أبو الدرداء
جاء في سيرة الصحابي أبو الدرادء -رضي الله عنه- قول الإمام الذهبي -رحمه الله- في كتابه "سير أعلام النبلاء"، أبو الدرادء، الإمام القدوة قاضي دمشق، وهو من صحابة الرسول، اسمه عويمر بن زيد بن قيس، وقيل: ابن ثعلبة بن عبد الله الأنصاري الخزرجي، حكيم هذه الأمة، وسيّد القراء بدمشق، روى عن النبي -صلى الله عليه وسلم- عدة أحاديث، وهو معدود فيمن تلا على النبي -صلى الله عليه وسلم- ولا يُذكر أبدًا أنه قرأ على غيره، وهو معدود فيمن جمع القرآن في حياة رسول الله -صلى الله عليه وسلم-وتصدر للإقراء بدمشق في خلافة عثمان بن عفان -رضي الله عنه- وقبل ذلك، وسيتم الحديث في هذا المقال عن دعاء أبو الدرداء.[١]
دعاء أبو الدرداء
أبو الدرداء -رضي الله عنه- صحابيٌ جليل اشتهر بالحكمة حتى لُقّب "بحكيم الأمة" وقد حُفظ عنه الكثير من الكلمات النافعة والمواعظ الجليلة، وكذلك فإن مما روي عن أبو الدرادء وحُفظ عنه بعض الأدعية، ومن دعاء أبو الدرداء المشهور بين الناس ما يُسمّى بدعاء الحريق، وهذه القصة تبين المشهور من دعاء أبو الدرداء المسمّى دعاء الحريق، "جاء رجلٌ إلى أبي الدَّرداءِ -رضي الله عنه- قال: يا أبا الدَّرداءِ احترقَ بيتُك، فقال: ما احترقَ بيتي، ثم جاء آخرُ فقال: اتَّبَعتُ النارَ، فلما انتهتْ إلى بيتِك طُفِئَتْ، فقال: قد عَلمتُ أنَّ اللهَ لم يكنْ ليفعلَ، فقال رجلٌ: يا أبا الدرداءِ ما أدري أيَّ كلامَيْكَ أعجبَ، قولَك: ما احترقَ بيتي، أو قولَك: قد علمتُ أن اللهَ لم يكنْ ليفعلَ؟ قال: ذاك كلماتٌ سمعتُهنَّ من رسولِ اللهِ -صلَّى اللهُ عليهِ وسلَّمَ- قال: من قالهنَّ حينَ يُصبحُ لم تصبْهُ مصيبةٌ حتى يُمسي، ومن قالهن حين يُمسي، لم تُصبْهُ مصيبةٌ حتى يُصبحُ: اللهمَّ أنت ربي لا إلَهَ إلا أنت عليك توكلتُ وأنت ربُّ العرشِ العظيمِ، ما شاء اللهُ كان، وما لم يشأ لم يكنْ، لا حولَ ولا قوةَ إلا باللهِ العليِّ العظيمِ، أعلمُ أنَّ اللهَ على كلِّ شيءٍ قديرٌ، وأنَّ اللهَ قد أحاطَ بكلِّ شيءٍ علمًا، اللهمَّ إني أعوذُ بك من شرِّ نفسي، ومن شرِّ كلِّ دابةٍ أنت آخذٌ بناصيَتِها، إنَّ ربي على صراطٍ مستقيمٍ"،[٢] وهذه القصة ضعيفة وواهية لم تثبت ولم تصح وقد أوردها ابن الجوزي في العلل المتناهية وقال أنها لا تثبت، أما بالنسبة للدعاء الوارد في القصة فهو دعاء مأثور وصحيح ولكنه لم يُخصص بالحريق أو غيره -والله تعالى أعلم-.[٣]
حكمة أبو الدرداء
تم الحديث عن دعاء أبو الدرداء في الحريق وذِكر القصة التي ارتبطت بهذا الدعاء وبيان ضعفها، كما تمّت الإشارة إلى حكمة الصحابي أبو الدرداء وأقواله المأثورة، وسيقتصر الحديث على بعضٍ مما جاء من أقوال أبو الدرداء في كتاب "تاريخ دمشق" لابن عساكر، ومن هذه الحكم والأقوال ما يأتي:[٤]
- قال أبو الدرداء -رضي الله عنه- لمسلمة بن مخلدٍ ينصحه ويعظُه: "أمَّا بعد، فإنَّ العبد إذا عمل بطاعة الله، أحبَّه الله، فإذا أحبَّه الله، حبَّبه إلى خلقه، وإنَّ العبد إذا عمل بمعصية الله، أبغضه الله، فإذا أبغضه الله، بغَّضه إلى عباده".[٥]
- قال أبو الدرداء -رضي الله عنه- في عمل الخير: "لا تحقرنَّ شيئًا من الشرِّ أن تتَّقيه، ولا شيئًا من الخير أن تفعله".[٥]
- قال أبو الدرداء -رضي الله عنه- لأحد إخوانه يحذره من دعوة المظلوم: "إيَّاك ودعوة المظلوم، واعلم أنَّ قليلًا يغنيك، خيرٌ من كثيرٍ يلهيك، وأنَّ البرَّ لا يبلى، وأنَّ الإثم لا يُنسى".[٥]
المراجع
- ↑ "سير أعلام النبلاء"، www.islamweb.net، اطّلع عليه بتاريخ 26-07-2019. بتصرّف.
- ↑ رواه ابن حجر العسقلاني، في نتائج الأفكار ، عن أبو الدرداء، الصفحة أو الرقم: 2/425، غريب.
- ↑ "ما هو الدعاء الذى يحفظ من الحريق ؟"، www.islamqa.info، اطّلع عليه بتاريخ 26-07-2019. بتصرّف.
- ↑ "قطوف من مواعظ الصحابة رضى الله عنهم 2"، www.kalemtayeb.com، اطّلع عليه بتاريخ 26-07-2019. بتصرّف.
- ^ أ ب ت أبو القاسم علي بن الحسن المعروف بابن عساكر ( 1415 هـ - 1995 م)، تاريخ دمشق، -: دار الفكر للطباعة والنشر والتوزيع، صفحة 141-160-167، جزء 47. بتصرّف.