محتويات
خواطر من ذهب عن الحياة والعلاقات
- هذه هي الحياة، إن أمعنت بها النظر من بعيد تسعدك مرة وتبكيك آلاف المرات، ترفعك مرة وتسقطك ببحر الظلمات، يوم لك وألف عليك، اليوم الذي تضحك لك فيه اعلم جيدًا أنه نهايتك، كلما اقتربت تبتعد عنك كلما ابتعدت تجرى خلفك، لا هي تنصفك ولا تتركك، وتنساك فهي الحياة التي من الصعب إمساكها والسيطرة عليها.
- في حياتنا العديد من الأفكار والأحداث التي لا يمكن أن تنسى، وفي الخاطر أقوال وأشعار يعجز القلب عن تفسير أسباب تعلقنا بها، فأجمل الكلمات تلك التي تدخل القلب بسرعة، وتدعو إلى التفاؤل والصمود، والمحبة، وما إلى ذلك، فلا عجب أن حياة الأديب حياة مفعمة بالحياة، فهو يمر عليه العديد من الأقوال والكلمات، والأحداث التي تثري حياته، وتجعلها ذات قيمة، وبالحديث عن الأقوال والأفعال، فلا عجب أن للأفعال هيبتها كالأقوال بل وأكثر، ولا سبيل للوصول إلى الحياة الجميلة إلا بالخلود في حياة ملؤها النشاط والسعادة، فعلى سبيل السعادة، الأخوة والأحبة والأصدقاء، هم مثل كل شيء جميل في حياتنا، وهم الأسوة، وهم الخاطر كله، والصحبة الجيدة، والجيرة هي التي تبعث في الروح أملا وتفاؤلًا باقتراب فجر جديد خاليًا من النفاق، والكذب، والنميمة، والعبثية في الحياة الفانية، فهذه الحياة هي مرحلة، والباقي الصالح في الدار الآخرة، التي أعدها الله لنا ولعباده الصالحين المبشرين بالتفاؤل والصدق.
- لا تصنع المعروف في غير أهله، لأننا نقوم بالخير في أناس ما عاد يهمهم في الحياة إلا مصلحتهم، فإن كنت تبحث عن السعادة الحقيقية فلا تختلط بالناس كثيرًا، ولا تفكر أنهم سيساعدوك أو يوصلوك لبر الأمان، فنسختنا في الحياة أننا نعشق كل ما هو طيب، ولكننا حقًا عجزنا عن التفريق بين الجيد والخبيث في زمن ملأ الخبث أرجاءه.
- لا تتردد في صنع الخير، فمرده إليك حتمًا، وهذه المقولة أخبر بها الناس الذين يظنون أني سيئة المقام، وأقول لهم أني أصنع الخير في كل مكان، حتى أحصده خيرًا، ولا أفعل مثلكم، لأنني ببساطة مقتنعة تمامًا بحديث من أخبرني أنني سأصل يومًا ما بفعلي للخير، وقدرتي على الوثوق بالآخرين، حتى ولو خذلت آلاف المرات.
- أنشد بالصلاح، وأترك الرذيلة لأهلها، فلا عجب أني لا أعيش سعيد بحياتي، لأني ببساطة وثقت بمن لا قلب له، ومن لا حياة له، فترك من أجل السمعة والمال كل شيء وذهب، وبقيت أنشد بالحب والوجد كل المشاعر التي أنجبتها روحي، وبقيت معلقة في وجداني حتى اليوم.
خواطر من ذهب عن الحب
- لا تتعجبي إن قلت إني قد رأيتك قبل أن تأتي الحياة وبأنني يوما عشقتك في ضمير الغيب سرًا لا أراه، كم تاه عقلي في دروب الحب وانتحرت خطاه؟ كم عاش ينبش في بقايا اليأس يسأل عن هواه؟ لكن قلبي كان يصمت كان يدرك منتهاه فلقد أحبك قبل أن تأتي الحياة، وعطري يتناثرُ في الجِوار يُحملُني وِزر غيابك، إنها كلماتٌ وشجون تجتاحُني كالبرقِ لأيام وسنين أنا هُنا أنبضُ بكِ في كل حين.
- حلم، نعم أحلم بمكان لا تحكمه قوانين بل يسيره الحب، مكان يُمكنني أن أقول أحبك دون التفكير في هل وصلت كما هي أم أنّها تحورت كما يريدها سامعها؟ مكان تكون البسمة شمسه.
- بين صفير القطار والمسافات أودع في ذاكرتي حنينًا لم يكتمل أودع أمس داهمته أحزاني ومعاناتى علي أريكتي، ومع قهوة الصباح أتذكر أمسكِ الذي كان يؤنسني، أتذكر همسك الذي كان يدفائنى دعيني بصقيعى وأنفاسي المعربدة فلو كنت أعلم سيدتي أن الحب ألم ما أحببتك في أمسي وبين أوراقي.
- حبيبي معك أحببت الماء والسماء وهواك، كل شيء فيك يناديني إنني لك وجدت، للصوت صدى بألف صوت يقودني إليك معك اكتشفت أن للكلمات عطرًا أشمه كلما اشتقت إليك، ورأيت للشروق ألف لونًا ذهبيًا يذكرني باشتياقي إليك حبيبي أعشقك يا من أنت جزء مني وأنا منك.
خواطر من ذهب عن الأم
- شق البحر ليعانق موجة الرمال والصخور، تشرق الشمس لتلف بدفئها الصحاري والبحور، توجد الفراشات دائمًا مع أرق الورود والزهور، أماه يا بحري وشمسي وباقة زهوري أحتاجك دومًا وأحبك للأبد، اسألي دمي وسعادتي وهمي اسألي التوفيق والقدر والضيق، اسألي الدعاء في صلاتي والدموع في سجودي، اسألي دمي عن حبك يا أمي.
- أمي يا زهرة في جوفي قد نبتت يا خير من تلقاه عيني، أعرف كم تعبتِ من أجلي وكم صرخةَ ألم ٍ سببتها لكِ أعرف أننـي عشت في أحشائك أكبرُ وأكبرُ وأعرف أنك لازلتي ترويني بحنانك وعطفك يا درة البصرِ يا لذة النظر يا نبضي.
- أمي تعجز الكلمات أن تصف عطاءتك وتضحياتك وحنانك على مدى الدهر، وأنا أقف أمام عظمتك وشموخك معقودة اللسان ضعيفة القوى كيف لا وأنا أمام شمسي وقمري وليلي ونهاري بل حياتي كلها، أمي ماذا تستحقين مني؟ نور عيني لا تكفي كيف أرد الجميل وكيف أجعلك أسعد مخلوقة على وجه الأرض؟
- كلمات أرددها حتى لو لم تسمعيها أريد أن أبقى طفلة قريبة إلى حنان أمها إلى رعايتها إلى ابتسامتها إلى الموت بين أحضانها، تعلمت منكِ كيف أحب دون أن أكره تعلمت منكِ معنى الحنان تعلمت منكِ أن أعلو نحو أهدافي، أنتِ سمائي وأرضي وجنتي.
خواطر من ذهب عن الصداقة
- إنّ الصادق في صداقته هو الذي يبتعد عن المحاباة والمجاملة، فلا يمكن للوردة أن تنبت وتثمر ويفوح أريجها عبقًا إذا سُقيت بماء آسنٍ، وكذلك الصداقة لا تستمر إذا بُنيت على المجاملة والكذب والمحاباة، فمما يُقال: صديقك من صدَقك لا من صدّقَك، فهو الذي يصدق في القول ولو كان مخالفًا لأهواء الصديق، وهو الذي ينصر صديقه سواء كان ظالمًا أم مظلومًا، إلّا أن نصره للصديق وهو مظلوم يكون بتقويته ومساعدته في دفع الظلم عنه.
- الصداقة هي تلك التي تجعلك تنتقل من مكان لآخر، من غيضٍ إلى فيضٍ، فترقى للأعلى، وتنظر إلى ما كنتَ عليه قبلها، وتفرح بما أنت عليه، فتكون أنت السعيد بما جعلك عليه صديقك، وهو الممتن بما قدّمته له في هذه الصداقة، هي عطاء بلا مقابل، لا مرابح مادية في عطاء الصداقة، فعندما تمنح صديقًا ثقتك به فإنّك أنعشت روحًا ربما يبست وجفّت من كثرة إحباطات الحياة، وأنت من سقاها ماءً نديًا فأعادها جنّة غنّاء.
- ما أجمل تلك المشاعر البشرية والأحاسيس الإنسانية المرهفة الصادقة المفعمة بالحب والنقاء، التي تمتلئ بها الروح ويضطر بها القلب، ويهتز بها الوجدان، كم من أخ عرفناه وصديق ألفناه طوى الزمان صفحته ومضى به قطار الحياة فودعنا ورحل ولم يبقي لنا إلا الذكريات ولأن عز في الدنيا اللقاء فبالآخرة لنا رجاء.