دعاء الخروج من المنزل وتيسير الأمور

دعاء الخروج من المنزل وتيسير الأمور

دعاء الخروج من المنزل، هل له دعاء مأثور ومحدّد شرعاً؟ وتيسير الأمور، ما هي أدعيته؟ وهل هناك أدعية مُختارة من غير المأثور يدعو المسلم بها ربّه -سبحانه- لتيسير أمره؟ هذه التّساؤلات يجيب عليها هذا المقال.

دعاء الخروج من المنزل

إنَّ دعاء الخروج من المنزل يُعدُّ من الأمور التي تشرح صدر المسلم قبل أن يخرج من منزله، ويتعامل مع أطياف مختلفة من الناس، فعن أمِّ المؤمنين أمُّ سلمة -رضي الله عنها-: ما خرج النبي -صلى الله عليه وسلم- من بيتي قطُّ إلا رفع طَرْفَهُ إلى السماء وقال: (اللَّهُمَّ أَعُوذُ بِكَ أَنْ أَضِلَّ، أَو أُضَلَّ، أَو أَزِلَّ، أَو أُزَلَّ، أَو أَظْلِمَ، أَو أُظْلَمَ، أَو أَجْهَلَ، أَو يُجْهَلَ عَلَيَّ)^[١].

كما ورد في حديث أنس بن مالك أنَّ الرسول -صلى الله عليه وسلم- قال: (إذَا خَرَجَ الرَّجُلُ مِنْ بَيْتِهِ فَقَالَ: بِسْمِ اللَّهِ تَوَكَّلْتُ عَلَى اللَّهِ، ولاَ حَوْلَ وَلاَ قُوَّةَ إِلاَّ بِاللَّهِ. قَالَ: يُقَالُ حِينَئِذٍ: هُدِيتَ، وَكُفِيتَ، وَوُقِيتَ، فَتَتَنَحَّى لَهُ الشَّيَاطِينُ، فَيَقُولُ لَهُ شَيْطَانٌ آخَرُ: كَيْفَ لَكَ بِرَجُلٍ قَدْ هُدِيَ وَكُفِيَ وَوُقِيَ؟)^[٢].

دعاء تيسير الأمور

يدعو المسلم ربه -عز وجل- لتيسير أموره، ويتوكل عليه، ويحسن الظن به، ومن الأدعية المأثورة في ذلك:

• ما دعاه ذو النون -عليه السلام- وهو في بطن الحوت، إذ قال -صلى الله عليه وسلم-: (دعوة ذي النون إذ دعا بها وهو في بطن الحوت: لا إله إلا أنت سبحانك إني كنت من الظالمين، فإنه لا يدعو بها رجل مسلم في شيء قط إلا استجاب له).^[٣]
• وفي حديث ابن عباس -رضي الله عنهما-: (أنَّ رسول الله -صلى الله عليه وسلم- كان يدعو بهؤلاء الكلمات: ربِّ أعنِّي ولا تُعِن عليَّ، وانصرني ولا تنصُر عليَّ، وامكُر لي ولا تمكُر عليَّ، وانصُرني على من بَغى عليَّ، ربِّ اجعلني لَكَ شَكَّارًا، لَكَ ذَكَّارًا، لَكَ رَهَّابًا، لَكَ مِطواعًا، لَكَ مُخبتًا، إليكَ أوَّاهًا مُنيبًا، ربِّ تقبَّل توبَتي، واغسِل حوبَتي، وأجِب دعوتي، وثبِّت حجَّتي، واهدِ قلبي، وسدِّد لِساني، واسلُل سخيمةَ قلبي)^[٤].
• أن يكثر من الحوقلة؛ فيقول: لا حول ولا قوة إلا بالله.

أدعية أخرى عند الخروج من المنزل

• إذا خرج المسلم من بيته ودخل بلدة أخرى يقول: (اللهم رب السموات السبع وما أظللن، ورب الأرضين السبع وما أقللن، ورب الشياطين وما أضللن، ورب الرياح وما ذرين، أسألك خير هذه القرية، وخير أهلها، وخير ما فيها، وأعوذ بك من شرها، وشر أهلها، وشر ما فيها)^[٥]
• إذا خرج المسلم من بيته قاصداً سفراً؛ ثمّ نزل منزلاً ليستريح؛ ففي الحديث الصحيح عن النبي -صلى الله عليه وسلم- أنّه قال: (إِذَا نَزَلَ أَحَدُكُمْ مَنْزِلًا، فَلْيَقُلْ: أَعُوذُ بكَلِمَاتِ اللهِ التَّامَّاتِ مِن شَرِّ ما خَلَقَ، فإنَّه لا يَضُرُّهُ شيءٌ حتَّى يَرْتَحِلَ منه)^[٦]

أدعية أخرى لتسهيل الأمور

من المشروع أن يدعو المسلم بما يفتح الله -تعالى- عليه حسب حاله وحاجته، ومن ذلك:

• اللهم إنّي وكلتُ أمري إليك؛ فيسّر لي أمري، وسهّل لي دربي، واقضِ لي فيما يرضيك حاجاتي يا رب العالمين.
• اللهم يا مدبّر الأمور، دبّر لي أمري فإنّي لا أُحسن التدبير يا أرحم الراحمين.
• اللهم هذا حالي لا يخفى عليك، وهذا ضعفي ظاهر بين يديك، فارحمني رحمة تغنيني بها عن رحمة من سواك يا أكرم الأكرمين.
• اللهم يا مجيب الدّعوات وقاضي الحاجات أجب دعائي واكتب لي القبول في كلّ أمري.

المراجع

1. ↑ رواه الألباني، في الكلم الطيب، عن أم سلمة أم المؤمنين، الصفحة أو الرقم:60، حسن صحيح.
2. ↑ رواه الالباني، في تخريج سنن أبي داود، عن أنس بن مالك، الصفحة أو الرقم:5095، صحيح.
3. ↑ رواه الألباني، في صحيح الترمذي، عن سعد بن أبي وقاص، الصفحة أو الرقم:3505، صحيح.
4. ↑ رواه ابن القيم، في الوابل الصيب، عن عبدالله بن عباس ، الصفحة أو الرقم:196، صحيح.
5. ↑ رواه شعيب الأرناؤوط، في تخريج مشكل الآثار، عن صهيب، الصفحة أو الرقم: 2529 ، صحيح.
6. ↑ رواه مسلم، في صحيح مسلم، عن خولة بنت حكي، الصفحة أو الرقم: 2708 ، صحيح.