داء بورغر

كتابة:
داء بورغر

ما هو داء بورغر

داء بورغر المعروف أيضًا باسم مرض التهاب الوعائي الخثاري الساد واحد من الأمراض النادرة، ويصيب الأشخاص الذين يدخّنون بالدرجة الأولى، إذ يحدث التهاب بالأوردة والشرايين الموجودة في اليدين والقدمين، وقد يتوسّع الالتهاب ليتضمن أماكن أكبر من الذراعين أو الساقين، فتلتهب هذه الأوردة وتنتفخ، وربما تتكوّن الجلطات فيها مُسبِّبة انسدادها، الأمر الذي يُسبِّب في النهاية حدوث تلف في أنسجة الجلد، كما قد يؤدي أحيانًا إلى الإصابة بالعدوى وحدوث الغنغرينا،[١] وبشكلٍ عام قد يصيب هذا المرض أيّ شخص مهما كان عرقه أو جنسه أو أصله، لكن يصيب بشكل أكبر الرجال من أصل آسيوي أو الشرق المتوسط وفي عمر 40 إلى 45 عامًا الذين يستخدمون منتجات التبغ بكثرة؛ بما في ذلك العلكة التي تحتوي عليه. وفي هذا المقال حديث عن داء بورغر وأعراضه وأسبابه وطرق علاجه.[٢]


أعراض داء بورغر

يبدأ الالتهاب في الأوردة والشرايين بالتسبب في انتفاخها وتكوين الجلطات الدموية فيها، مما يُعيق مرور الدم، الأمر الذي يُسبِّب نقص الأكسجين والمغذّيات الواصلة للأنسجة التي تغذّيها هذه الأوردة، مما يُسبِّب موتها، وأعراض الإصابة بمرض بورغر هي:[٢]

  • الشعور بالألم والضعف في الساق أو القدم أو الذراع أو اليد، وغالبًا ما يظهر الألم متقطعًا وغير مستمر.
  • ظهور تقرحات مفتوحة في الأصابع.
  • الشعر بالحرقة والوخز في اليدين والقدمين.[٣]
  • الشعور بالألم في الساق أو القدم أو الكاحل عند المشي، وغالبًا ما يتمركز الألم عند قوس القدم.[٣]
  • تغيّر لون الأصابع إلى الأحمر أو الأزرق أو الشاحب، بالإضافة إلى الشعور ببرودتها.[٣]
  • احتمال إصابة الشخص بالتهاب المفاصل في الركبتين أو الرسغين قبل انسداد الأوعية الدموية في المنطقة أحيانًا.[٣]

في الحقيقة عادةً ما يصبح الألم أكثر شدة في أوقات الراحة، وتزداد شدة الألم عند الإحساس بالبرودة، وفي حال الانفعالات العاطفية والتوتر، وتبدأ الأعراض مؤثرة في طرفين من الأطراف الأربعة أو أكثر.[٣]


أسباب داء بورغر

على الرغم من عدم معرفة السبب الرئيس للإصابة بداء بورغر، لكنَّ الأطباء ربطوا ما بين الإصابة به والتدخين؛ فالتدخين يلعب دورًا رئيسًا في بداية المرض وتطوره، ولأمراض المناعة الذاتية -الاضطرابات المُسبِّبة لمهاجمة الجهاز المناعي أنسجة الجسم وخلاياه عن طريق الخطأ- دور في الإصابة،[٤] أمّا عن دور التدخين في تطور الإصابة فيعتقد العلماء أنَّ المواد الكيميائية الموجودة في التبغ تسبب تهيّجًا في بطانة الأوعية الدموية؛ مما يؤدي إلى التهابها.[٥] وفي الحقيقة يُعتقَد أيضًا أنّ بعض الأشخاص لديهم استعداد وراثي أكبر للإصابة بالمرض.[١]


تشخيص داء بورغر

لا يوجد فحص تشخيصي متخصص للكشف عن الإصابة بمرض بورغر، ويعتمد التشخيص على الفحص السريري للمصاب، وفي الحقيقة يوجد العديد من الاضطرابات المرضية المُسبِّبة لأعراض شبيهة بداء بورغر؛ لذا يعتمد التشخيص على استثناء الإصابة بها، وطريقة تشخيص مرض بورغر تنفّذ وفق الآتي:[٢]

  • إجراء الفحوصات المخبرية للدم لاستثناء الإصابة بأي مرض آخر؛ مثل: مرض السكري، أو اضطرابات تخثر الدم، أو مرض الذئبة.
  • إجراء فحص تصوير الأوعية الدموية، هذه فحوصات تصويرية للأوعية الدموية في الجسم، وفيها يحقن الطبيب نوعًا من صبغة التباين في ذات الوقت الذي تجرى فيه الأشعة السينية.
  • إجراء فحص ألن ( Allen test)، الذي يكشف عن مقدار تدفق الدم الشرياني في اليدين.


مضاعفات داء بورغر

عند توقف استخدام التبغ تختفي أعراض الإصابة بمرض بورغر دون الحاجة إلى الخضوع لعلاج، أمّا إذا كانت الحالة متقدمة فغالبًا ما تظهر المضاعفات على المصاب؛ مثل: حدوث مشكلات في الدورة الدموية والغرغرينا. وتجدر الإشارة إلى الحاجة إلى بتر العضو المصاب في حال الإصابة بالغرغرينا الشديدة.[٢]


علاج داء بورغر

لا يوجد علاج فعَّال من مرض بورغر باستثناء إيقاف التدخين بأشكاله كلّها مباشرةً؛ فهذا يوقف تطور المرض ونشاطه. ومن طرق العلاج التي تساعد في تخفيف الأعراض ما يأتي:[٦]

  • العلاج بالحقن الوريدية بدواء إلوبروست (Iloprost)؛ إذ أثبت هذا الدواء فاعليّته في تخفيف الأعراض والتقليل من احتمال بتر العضو المصاب.
  • العلاج بالأدوية الحالة للخثرة؛ بهدف إذابة الجلطات الدموية المتكونة.
  • العلاج بالأدوية المضادة للالتهاب والمسكنة للألم.
  • علاج القرحة بالمضادات الحيوية المناسبة.
  • العلاج بالأكسجين عالي الضغط.
  • التدخل الجراحي؛ لإزالة الجلطات والانسدادات في الأوردة والشرايين.
  • العلاج بالأدوية الموسعة للأوعية الدموية؛ لتحسين تدفق الدم.[١]
  • البتر في حالات تطور الإصابة للغرغرينا أو في حالات العدوى الشديدة.[١]


نصائح للمصابين بداء بورغر

يوجد العديد من التدابير المنزلية البسيطة المساعدة في التخفيف من الأعراض، ومن هذه:[١]

  • ممارسة التمارين الرياضية بانتظام؛ فهذا يساعد في تخفيف الألم.
  • العناية باليدين والقدمين وحمايتهما من حدوث أي خدوش أو جروح، وكذلك حمايتهما من البرد.
  • عند الإصاية بأي جرح أو خدش تجب العناية بها، ومنع حدوث التهاب في المنطقة، ويحدث هذا عن طريق تنظيف الجرح بالماء والصابون جيدًا وتعقيمه ووضع مرهم مضاد حيوي عليه وتغطيته، وفي حال ازدادت الحالة شدة فتحب مراجعة الطبيب. ومن الضروري الكشف عن أصابع القدمين واليدين يوميًا للكشف عن أيّ إصابة أو جرح فيهما، إذ يقلّ الإحساس بها عند المصابين.
  • تجنب التدخين السلبي، وهذا النوع من التدخين يحدث بالتعرض للدخان من المدخنين الآخرين.
  • الحفاظ على سلامة اللثة والأسنان.


المراجع

  1. ^ أ ب ت ث ج "Buerger's disease", www.mayoclinic.org, Retrieved 29-03-2020. Edited.
  2. ^ أ ب ت ث "Buerger’s Disease", www.healthline.com, Retrieved 29-04-2020. Edited.
  3. ^ أ ب ت ث ج "Thromboangiitis obliterans", medlineplus.gov, Retrieved 29-04-2020. Edited.
  4. "Thromboangiitis obliterans (Buerger's disease)", www.ncbi.nlm.nih.gov, Retrieved 29-04-2020. Edited.
  5. "Smoking and Buerger’s Disease", www.cdc.gov, Retrieved 29-04-2020. Edited.
  6. "Thromboangiitis Obliterans (Buerger Disease) Treatment & Management", emedicine.medscape.com, Retrieved 29-04-2020. Edited.
3810 مشاهدة
للأعلى للسفل
×