خطورة سب الصحابة

كتابة:
خطورة سب الصحابة
تعد منزلة الصحابة الكرام مركزاً أساسياً في الدين الإسلامي؛ وذلك لأنهم نقلوا الشريعة الإسلامية بأدق فرعياتها وجزئياتها، فهم حماة الدين وسياجه، وبالرغم من عظيم قدر الصحابة -رضي الله عنهم-، إلا أن هناك كثيراً من المسلمين لا يكاد يعرف عنهم إلا أنهم رأوا النبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ ولازموه، وهذا عظيم، لكنه لا يفي بالغرض، فالإيمان لا يصح للعبد إلا إذا اعتقد أن الصحابة كلهم عدول ثقات، بل إن رب العزة أثنى عليهم في كتابه إجمالاً وتفصيلاً، وليس هناك أعظم من تزكية الله -جل وعلاـ لهم، قال الله تعالى: (لَّقَدْ رَضِيَ اللَّـهُ عَنِ الْمُؤْمِنِينَ إِذْ يُبَايِعُونَكَ تَحْتَ الشَّجَرَةِ)،[١] وكذلك أثنى عليهم النبي بقوله: (لا يَدْخُلُ النارَ أحدٌ ممَن بايعَ تحتَ الشجرةِ)،[٢] فالإيمان بهم واجب، وانتقاصهم جرم عظيم سنوضحه في هذا المقال بإذن الله تعالى.[٣]


خطورة سب الصحابة

إن سبّ الصحابة الكرام جرم عظيم، وإثم كبير، قد يصل بالإنسان إلى حد الكفر والعياذ بالله، وذلك لما يعتري مقام الصحابي في الدين الإسلامي، فسب الصحابة رضي الله عنهم تكذيب للقرآن الكريم، إذ إن الله عز وجل أثنى عليهم، فكيف يثني الله عز وجل على أشخاص يستحقون السب والشتام؟ وقد ورد النهي عن سبّ الصحابة ـ رضي الله عنهم ـ في كثير من الأحاديث، كما في الحديث الصحيح: (لا تَسُبُّوا أصْحابِي، لا تَسُبُّوا أصْحابِي، فَوالذي نَفْسِي بيَدِهِ لو أنَّ أحَدَكُمْ أنْفَقَ مِثْلَ أُحُدٍ ذَهَبًا، ما أدْرَكَ مُدَّ أحَدِهِمْ، ولا نَصِيفَهُ)،[٤] وكذلك فإن سبّ الصحابة الكرام جالب لسخط الله تعالى ولعنته، كما جاء في الحديث الشريف: (لعنَ اللهُ منْ سبَّ أصحابِي)،[٥] واللعن هو الطرد من رحمة الله تعالى، فأي ذنب أعظم من الطرد من رحمة الله؟[٦][٧]


واجب المسلمين تجاه الصحابة الكرام

يمكن أن نجمل واجب الفرد المسلم تجاه الصحابة في عدة أمور، أبرزها:


حب الصحابة الكرام

أمر الله جل وعلا في كتابه العزيز التابعين الذين جاؤوا من بعد الصحابة الكرام بحبّهم، وعدم بغضهم، فقال جلّ وعلا: (وَالَّذِينَ جَاءُوا مِن بَعْدِهِمْ يَقُولُونَ رَبَّنَا اغْفِرْ لَنَا وَلِإِخْوَانِنَا الَّذِينَ سَبَقُونَا بِالْإِيمَانِ وَلَا تَجْعَلْ فِي قُلُوبِنَا غِلًّا لِّلَّذِينَ آمَنُوا رَبَّنَا إِنَّكَ رَءُوفٌ رَّحِيمٌ)،[٨] وكذلك فإن النبي صلى الله عليه وسلم أمر بحبّ الأنصار، وجعل بُغضهم نفاق، فقال كما في حديث أنس: (آيَةُ الإيمانِ حُبُّ الأنْصارِ، وآيَةُ النِّفاقِ بُغْضُ الأنْصارِ).[٩][٣]


الترحم عليهم والترضي عنهم

فالترحم على الصحابة والترضي عنهم هي من صفات المؤمنين، ولذلك جعل الله عز وجل علامة الأخوة في الدين الاستغفار لهم، كما في قوله: (رَبَّنَا اغْفِرْ لَنَا وَلِإِخْوَانِنَا الَّذِينَ سَبَقُونَا بِالْإِيمَانِ)،[٩] وكذلك فإن الترضّي عنهم هو من باب التصديق بخبر الله تعالى: (رَّضِيَ اللَّـهُ عَنْهُمْ وَرَضُوا عَنْهُ).[١٠][٣]


الكف عن الكلام في الفتن والمساوئ التي وقعت بينهم

لا ريب أن حفظ اللسان عن أعراض المسلمين عموماً هو مطلب شرعي، وخلق إسلامي عظيم، فكيف إذا كان مع أعظم رجالات الإسلام، فهو أولى وأحرى، وفي المقابل فإن الوقيعة في أعراضهم من أعظم الجرم والإثم؛ وعليه فإن التعرض لما وقع بينهم من فتن سوف يؤدي للوقوع فيهم؛ ولهذا كثر كلام الأئمة في كفّ الألسن عما بينهم، فذلك أسلم، والله أعلم.[٣]

المراجع

  1. سورة الفتح، آية:18
  2. رواه الألباني، في صحيح أبي داوود، عن جابر بن عبد الله، الصفحة أو الرقم:4653، صحيح.
  3. ^ أ ب ت ث محمد حسن عبد الغفار، كتاب شرح مختصر الصارم المسلول، صفحة 2. بتصرّف.
  4. رواه مسلم، في صحيح مسلم، عن أبو هريرة، الصفحة أو الرقم:2540، صحيح.
  5. رواه السيوطي، في الجامع الصغير، عن ابن عمر، الصفحة أو الرقم:7260، صحيح.
  6. الشيخ ندا أبو أحمد، "سب الصحابة رضي الله عنهم"، الألوكة، اطّلع عليه بتاريخ 18/1/2022. بتصرّف.
  7. إسلام ويب، "حكم من سب الصحابة"، إسلام ويب، اطّلع عليه بتاريخ 18/1/2022. بتصرّف.
  8. سورة الحشر، آية:10
  9. ^ أ ب رواه البخاري، في صحيح البخاري، عن أنس بن مالك، الصفحة أو الرقم:3784، صحيح.
  10. سورة البينة، آية:8
2810 مشاهدة
للأعلى للسفل
×