دروس أخلاقية من سورة الحجرات

كتابة:
دروس أخلاقية من سورة الحجرات

الأدب مع الرسول -صلى الله عليه وسلم-

أمر الله -تعالى- المسلمين بآداب خاصة يتعاملوا فيها مع النبي -صلى الله عليه وسلم-، منها ما يأتي:[١]

  • مخاطبة النبي -صلى الله عليه وسلم- بتواضع ولين وعدم رفع الصوت أثناء التحدث معه -صلى الله عليه وسلم-.
  • ألّا ينادوا النبي -صلى الله عليه وسلم- باسمه كما ينادون بعضهم، وإنّما عليهم أن يخاطبوه بما يليق بمقامه -صلى الله عليه وسلم-.
  • حفظ حرمة النبي -صلى الله عليه وسلم- وهيبته.

التأكد من الأخبار والإصلاح بين الناس

على المسلم التيقّن والتأكّد من الأخبار التي تصله، فلا يحكم في أمر، ولا يُرتِّب نتائج على الخبر إلّا بعد التيقّن والتثبت منه، فقد يكون الخبر كاذباً فيؤدي إلى وقوع الفتنة بين الناس في أموالهم وأنفسهم، ويندم صاحب الحكم على الأمر، وقد يكون ناقل الخبر فاسق والفاسق تُرد أخباره ولا يؤخذ بها، لذا على المسلم أيضاً أن يتأكدّ من فسق وعدالة ناقل الخبر.[٢]

وناقل الخبر الذي يسمعه محاسبٌ بما ينقله، فسماع الأخبار وتناقلها قد يؤدي بصاحبها إلى الخوض في الباطل، لذا أخبر النبي -صلى الله عليه وسلم أن من أكذب الكذب أن يتحدث الإنسان بكل ما يسمع،[٣]فقال النبي -صلى الله عليه وسلم-: (كَفَى بالمَرْءِ كَذِبًا أنْ يُحَدِّثَ بكُلِّ ما سَمِعَ).[٤]

وبعد أن وضَّحت الآيات ضرورة التبيُّن من الأخبار وقد يكون من نتائجها الفتنة بين الناس جاءت تُذكر بعد ذلك بضرورةالإصلاح بين المتخاصمين وفض النزاع بين الأطراف المتخاصمة، ويكون ذلك بحل سبب النزاع بينهما فإن أصرّ أحد الأطراف المتخاصمة على الخِصام فيجب محاربة الطرف الذي يريد ما لا حق له فيه، وأمر الله -تعالى- بالعدل بين الطرفين فهم إخوة في الدين.[٥]

النهي عن بعض الأخلاق الذميمة

نهى الله -تعالى- في سورة الحجرات عن بعض الأخلاق الذميمة التي يجب أن لا يتصف بها الإنسان المسلم، فنهى -تعالى- عما يأتي:[٦]

  • السخرية: وهي الاستهزاء بالآخرين وعدم احترامهم واحتقارهم، فهذا أمر لا يجوز بين المسلمين وليس من أخلاق المسلم، حتى وإن كان هذا الأمر من باب المزاح.
  • التلامز: وهو أن يعب المسلم أخاه ويطعنه، فنهى الله -تعالى- عن ذلك.
  • التنابز بالألقاب: هو أن ينادوا بعضهم بألقاب يكره المنادَى أن يُنادى بمثلها، فنهى الله -تعالى- أن ينادي المسلم أخاه بما يكره.
  • ظن السوء، فلا يجوز ظن السوء بالآخرين؛ لأن هذا مما يوقع العداوة بين المسلمين، وسوء الظن هو اتّهام الآخرين بما ليس فيهم وتخوين الناس سواء القريب أم البعيد.
  • التجسس: وهو الكشف عمّا أخفاه الناس عن غيرهم ويكون ذلك خاصّ بهم، فلا يجوز التجسّس على الناس وكشف عوراتهم.
  • الغيبة: وهو أن يقول المسلم عن غيره بغيابه ما يكره، فلا يجوز أن يغتاب المسلم أخاه المسلم، ومن شدّة حرمة هذا الأمر شبّه الله -تعالى- المسلم الذي يغتاب أخاه كأنه يأكل لحم أخيه.

المراجع

  1. عبد الكريم القشيري، لطائف الإشارات، صفحة 438. بتصرّف.
  2. أبو المظفر السمعاني، تفسير السمعاني، صفحة 217. بتصرّف.
  3. محمد المقدم، تفسير القرآن الكريم، صفحة 6. بتصرّف.
  4. رواه مسلم، في صحيح مسلم، عن أبو هريرة، الصفحة أو الرقم:5، أورده مسلم في مقدمة الصحيح.
  5. فخر الدين الرازي، مفاتيح الغيب أو التفسير الكبير، صفحة 104-105. بتصرّف.
  6. أبو جعفر الطبري، جامع البيان، صفحة 297-307. بتصرّف.
4970 مشاهدة
للأعلى للسفل
×