الدعاء عند الغضب
ثبتت العديد من الأدعية عن النبي-صلى الله عليه وسلم- كما يسن للمسلم أن يرددها حتى يتخلص من أي حالة غضب يشعر بها؛ كما سيتم ذكر بعض من هذه الأدعية على النحو الآتي: قال النبي -صلى الله عليه وسلم-: (إنِّي لَأَعْلَمُ كَلِمَةً لو قالَهَا ذَهَبَ عنْه ما يَجِدُ، لو قالَ: أعُوذُ باللَّهِ مِنَ الشَّيْطَانِ، ذَهَبَ عنْه ما يَجِدُ)،[١] وهذا ما يقوله المسلم في حالة الغضب؛ لأن سبب الغضب الذي يثير الإنسان هو الشيطان.
ويُقصد بالاستعاذة هنا: هو اللجوء لله -تعالى- بطرد الشيطان وزوال كل ما وجد بسببه، والغضب الذي يقصد بحديث النبي -صلى الله عليه وسلم- هو الغضب بأمور الحياة اليومية، أي لغير الله -تعالى-.[٢]
وليس الغضب على ما فيه إساءة إلى الله -عز وجل- وإلى الدين؛ فهذا الغضب محمود وهو غيرةٌ على الدين،[٢] ومما جاء كذلك في الدعاء عند الغضب قوله -تعالى-: (وَإِمَّا يَنزَغَنَّكَ مِنَ الشَّيْطَانِ نَزْغٌ فَاسْتَعِذْ بِاللَّـهِ إِنَّهُ هُوَ السَّمِيعُ الْعَلِيمُ).[٣][٤]
سؤال الله كلمة الحق عند الغضب
ثبت عن النبي-صلى الله عليه وسلم- أنه كان يسأل الله كلمة الحق أي ما هو عدل وصواب عند غضبه وعلى المسلم التحلي اتباع هذه السنة حتى لا يخرج منه ما هو باطل؛ وفيما يلي بيان هذا الدعاء:
ورد عن النبي -صلى الله عليه وسلم- طلبه من الله الرضا عند الغضب، إذ قال -عليه الصلاة والسلام-: (اللهمَّ إِنَّي أسألُكَ خشْيَتَكَ في الغيبِ والشهادَةِ، وأسألك كَلِمَةَ الْحَقِّ فِي الرِّضَا والغضَبِ).[٥]
وقد سأل النبي -صلى الله عليه وسلم- الله -تعالى- أن يكون قوله حقاً سواء في حالة الرضا، أو الغضب، وأن يقول كلام الحق عن الناس في غضبه؛ إذ إنّ الإنسان عند الغضب قد يصدر منه قول يخالف الحقيقة، وبعيد عن الصواب والعدل.[٦]
كما كان لمن يملك نفسه عند الغضب حظاً في مدح الله له في كتابه العزيز، وذلك في قوله -تعالى-: (وَإِذَا مَا غَضِبُوا هُمْ يَغْفِرُونَ)،[٧] ويدل ذلك على شدة إيمانه وقدرته على ضبط غضبه.[٦]
ما يفعله المرء إذا غضب
يمكن للمسلم أن يتجاوز حالة الغضب التي يمر بها من خلال بعض الأمور المستحبة، وفيما يلي بيان ذلك:[٨]
- ذكر الله -تعالى- عند الغضب، فيشعر بالخوف ويلجأ إلى ذكره -عز وجل- وطاعته، وبذلك يزول ما يحمل بقلبه من غضب.
- التفكر فيما ورد من أحاديث عن كظم الغيظ والتسامح، وما له من ثواب وأجر ومنزلة عالية عند الله -تعالى-، فيهدأ ويخف غيظه.
- تذكر عقاب الله -تعالى-، وأن له القدرة على أن يسلط عليه غضبه، فيخاف من غضبه على بشر مثله ويعفو عنه.
- تحذير نفسه من آثار العداوة والكره في تدمير حياته وأغراضه، وتشمت الناس بمصائبه فكل إنسان محاط بالمصائب، وغضبه لا فائدة منه إلا تغيير في حالة للأسوأ.
- التحلي بأخلاق الأنبياء -رضوان الله عليهم- من عفو وتسامح، وتذكر حالته عند الغضب وتشبيهه بالكلب وما في هذه الصورة من قبح واشمئزاز.
- الاستعاذة بالله -تعالى- من الشيطان الرجيم.
- إدراك أن ما حصل معه هو بتقدير من الله -تعالى-، وأنه لن يحصل له شيء إلا ما كتبه الله له.
- تذكر عاقبة الغضب الوخيمة من انتقام وندم.
- تغيير الحال الذي هو عليه حالة الغضب، فإن كان قائماً يجلس، وإن كان جالساً يضطجع، والقيام بالوضوء.
- تذكّر أثر الغضب على علاقته مع الآخرين، إذ يتجنبه الجميع، وينفروا منه خوفاً من غضبه فيبقى وحيداً.
- تذكر الثواب المترتب على العفو والحلم والتسامح.
المراجع
- ↑ رواه البخاري، في صحيح البخاري، عن سليمان بن صرد، الصفحة أو الرقم:3282، صحيح.
- ^ أ ب مجدي بن عبدالوهاب الأحمد، شرح حصن المسلم من أذكار الكتاب والسنة، صفحة 280-281. بتصرّف.
- ↑ سورة فصلت، آية:36
- ↑ سعيد بن وهب القحطاني، الذكر والدعاء والعلاج بالرقي من الكتاب والسنة، صفحة 77. بتصرّف.
- ↑ رواه الألباني، في الكلم الطيب، عن عمار بن ياسر، الصفحة أو الرقم:106، صحيح.
- ^ أ ب عبدالرزاق البدر، أذكار الطهارة والصلاة، صفحة 101. بتصرّف.
- ↑ سورة الشورى، آية:37
- ↑ مجموعة من المؤلفين، نضرة النعيم في مكارم أخلاق الرسول الكريم، صفحة 5078. بتصرّف.