الطواف حول الكعبة
الطّواف ركن من أركان الحجّ والعمرة، وهو الدوران حول الكعبة سبعة أشواط وبعكس عقارب السّاعة، مبتدئًا من مقابل الحجر الأسود ومنتهيًا عنده جاعلًا الكعبة عن يساره، وعندما يصل إلى الحجر يلمس الحجر بيديه ويقبّله إن أمكن، لحديث ابْنَ عُمَرَ -رَضِيَ اللَّهُ عنْهما-، قالَ: "رَأَيْتُ رَسولَ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ يَسْتَلِمُهُ ويُقَبِّلُهُ"،[١] وإن لم يستطع أشار إليه بيده وكبّر، ويسنّ للحاج والمعتمر أن يرمل أي: يسارع المشي مع تقارب الخطى في الأشواط الثّلاثة الأولى، وأن يضطبع في كلّ طوافه، بأن يضع وسط ردائه تحت كتفه الأيمن وطرفيه فوق كتفه الأيسر ساترًا السّرّة إلى الرّكبتين، والمرأة لا ترمل وتستر كامل جسدها باستثناء وجهها وكفّيها، وفيما يلي بيان دعاء الطواف حول الكعبة في العمرة.
دعاء الطواف حول الكعبة في العمرة
فيما يخص دعاء الطواف حول الكعبة في العمرة، لم بثبت عن النّبيّ – صلّى الله عليه وسلّم- أنّه خصّ دعاء أو ذكرًا معيّنًا في الطّواف حول الكعبة، إلا فيما ورد عنه بين الرّكن اليمانيّ والحجر الأسود، قوله –صلّى الله عليه وسلّم-: "ربَّنا آتِنا في الدُّنيا حسنةً وفي الآخرةٍ حسنةً وقِنا عذابَ النَّارِ"،[٢] وفي باقي الطّواف فإنّه مخيّر بين الدّعاء والذّكر وقراءة القرآن، والدّعاء مستحبّ في كلّ الطّواف، وعلى الطّائف أن يدع لهو الحديث، وأن يشتغل بالدّعاء أو بالذّكر أو بقراءة القرآن أو بأمر بمعروف أو نهي عن منكر، وقال بعض العلماء كابن تيمية وابن عثيمين -رحمهما الله تعالى-: ليس في الطّواف دعاء معيّن أو ذكر محدود عن النّبيّ -صلّى الله عليه وسلّم- لا بقوله ولا بأمره ولا بتقريره ولا بتعليمه، بل يدعو بما يحبّ ويرغب من الأدعية الشّرعيّة، وما يتناقله النّاس من أدعية معيّنة تحت الميزاب ونحو ذلك فلا أصل له، وكلّ ما ثبت عن النّبيّ -صلّى الله عليه وسلّم- أنّه كان يختم طوافه بين الرّكنين بقوله: "ربَّنا آتِنا في الدُّنيا حسنةً وفي الآخرةٍ حسنةً وقِنا عذابَ النَّارِ"،[٢] وقد ثبت عنه بأنّه كان يختم ثائر دعائه بهذا الدّعاء، وعلى هذا فإنّه على الطّائف أن يدعو بما يشاء من الأدعية الشّرعيّة المباحة، وأن يشتغل بجميع أنواع الذكر من تسبيح وتحميد وتكبير وتهليل وتلاوة للقرآن.[٣]
من أدعية وأذكار الطواف
كما سبق في الحديث عن دعاء الطواف حول الكعبة في العمرة، وبأنّه لم يثبت شيء معيّن عن النّبيّ -صلّى الله عليه وسلّم- باستثناء: "ربّنا آتنا في الدّنيا حسنة..إلى آخره"، فاختار بعض العلماء بعض الأدعية والأذكار، تقال في الطّواف وهي من المستحبّات وليست ملزمة كأن يقول عند استلام الحجر الأسود أولًا، وعندما يبدأ بالطّواف أيضًا: بِسمِ اللَّهِ، واللَّهُ أكْبَرُ، اللَّهُمَّ إيمَاناً بِكَ وَتَصدِيقًا بِكِتابِكَ، وَوَفاءً بِعَهْدِكَ وَاتِّباعًا لِسُنَّةِ نَبِيِّكَ -صلى اللّه عليه وسلم-، وهذا الذكر يُستحبّ أن يكرِّره عند محاذاة الحجر الأسود في كل شوط من الطّواف، وأن يقولَ في رمله في الأشواط الثّلاثة "اللَّهُمَّ اجْعَلْهُ حَجًّا مَبْرُورًا، وذنْبًا مَغْفُورًا، وَسَعْيًا مَشْكُورًا"، ويدعو في الأشواط الأربعة الباقية: "اللَّهُمَّ اغْفِر وَارْحَمْ، وَاعْفُ عَمَّا تَعْلَمْ وَأنْتَ الأعَزُّ الأكْرَم، اللَّهُمَّ رَبَّنا آتنا في الدُّنْيا حَسَنَةً وفي الآخِرة حَسَنةً وَقِنا عَذَابَ النَّارِ"، والشّافعيّ -رحمه الله-: أحبّ ما يدعو به الطّائف: "اللَّهُمَّ ربَّنا آتِنا في الدُّنيا حسنةً وفي الآخرةٍ حسنةً وقِنا عذابَ النَّارِ"، قال: وأن يدعو به في كلّ طوافه، ومن العلماء من قال: قراءة القرآن أفضل من الدّعاء غير المأثور في الطّواف، وأمّا المأثور فهو من القراءة، ومتى فرغ من الطّواف ومن صلاة الرّكعتين بعد الطّواف، يُستحبّ له أن يدعوَ بما أحبّ، ومن الأدعية المنقولة: "اللَّهُمَّ أَنَا عَبْدُكَ وَابْنُ عَبْدِكِ أتَيْتُكَ بِذُنُوبٍ كَثِيرَةٍ وأعْمالٍ سَيِّئَةٍ، وَهَذَا مَقَامُ العائِذِ بِكَ مِنَ النَّارِ، فاغْفِرْ لي إنَّكَ أنْتَ الغَفُورُ الرَّحِيمُ".[٤]
المراجع
- ↑ رواه البخاري، في صحيح البخاري، عن عبدالله بن عمر، الصفحة أو الرقم: 1611، صحيح.
- ^ أ ب رواه ابن حزم، في حجة الوداع ، عن عبدالله بن السائب، الصفحة أو الرقم: 155، إسناده متصل صحيح.
- ↑ "ما يقول أثناء الطواف؟ "، www.islamqa.info، اطّلع عليه بتاريخ 11-09-2019. بتصرّف.
- ↑ "أذكار الطواف"، www.kalemtayeb.com، اطّلع عليه بتاريخ 11-09-2019. بتصرّف.