خلق الأمانة في القرآن الكريم والسنة النبوية

كتابة:
خلق الأمانة في القرآن الكريم والسنة النبوية

الأمانة

الأمانة في اللغة مصدرٌ يُراد به: الاطمئنان، وتستعمل في الأعيان مجازاً فيُقال عن الوديعة أمانةً،[١] حفظ الأمانة سببٌ من الأسباب التي تُوجب السعادة في الدنيا والآخرة وحفظها يكون بعدم جعلها عرضةً للهلاك أو السرقة، وردّها إلى صاحبها عند طلبها، وقد وردت الكثير من آيات القرآن الكريم والأحاديث النبوية التي تحثّ على خلق الأمانة، [٢] ومثال الأمانة مَن لا يستطيع أن يسافر ويأخذ ممتلكات معه خوفاً من الضياع أو السرقة، فيحفظها عند مَن يرى فيه صفة الأمانة، وإنّ في قبول حفظ الأمانة والمحافظة عليها من التعاون على البرّ والتقوى، ولا يشترط لها أيّ مقابلٍ، فعلى المرء أن يكون أميناً في حفظ ممتلكات ووديعة غيره التي وضعت عنده حال قبوله مراعاتها.[٣]

خلق الأمانة في القرآن الكريم والسنة النبوية

الأمانة في القرآن الكريم

قال الله -تعالى-: (إِنَّ اللَّهَ يَأْمُرُكُمْ أَنْ تُؤَدُّوا الْأَمَانَاتِ إِلَى أَهْلِهَا)،[٤] فتأدية الأمانات وإرجاعها لأصحابها واجبٌ من الواجبات على المسلم،[٥] وقال -تعالى- أيضاً: (إِنَّا عَرَضْنَا الأَمَانَةَ عَلَى السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضِ وَالْجِبَالِ فَأَبَيْنَ أَن يَحْمِلْنَهَا وَأَشْفَقْنَ مِنْهَا وَحَمَلَهَا الإِنسَانُ إِنَّهُ كَانَ ظَلُومًا جَهُولاً)،[٦] فقد عظَّم الله -تعالى- الأمانة وبيّن أنّ حملها ثقيلٌ فبيّن عدم قدرة السماوات والأرض على تحمّلها، فعلى المرء حفظ الأمانات لينال الأجر والثواب، وإلّا فإنّه سيظلم نفسه في الدنيا والآخرة إن قصّر في حفظها أو إن خان من ائتمنه في الأمور المادية أو المعنوية من أحاديث وأسرارٍ، وتكون الأمانة في العديد من تصرفات الإنسان؛ كأن يؤدي عمله بأمانةٍ وألا يفرِّط في الوقت بانشغاله بغير وظيفته أو تأخّره عن عمله، وأن يعطي ما هو مطلوبٌ منه بحقٍّ دون تقصيرٍ، فالأمانة صفةٌ من صفات المؤمنين، وقد وعد الله -تعالى- بالجنة مَن اتّصف بها، قال -سبحانه-: (وَالَّذِينَ هُمْ لِأَمَانَاتِهِمْ وَعَهْدِهِمْ رَاعُونَ*وَالَّذِينَ هُم بِشَهَادَاتِهِمْ قَائِمُونَ*وَالَّذِينَ هُمْ عَلَى صَلَاتِهِمْ يُحَافِظُونَ*أُولَـئِكَ فِي جَنَّاتٍ مُّكْرَمُونَ).[٧][٨]

الأمانة في السنة النبوية

الأمانة صفةٌ عُرف بها نبيّ الله محمد -صلّى الله عليه وسلّم- بين المشركين فكانوا يثقون به، ويضعون أمانتهم عنده منذ الجاهلية، ثمّ أنكروا عليه أمانته بعد أن جاءهم بصفته نبياً،[٩] وقد وردت العديد من الأحاديث النبوية التي تحثّ على التخلّق بالمنة، والتي تبيّن بعض ما يتعلّق بها من أمورٍ، ومن تلك الأحاديث ما أخرجه الإمام البخاري في صحيحه عن أبي هريرة -رضي الله عنه- عن النبيّ -صلّى الله عليه وسلّم- قال: (إذا ضُيِّعَتِ الأمانَةُ فانْتَظِرِ السَّاعَةَ)،[١٠] وفي حديثٍ آخرٍ: (آيَةُ المُنافِقِ ثَلاثٌ: إذا حَدَّثَ كَذَبَ، وإذا وعَدَ أخْلَفَ، وإذا اؤْتُمِنَ خانَ)،[١١]فالخيانة دليلٌ على النفاق، وهي من مساوئ الأخلاق، فالجدير بالمسلم أن يجعل تصرفاته وأقواله خالصةً لله -تعالى- لا يسعى بها إلّا لرضاه -سبحانه-، مع الحرص على امتثال هدي محمدٍ -صلّى الله عليه وسلّم-، ومن الأمانة حفظ الأموال وعدم غِش الناس أو أكل أموالهم بالباطل، وتأدية الفرائض من صلاةٍ وصيامٍ وغير ذلك بأمانةٍ ونيةٍ خالصةٍ لله -تعالى-.[١٢]

المراجع

  1. مجموعة من المؤلفين، الموسوعة الفقهية الكويتية، صفحة 48. بتصرّف.
  2. مجموع من المؤلفين، الموسوعة الفقهية الكويتية، صفحة 236-237. بتصرّف.
  3. عبد الكريم الخضير، شرح بلوغ المرام، صفحة 7. بتصرّف.
  4. سورة النساء، آية:58
  5. صديق حسن خان، الدرر البهية والروضة الندية والتعليقات الرضية، صفحة 485. بتصرّف.
  6. سورة الأحزاب، آية:72
  7. سورة المعارج، آية:32-35
  8. سماحة الشيخ محمد بن صالح العثيمين (29/4/2007)، "معنى الأمانة وشمولها لجميع الأعمال"، الألوكة، اطّلع عليه بتاريخ 17/1/2022. بتصرّف.
  9. جامعة المدينة العالمية، أصول الدعوة وطرقها، صفحة 78. بتصرّف.
  10. رواه البخاري، في صحيح البخاري، عن أبي هريرة، الصفحة أو الرقم:6496، صحيح.
  11. رواه البخاري، في صحيح البخاري، عن أبو هريرة، الصفحة أو الرقم:6095، صحيح.
  12. الشيخ عبدالله بن صالح القصيِّر (10/10/2011)، "الأمانة: شرف أدائها، وخطر خيانتها"، الألوكة، اطّلع عليه بتاريخ 17/1/2022. بتصرّف.
4723 مشاهدة
للأعلى للسفل
×