دركات النار ومن يدخلها

كتابة:
دركات النار ومن يدخلها

تعريف النار

النار أو جهنَّم أو الجحيم وهي الدار التي أعدَّها الله تعالى في الآخرة حتى يعذِّبَ بها الكافرين والعُصاة والمنافقين، فكما أعدَّ الله تعالى الجنَّة وجعلها مستَّقرًّا ورحمةً لعباده المؤمنين الصالحين، فكذلك أعدَّ النار مستقرًّا وعذابًا لمن كفر به وعصاه، وتستخدم هذه التعابير من نار وجحيم وجهنم في جميع الديانات السماوية للدلالة على العقاب الذي سيُذيقه رب العالمين بالعباد الذين كفروا به وعصوه، ومن أسماء النار أيضًا في القرآن الكريم: جهنم، الجحيم، السعير، الهاوية، سقر وغيرها، وفي هذا المقال سيتمُّ الحديث عن دركات النار وعن بعض صفات النار. [١]

دركات النار ومن يدخلها

النار من حيثُ العدد هي نارٌ واحدة وإن تعدَدت تسمياتها الكثيرة، وبالرغم من تقسيمها إلى عدَّة درجات ودركات فقد قسَّمها الله تعالى حسب أعمال الكافرين والمنافقين والعصاة، وتختلف دركات النار باختلاف الكفر عند أهلها في الدنيا، فالكفار لا يتساوون في عذاب الآخرة وكثير منهم يكون عذابه أشد من غيره بكثير بسبب ظلمه الشديد للعباد أو ادعاء الألوهية، وقد وردَ أنَّ المنافقين هم في الدرك الأسفل من النار كما قال تعالى في سورة النساء واصفًا أحوال المنافقين ومتوعدًا إياهم بعذابٍ شديدٍ، قال تعالى في محكم التنزيل: {إِنَّ الْمُنَافِقِينَ فِي الدَّرْكِ الأَسْفَلِ مِنَ النَّارِ وَلَنْ تَجِدَ لَهُمْ نَصِيرا} [٢]، فالدرك الأسفل هو للمنافقين.

وهناك من دركات النار ما فيه تخفيف من العذاب، ومن أخف دركات النار ما ذكرها رسولُ الله -صلى الله عليه وسلم- في الحديث الذي رواه النعمان بن بشير -رضي الله عنه-، أنَّ رسول الله -صلى الله عليه وسلم- قال: "إنَّ أهونَ أهلِ النارِ عذابًا من له نعلانِ وشراكان من نارٍ، يغلي منهما دماغُه كما يغلي المرجلُ، ما يرى أنَّ أحدًا أشدُّ منه عذابًا، وإنَّه لأهونُهم عذابًا" [٣]، وفي إحدى الروايات في صحيح مسلم رويَ أنَّ أهون الناس عذابًا هو أبو طالب عمُّ النبي -صلى الله عليه وسلم- خفَّف الله عنه العذاب لأنَّه كان ذا فضل كبير في حماية المسلمين في بداية الدعوة، والله تعالى أعلم. [٤]

شدة حرارة النار

بعد توضيح دركات النار لا بدَّ الحديث حول بعض صفات النار، فالنار هي العقاب الذي أعدَّه الله -سبحانه وتعالى- للكافرين والعصاة والمنافقين من العباد، ولذلك وردت في وصف النار وذكر بعض صفاتها وأهوالها العديدُ من الأحاديث النبوية للتخويف منها، حتى يعود الكافر عن كفره والعاصي عن عصيانه والمنافق عن نفاقه، فمن لم يتب فذلك يستحقُّ عذابَ الله تعالى، ومن الأحاديث التي وردت في وصف شدَّة حرارة نار جهنم الحديث الذي رواه أبو هريرة -رضي الله عنه- في صحيح البخاري وفي صحيح مسلم أنَّ رسول الله -صلى الله عليه وسلم- قال: "نارُكم هذِه الَّتي يوقِدُ ابنُ آدمَ، جزءٌ من سبعينَ جزءًا مِن حرِّ جَهنَّم. قالوا: واللَّهِ! إن كانت لَكافيةً يا رسولَ اللَّهِ! قال: فإنَّها فُضِّلت عليها بتسعةٍ وستِّينَ جزءًا كلُّها مثلُ حرِّها، وفي رِوايَةٍ: كلُّهنَّ مثلُ حرِّها" [٥]. وهناك الحديث المتفق عليه أيضًا والذي رواه أيضًا أبو هريرة -رضي الله عنه- أنَّ رسول الله -صلى الله عليه وسلم- قال: "اشتكَتِ النارُ إلى ربِّهَا، فقالتْ: ربِّ أكلَ بعضِي بعضًا، فأذنَ لها بنفَسينِ: نفسٍ في الشِّتاءِ ونفَسٍ في الصَّيفِ، فأشدُّ ما تجِدُون منَ الحرِّ، وأشدُّ ما تجدُونَ منَ الزمهرِيرِ" [٦]. [٧]

المراجع

  1. جحيم, ، "www.marefa.org"، اطُّلع عليه بتاريخ 14-1-2019، بتصرف
  2. {النساء: الآية 145}
  3. الراوي: النعمان بن بشير، المحدث: مسلم، المصدر: صحيح مسلم: الصفحة أو الرقم: 213، خلاصة حكم المحدث: صحيح
  4. منازل ودرجة الجنة والنار وأعمالهما, ، "www.islamqa.info"، اطُّلع عليه بتاريخ 14-1-2019، بتصرف
  5. الراوي: أبو هريرة، المحدث: مسلم، المصدر: صحيح مسلم، الصفحة أو الرقم: 2843، خلاصة حكم المحدث: صحيح
  6. الراوي: أبو هريرة، المحدث: البخاري، المصدر: صحيح البخاري، الصفحة أو الرقم: 3260، خلاصة حكم المحدث: صحيح
  7. كتاب موسوعة الفقه الإسلامي, ، "www.al-eman.com"، اطُّلع عليه بتاريخ 14-1-2019، بتصرف
4074 مشاهدة
للأعلى للسفل
×