خطوات للتعايش مع الأمراض المزمنة

كتابة:
خطوات للتعايش مع الأمراض المزمنة

الأمراض المزمنة

تعرف الأمراض المزمنة (Chronic diseases) بأنها الحالات المرضية التي تستمر مدّة عام واحد أو أكثر، وقد يستمر بعضها مدى الحياة، وتتطلب هذه الأمراض عنايةً طبيةً خاصةً ومستمرةً، وغالبًا ما تؤثر في حياة المصاب، وتحدّ من ممارسة أنشطة الحياة اليومية، ويوجد العديد من الأمراض المزمنة، مثل: أمراض القلب، والسرطان، والسكري، ومرض الزهايمر والخرف، إضافةً إلى التهاب المفاصل، والربو، ومرض الإيدز، واضطرابات المزاج، مثل: الاكتئاب، واضطراب ثنائي القطب، وغيرها الكثير،[١][٢] وفي هذا المقال توضيح لبعض التدابير المساعدة على التعايش مع هذا النوع من الأمراض.


ما خطوات التعايش مع الأمراض المزمنة؟

غالبًا ما يكون يوم تشخيص المرض المزمن اعتقادًا لبداية حياة أكثر صعوبةً عند العديد من الأشخاص، لكن من جهة أخرى يستطيع الكثيرون تجاوز هذه الأفكار السلبية والتأقلم مع فكرة أن المرض سيستمر مدى الحياة، فيختارون التعايش معه، وإكمال الحياة -الجديدة- بإيجابية، ويمكن اتباع الخطوات الآتية للمساعدة على التأقلم والتعايش مع الأمراض المزمنة:[٣][٤]

  • طلب ​​الدعم والمساعدة: فوجود شخص أو عدّة أشخاص إلى جانب المريض يمنحه الثقة والراحة، ويساعده على التأقلم والتعايش، كما تمّ إنشاء العديد من مجموعات الدعم التي تُقدّم الدعم المعنوي والمساعدة للمصابين بالعديد من الأمراض المزمنة، والتي يمكن إيجادها عبر الإنترنت.
  • ممارسة التمارين الرياضية: تُساعد التمارين الرياضية بأنواعها المتعددة على تحسين المزاج، وتحسين النوم، كما أنّها مفيدة للإدراك العقلي، إضافةً إلى دعم القوة العضلية والجسدية للفرد، ويُنصح بممارسة الرياضة في الهواء الطلق؛ إذ لوحظَ أنّ الأشخاص الذين يمارسون الرياضة في الهواء الطلق لديهم شعور أكبر بالحيوية، والطاقة، والتفكير الإيجابي.
  • ممارسة الهوايات: تُعد العودة إلى ممارسة الهوايات المفضلة ومتابعة الشغف والحماس سواء كان ذلك في الأعمال الخشبية، أم الموسيقى، أم الكتابة، أم التطوع، أم غيرها من الهوايات والأنشطة المفضلة مفتاحًا رئيسًا للتأقلم مع الحياة الجديدة، والتعايش والتكيّف مع الوضع الصحي الجديد.
  • تعلّم المزيد عن المرض: فالتعرّف على طبيعة المرض ومتطلبات الرعاية الطبية الخاصة به وكيفية التعايش والتأقلم معه يُساعد على تقبّل المرض، والتكيف والتعايش معه بسهولة أكبر مما لو بقيت المعلومات الخاصة به مجهولةً.
  • تحديد الأهداف: إنّ ممارسة أسلوب حياة يوميّ واختيار سلوكيات محددة لتحقيق هدف ما يمكن أن يُعّزز الصحة الجسدية والنفسية، ويؤدي إلى تحسين الثقة بالذات، والاستعداد الدائم لمعالجة الهدف التالي، فوضع أهداف قصيرة المدى أو طويلة المدى يُساعد في تقبل الحياة الجديدة، وزرع مشاعر الرضا والراحة في النفس.
  • قوة القبول: فقبول المرض المزمن لن يجعله يزول، لكنّه يُزيل نسبةً من المعاناة التي تنشأ من النضال ضد المرض.
  • التفكير الإيجابي: فغالبًا ما تُرافق المدّة الأولى من تشخيص المرض المزمن المشاعر السلبية والإحباط والقلق، لكن محاولة تحويل هذه الأفكار إلى أفكار إيجابية تدعم النفس وتساعدها على التأقلم تُعدّ خطوةً مهمةً في طريق الحياة الجديدة، وتجدر الإشارة إلى ضرورة عدم القلق في كيفية ممارسة الرعاية العلاجية الخاصة بالمرض، إذ توجد برامج تعليمية خاصة للتعامل مع كل شيء يخص المرض، سواء كان اختبار مستوى سكر الدم، أم استخدام جهاز الاستنشاق، أم ممارسة تمارين إعادة التأهيل بعد الجراحة.
  • الشعور بالامتنان: تُعدّ الإصابة بالسرطان أو أي مرض مزمن آخر نكسةً كبيرةً في الحياة، وقد يكون من الصعب رؤية الإيجابيات في ذلك الوقت، ومع ذلك يمكن أن يكون هذا هو الوقت المناسب للامتنان، ليس لما حدث لكن لما لم يحدث، ولجميع الأشياء الأخرى المتوفرة للمريض، كوجود الأهل الأصدقاء حوله، والضحك مع الأطفال، وإمكانية استمراره في الحياة، وغيرها الكثير من الأشياء التي تستحق الامتنان؛ إذ يساعد الامتنان على رؤية الوضع الجديد من زاوية أخرى.
  • مساعدة الآخرين: قد يكون من الصعب على المرضى المصابين بالأمراض المزمنة التفكير في الآخرين، لكن تمّ إثبات أن العطاء وتقديم المساعدة للآخرين يمكن أن يُحسّن نظرة الفرد إلى نفسه ووضعه وحياته، وحتّى إلى مرضه.
  • ممارسة الحياة الاجتماعية: غالبًا ما يميل الأشخاص الذين يُعانون من الأمراض المزمنة إلى الانعزال وتجنّب التجمعات، لكن ممارسة الحياة الاجتماعية والخروج مع الأصدقاء ومقابلة الآخرين أمور قد تؤدي دورًا مهمًا في عملية التكيّف والتعايش مع المرض.
  • ممارسة نمط حياة صحي: مع المرض المزمن تكون صحة المريض وجسمه أكثر ضعفًا بقليل مما كانت عليه سابقًا، فيجب على المصابين بالأمراض المزمنة أن يكونوا أكثر حذرًا ودرايةً في كيفية التعامل مع أجسامهم، إذ يجب البدء بإجراء بعض التغييرات في نمط الحياة السابق، واتباع نمط حياة صحي ومتوازن، الأمر الذي يساعد على تحسين جودة الحياة، فعلى الرغم من أنّ ذلك لا يُعالج المرَض إلا أنّه يُحسِّن صحة الأشخاص المُصابين، ويمكن اتباع هذه التغييرات الصحية لكسب حياة أكثر صحّةً:
    • تجنّب نمط الحياة الكسول، والبقاء مدّةً طويلةً في السرير أو داخل المنزل.
    • الحصول على قسطٍ كافٍ من النوم.
    • اتباع نظام غذائي صحي ومتوازن.
    • ممارسة التمارين الرياضية.
    • الإقلاع عن التدخين.
    • تجنّب تعاطي المخدرات.


ما تأثير الأمراض المزمنة في حياة الشخص؟

تمتلك غالبية الأمراض المزمنة القدرة على التأثير في حياة المصاب بنسبة كبيرة، من حيث أعراض المرض التي يعاني منها المصاب، والحدّ من قدرته على العيش بصورة طبيعيّة، إضافةً إلى العديد من التأثيرات السلبية العديدة، يُذكر منها ما يأتي:[٥][٦]

  • الأعراض المتعلقة بالمرض: غالبًا ما يشتكي الأشخاص المصابون بالأمراض المزمنة من الأعراض غير المرئية، مثل: الألم، والتعب الجسدي، واضطرابات المزاج، وقد يُصبح الألم والإرهاق جزءًا متكررًا من يومهم.
  • التغيّرات المظهرية: فقد يتسبب المرض المزمن بإحداث تغيّرات جسدية عديدة في مظهر المريض.
  • الانعزال: فنتيجة التغيرات الصحية والنفسية والجسدية التي تطرأ على المريض يميل عادةً إلى الانعزال وترك حياته الاجتماعية.
  • القدرة على العمل: يمكن أن يؤثر المرض المزمن في قدرة الفرد على العمل، مما قد يؤدي إلى تغيير أنشطة العمل، أو تغيير بيئة العمل كاملةً، وتترتب على ذلك الأعباء النفسية والمادية.
  • التكاليف المادية: إذ يحتاج المرض المزمن إلى الرعاية الصحية الخاصة والمستمرة، بما في ذلك الأدوية الطبية، والفحوصات الدورية، والمراجعات الطبية المستمرة، إضافةً إلى احتياج بعض المرضى إلى أجهزة وأدوات طبية خاصة، فتترتب على المريض وعائلته تكاليف مادية كبيرة.
  • التأثيرات النفسية: الوضع الصحي المستجد والحياة الجديدة وتغيّراتها، إضافةً إلى فقدان العديد من القدرات العملية التي كان يمتلكها المريض سابقًا، وفقدان قدرته على العودة لممارسة الأنشطة والأعمال السابقة، جميع هذه المستجدّات تؤدي إلى تحويل الصورة الذاتية الإيجابية إلى صورة سلبية، وسيطرة الأفكار السلبية على حياته، وتُساهم في حدوث اضطرابات المزاج، مثل الاكتئاب والقلق على حياتهم، كما يميل الكثيرون من المرضى إلى مقارنة وضعهم الصحي بصحة المرضى الآخرين الذين يتمتعون بصحة أفضل أو نمط حياة أفضل، وإضافةً إلى التأثيرات النفسية عند المريض يؤثر المرض المزمن في باقي أفراد العائلة، لا سيّما في المرحلة الأولى من التشخيص؛ وذلك بسبب التغيّرات الجديدة، والحالة النفسية السلبية للمريض.


المراجع

  1. "About Chronic Diseases", cdc, Retrieved 2020-7-24. Edited.
  2. "Living with a chronic illness - dealing with feelings", medlineplus, Retrieved 2020-7-24. Edited.
  3. "7 Ways I Adjusted to Chronic Illness and Got On with My Life", healthline, Retrieved 2020-7-24. Edited.
  4. "Living the best life you can with a chronic illness", rogelcancercenter, Retrieved 2020-7-24. Edited.
  5. "Chronic Illness ", clevelandclinic, Retrieved 2020-7-24. Edited.
  6. "Quality of Life in Chronic Disease Patients", ncbi, Retrieved 2020-7-24. Edited.
4318 مشاهدة
للأعلى للسفل
×