دعاء التعار من الليل وفضله

كتابة:
دعاء التعار من الليل وفضله

دعاء التعار من الليل وفضله

روى البخاري في صحيحه عن عبادة بن الصامت -رضي الله عنه- قال: قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: (مَن تَعَارَّ مِنَ اللَّيْلِ، فَقالَ: لا إلَهَ إلَّا اللَّهُ وحْدَهُ لا شَرِيكَ له، له المُلْكُ وله الحَمْدُ، وهو علَى كُلِّ شيءٍ قَدِيرٌ، الحَمْدُ لِلَّهِ، وسُبْحَانَ اللَّهِ، ولَا إلَهَ إلَّا اللَّهُ، واللَّهُ أَكْبَرُ، ولَا حَوْلَ ولَا قُوَّةَ إلَّا باللَّهِ، ثُمَّ قالَ: اللَّهُمَّ اغْفِرْ لِي، أَوْ دَعَا، اسْتُجِيبَ له، فإنْ تَوَضَّأَ وصَلَّى قُبِلَتْ صَلَاتُهُ).[١]

شرح الحديث الشريف

التعارّ: تعارّ أي تقلّب في فراشه، ولا يكون إلّا يقظةً مع كلامٍ يرفع به صوته عند انتباهه وتمطّيه، وقيل: الأنين عند التمطّي بأثر الانتباه،[٢] يرشدنا النبي -صلى الله عليه وسلم- لمن لم يستطع أن ينام فاستيقظ من فراشه، بأن يقوم بالثناء على الله -عزّ وجلّ- بتوحيده، ونفي الشريك معه.[٣]

ويُثبت الحديث الشريف الملك المطلق له سبحانه؛ فهو الخالق المتصرّف في ملكه، وله الحمد الكامل على جزيل نعمه التي لا تحصى، والقدرة التامّة له -سبحانه وتعالى-، فلا يُعجزه شيءٌ في ملكه، ثمّ يحمد الله -سبحانه وتعالى- بقول: "الحمد لله"، ثمّ ينزّهه -عزّ وجلّ- عن كلّ النقائص بقول: "سبحان الله"، ثمّ يكبِّره -سبحانه وتعالى- على كلِّ شيءٍ بقول: "الله أكبر"، ثمّ يعلن استسلامه وتفويضه لله -سبحانه وتعالى-، ويعترف بالإذعان له بأنّه لا يملك شيئًا من الأمر؛ فلا حيلة ولا تحوّل ولا حركة لأحدٍ إلّا بمعونة الله -عزّ وجلّ-، ولا قوَّة لأحدٍ على عمل شيءٍ إلا بتوفيق الله -عزّ وجلّ- بقول: "لا حول ولا قوة إلا بالله".[٣]

الثواب الذي يحصل عليه من فعل ذلك

يبين لنا النبي -صلى الله عليه وسلم- الثواب الذي يعطيه الله -سبحانه وتعالى- بكرمه وجوده؛ لمن ذكره على الصورة التي يصفها الحديث النبوي الشريف، وهي:[٤]

  • غفران الله -سبحانه وتعالى- لذنوب عباده ممن طلب المغفرة منه.
  • أنّ الله -سبحانه وتعالى- يستجيب الدعاء لمن يدعوه.

ما يرشد إليه الحديث الشريف

يرشدنا الحديث الشريف إلى فوائد ودروس عدَّةٍ، فيما يلي ذكر جملةٍ منها:

  • حرص النبي -صلى الله عليه وسلم- على إرشاد أمته إلى كلّ ما فيه خيرهم، وصلاح حالهم ورضا الله -سبحانه وتعالى- عنهم.
  • أهميّة الذكر والدعاء على كلّ الأحوال؛ لأنّه من موجبات المراقبة له -سبحانه وتعالى-، وممّا يربط العبد بربّه ويعلّقه به.
  • يجب التقديم للدعاء بين يدي الله -عزّ وجلّ- بالثناء عليه بما هو أهله، وحمده وتنزيهه عن كلّ نقصٍ، وتعظيمه على كلّ شيء، وإعلان الفقر والحاجة إليه، وهذا من آداب الدعاء.
  • أهمية حرص المؤمن على قيام الليل سواءً بالذكر أو الدعاء، أو الصلاة أو قراءة القرآن الكريم، والتشجيع عليه.
  • كرم الله -سبحانه وتعالى- وفضله؛ فهو الذي يعطي كثير العطاء على القليل من العمل.

المراجع

  1. رواه البخاري، في صحيح البخاري، عن عبادة بن الصامت، الصفحة أو الرقم:1154، صحيح.
  2. بدر الدين العينى، عمدة القاري شرح صحيح البخاري، بيروت:دار إحياء التراث العربي ، صفحة 212، جزء 7.
  3. ^ أ ب الدرر السنية، "شروح الحديث"، الدرر السنية، اطّلع عليه بتاريخ 19/2/2022. بتصرّف.
  4. عبد الله الفريح، المنح العلية في بيان السنن اليومية، صفحة 148. بتصرّف.
4726 مشاهدة
للأعلى للسفل
×