِمَالُهُ ما تُنْفِقُ يَمِينُهُ، ورَجُلٌ ذَكَرَ اللَّهَ خَالِيًا فَفَاضَتْ عَيْنَاهُ).[١]


فنشوء الشاب على طاعة الله -عز وجل- وصحبته الصالحة والتزامه أوامر الله -عز وجل- واجتنابه نواهيه من أعظم موجبات القرب من الله -عز وجل- والمكانة العظيمة عند الله وبين الناس.


فعن أبي هريرة -رضي الله عنه- عن النبي -صلى الله عليه وسلم- قال: (إِذَا أحَبَّ اللَّهُ العَبْدَ نَادَى جِبْرِيلَ: إنَّ اللَّهَ يُحِبُّ فُلَانًا فأحْبِبْهُ، فيُحِبُّهُ جِبْرِيلُ، فيُنَادِي جِبْرِيلُ في أهْلِ السَّمَاءِ: إنَّ اللَّهَ يُحِبُّ فُلَانًا فأحِبُّوهُ، فيُحِبُّهُ أهْلُ السَّمَاءِ، ثُمَّ يُوضَعُ له القَبُولُ في الأرْضِ).[٢]


الصحبة الصالحة وأثرها في الالتزام

إن للصحبة تأثيراً عظيماً على النفس الإنسانية، في تأثيرها أو إغوائها والوقوع بها في ظلمات المعاصي والذنوب، فكم من عاصٍ كان عذره -الذي لا يُبرر له معصيته- أن الصحبة هي التي أغوته، وكم من صاحب كان عوناً لصاحبه على ملذات الدنيا وفتنها.[٣]


وقد نهانا الله عز وجل عن مجالسة واتباع من كان ضالّاً مُضِلّا، قال -تعالى-: (وَلا تُطِع مَن أَغفَلنا قَلبَهُ عَن ذِكرِنا وَاتَّبَعَ هَواهُ وَكانَ أَمرُهُ فُرُطًا)،[٤] فينبغي على الإنسان إحسان اختيار الصحبة، فكما أن الشريعة الإسلامية تحذر من رفاق السوء فهي كذلك تحبب في الصحبة الصالحة وتشجع عليها.[٥]


ومن أعظم توجيهات النبي -صلى الله عليه وسلم- في ذلك، الحديث الذي رواه أبو هريرة عن النبي -صلى الله عليه وسلم- قال: (الرجلُ على دينِ خليلِه فلينظرْ أحدُكم من يُخالِلُ).[٦]


مجالسة أهل العلم وسماع دروسهم

لأهل العلم كلام يلامس القلب ويرقّقه ويداوي الفؤاد بإذن الله، فهم ورثة الأنبياء، وهم الدرع الحصين لهذه الشريعة التي توعد الله بحفظها، فمجالستهم هي استقاء من مناهل العلم والأدب،[٧] وكان السلف يحرصون على مجالسة أهل العلم بل والبقاء معهم قدر الإمكان والمستطاع.[٨]


ويكفي المؤمن فخراً أن يُجالس من هم على علم ونور فيُلازم أهل العلم والأدب، وفي فضل هذه المجالسة حديث عن أبي موسى الأشعري -رضي الله عنه- عن النبي -صلى الله عليه وسلم- قال: (مَثَلُ الجَلِيسِ الصَّالِحِ والسَّوْءِ، كَحامِلِ المِسْكِ ونافِخِ الكِيرِ، فَحامِلُ المِسْكِ: إمَّا أنْ يُحْذِيَكَ، وإمَّا أنْ تَبْتاعَ منه، وإمَّا أنْ تَجِدَ منه رِيحًا طَيِّبَةً، ونافِخُ الكِيرِ: إمَّا أنْ يُحْرِقَ ثِيابَكَ، وإمَّا أنْ تَجِدَ رِيحًا خَبِيثَةً).[٩]


المراجع

  1. رواه البخاري، في صحيح البخاري، عن أبي هريرة، الصفحة أو الرقم:660، صحيح.
  2. رواه البخاري، في صحيح البخاري، عن أبي هريرة، الصفحة أو الرقم:3209، صحيح.
  3. ليلى عطار، آراء ابن الجوزي التربوية، صفحة 181. بتصرّف.
  4. سورة الكهف، آية:28
  5. راغب السرجاني، دروس الدكتور راغب السرجاني، صفحة 20. بتصرّف.
  6. رواه الألباني، في صحيح أبي داوود، عن أبي هريرة، الصفحة أو الرقم: 4833، حسن.
  7. عائض القرني، دروس الشيخ عائض القرني، صفحة 29. بتصرّف.
  8. علي القرني، دروس للشيخ علي القرني، صفحة 10. بتصرّف.
  9. رواه البخاري، في صحيح البخاري، عن أبي موسى الأشعري، الصفحة أو الرقم:5534، صحيح.
6501 مشاهدة
للأعلى للسفل
×