خطورة فيتامين د

كتابة:

فيتامين د

يُعدّ فيتامين (د) في الحقيقة سابقًا هرمونيًّا وليس فيتامينًا، إذ تُعرَف الفيتامينات بأنَّها مواد غذائية يُحصَل عليها من الطعام ولا يستطيع جسم الإنسان تصنيعها، على عكس فيتامين (د) الذي يستطيع الجسم تصنيعه، ولهذا المركّب دور مهم في العديد من العمليات الحيوية داخل الجسم، مثل المساهمة في الحفاظ على مستويات طبيعيّة من الكالسيوم والفسفور في الدّم، بالتّالي المحافظة على صحة العظام والأسنان، بالإضافة إلى دعم صحة الجهاز المناعي والجهاز العصبي، ودعم وظائف الجهاز القلبي الوعائي والرئيتين، وتنظيم مستويات الأنسولين في الجسم، كما أنَّ له تأثيرًا في الوقاية من بعض أنواع السرطانات، عن طريق التأثير على عمليّات التعبير الجيني المرتبطة بها.[١]

يُعدّ فيتامين (د) أحد الفيتامينات الذائبة في الدهون فيُخزَّن داخل الخلايا الدهنية، ويطلق عليه اسم فيتامين نور الشمس، إذ يستطيع الجسم تصنيعه بنفسه عند التعرُّض لأشعّة الشمس، ويُقدَّر أنّ تعرُّض الجلد للشمس لمدّة 5-10 دقائق مرّتين إلى ثلاث مرّات أسبوعيًا كافٍ لإنتاج كميّات كافية من فيتامين (د).

تجدر الإشارة إلى أنَّه يتفكك بسرعة، الأمر الذي يُعرِّض الأشخاص للإصابة بنقص في مستويات فيتامين (د)، خصوصًا في الشتاء، وفي الحقيقة يوجد عدد قليل من الأغذية التي تحتوي على فيتامين (د)، منها الأسماك الدهنيّة، كالتونا والسلمون، بالإضافة إلى صفار البيض، والأجبان، وكبد البقر، والفطر.[١][٢]


الآثار الجانبية لفيتامين د

تُعدّ مكمّلات فيتامين (د) الغذائية الفموية أو المأخوذة عن طريق الحقن بالعضل آمنةً، إذ إنَّ معظم الأشخاص لا يعانون من أيّ أعراض جانبية عند تناولها ما لم يأخذوا كميّاتٍ كبيرةً منها،[٣] وتنتج سميّة فيتامين (د) أو ما يدعى بفرط فيتامين (د) عن تناول كميات كبيرة من المكملات الغذائية المحتوية على فيتامين (د)، إذ من المستحيل الحصول على كميات كبيرة جدًا من فيتامين (د) بمجرد التعرُّض لأشعة الشمس أو تناول الطعام، والمستويات الطبيعية لفيتامين (د) هي ما بين 20-30 نانوغرامًا من فيتامين (د) لكل ميلليمتر من الدم.

لكن تبدأ أعراض السميّة عند تجاوز مستوياته 150 نانوغرامًا من فيتامين (د) لكل ميليمتر من الدم؛ أي عند تناول مكملات غذائية محتوية على أربعين ألف إلى مئة ألف وحدة دولية يوميًا لشهر واحد أو أكثر، وتجدر الإشارة إلى أنَّ الجرعة المسموح بها منه هي 4000 وحدة دولية يوميًا، ومع ذلك تبيَّن أنَّ الجرعات التي تصل إلى عشرة آلاف وحدة دولية يوميًا لم تُظهر أي سميّة لدى الأشخاص الأصحاء،[٤] ويمكن بيان الأعراض الجانبية الناتجة عن تناول كميات كبيرة منه على النحو الآتي:[٥]

  • زيادة مستوى الكالسيوم في الدم: تكون المستويات الطبيعية من الكالسيوم في الدم ما بين 8.5-10.2 ميليغرام من الكالسيوم في كل ديسيليتر من الدم، ويؤدّي ارتفاع مستوى الكالسيوم في الدم إلى الإصابة بالعديد من الأعراض الجانبية الخطرة أحيانًا، والتي يمكن بيانها على النحو الآتي:
    • ضعف الشهية، والغثيان، والتقيّؤ، وتبدأ هذه الأعراض بالظهور عند ارتفاع الكالسيوم عن 12 ميليغرامًا من الكالسيوم لكلّ ديسيليتر من الدم.
    • الألم في المعدة، والإمساك أو الإسهال.
    • الشعور بالعطش الشديد والتبوّل بكثرة.
  • الفشل الكلوي: قد يؤدّي تناول كميات كبيرة من فيتامين (د) إلى الإصابة بالفشل الكلوي عند الأشخاص الأصحاء، أو زيادة شدته عند المصابين به.
  • ضعف العظام: على الرغم من أنَّ تناول كميات كبيرة من فيتامين (د) يزيد من مستوى الكالسيوم في الدّم المهم لصحة العظام إلّا أنَّه يُعتقَد أنّه يُقلَّل من مستوى فيتامين ك2 المهم لإبقاء الكالسيوم في العظم بدلًا من الدّم.
  • تصلُب الشرايين: يزيد فيتامين (د) من شدّة المرض عند الأشخاص المصابين به.[٣]


آثار نقص فيتامين د

يُصاب العديد من الأشخاص بنقص فيتامين (د) على الرغم من قدرة الجسم على تصنيعه، ومن الجدير بالذكر أنَّ الواقيات الشمسية تحدّ من قدرة الجسم على إنتاج فيتامين (د)، فمثلًا الواقيات الشمسية بعامل الحماية 30 قادرة على تثبيط صنع فيتامين (د) بحوالي 95%، كما أنَّ تغطية الجلد بالملابس تُفقِده قدرته على صنع هذا الفيتامين، وتوصي الأكاديمية الأمريكية لطب الأطفال بإعطاء الأطفال الرُّضع الذين يرضعون رضاعةً طبيعيةً فقط 400 وحدة دولية من فيتامين (د) يوميًا، ويمكن بيان أعراض نقص فيتامين (د) على النحو الآتي:[١]

  • آثار نقص فيتامين د: تتضمّن ما يأتي:
    • الإعياء.
    • الاكتئاب.
    • زيادة خطر الإصابة بالعدوى والمرض.
    • اضطراب في عمليات التئام الجروح.
    • ألم في العضلات والعظام والظهر.
    • تساقط الشعر.
  • الآثار الناتجة عن نقص فيتامين د لفترات طويلة: يؤدّي ذلك إلى زيادة خطر الإصابة بالعديد من الاضطرابات الصحيّة، ومنها:
    • السكري.
    • هشاشة العظام.
    • السُّمنة.
    • ارتفاع ضغط الدم.
    • الاكتئاب.
    • متلازمة التعب المزمن.
    • الألم العضلي الليفي.
    • الأمراض التنكّسية العصبيّة، كمرض ألزهايمير.
    • بعض أنواع السّرطانات، مثل: سرطان البروستات، والثدي، والقولون.


موانع تناول مكملات فيتامين د

قد تؤدّي بعض الحالات الصّحية إلى زيادة الحساسيّة لفيتامين (د)، ممّا يستوجب استشارة الطّبيب، ومن هذه الحالات ما يأتي[٦]:

  • فرط نشاط الغدّة الدّرقية الأساسي.
  • السّرطان.
  • الساركويد.
  • السلّ الحبيبي.
  • مرض العظام المتنقّل.
  • متلازمة ويليام.

قد تسبّب بعض الأدوية تفاعلاتٍ مع فيتامين (د)، مثل:

  • الستيرويد.
  • علاجات الصّرع، مثل: الفينوباربيتال، والفينيتوين.
  • أورليستات، والمستخدم لتخفيف الوزن.
  • الكوليستيرامين، الذي يساعد على خفض مستوى الكوليسترول.


المراجع

  1. ^ أ ب ت Megan Ware (13-11-2017), "What are the health benefits of vitamin D?"، www.medicalnewstoday.com, Retrieved 8-7-2019. Edited.
  2. Lynn Marks (11-5-2016), "What Is Vitamin D?"، www.everydayhealth.com, Retrieved 8-7-2019. Edited.
  3. ^ أ ب "VITAMIN D", www.webmd.com, Retrieved 8-7-2019. Edited.
  4. Adda Bjarnadottir (4-6-2017), "How Much Vitamin D is Too Much? The Surprising Truth"، www.healthline.com, Retrieved 8-7-2019. Edited.
  5. Franziska Spritzler (26-2-2017), "6 Side Effects of Too Much Vitamin D"، www.healthline.com, Retrieved 8-7-2019. Edited.
  6. Jennifer Huizen (27-7-2018), "Who should avoid vitamin D?"، www.medicalnewstoday.com, Retrieved 21-4-2019. Edited.
3048 مشاهدة
للأعلى للسفل
×