دعاء المريض للشفاء من المرض

كتابة:
دعاء المريض للشفاء من المرض

دعاء المريض للشفاء من المرض

أيهما أفضل أن يدعو المرء لنفسه أم يطلب من غيره أن يدعو له؟

إن أفضل الأدعية هي دعاء المرء لنفسه، فإن فضل دعاء المسلم لنفسه عظيم، فهو أكثر معرفة من الآخرين بحاجته وأمور حياته، وكل أمر يرغب فيه وتسمو روحه إليه، وعليه فإن المرء عندما يدعو يكون في أقرب منزلة من الله، ذلك لأنه قد آمن وأيقن أن لا إجابة لأمره من دون الدعاء، فقيام المسلم بالدعاء لنفسه أفضل في كل الأحوال.[١]


أما عن فضل دعاء الآخرين فهو أمر حسن وله فضائله وميزاته، إلا أنه قد يجعل من الداعي لغيره يظن ويعتقد أنه لم يعد مفتقرًا إلى الله، وأن حال قربه من الله قد بلغ مكانة غير مكانة الآخرين، فيلتمس افتقار الآخرين إلى ربهم ولا يشعر بافتقاره هو، وعليه فإن الداعي إلى الله يتخلى عن زهزوه ويتخلى عن صفة العجب والمنة التي قد تصيبه، ويبقى المؤمن عندما يدعو لنفسه في حالة ترقب للوقت المستحب للدعاء، ويحصل على استجابة دعاءه فيلمس قرب الله منه، ورفعة قدره عند الله.[١]


وفي طلب الإنسان الدعاءَ من غيره حتى وإن كان جائزًا في أصله إلا أن هناك بعض المحاذير، أن فيه نوع مسألة، فكون المرء يطلب الدعاء من غيره، فيه نوع من الذلة والمسكنة له، فأنت ستلين له القول وتخضع له، وهذا نوع مسكنة، فلا ينبغي للمؤمن أن يطلب من أحد الدعاء له، فالطلب بافتقار لله وحده، أن ذلك فيه ترك الدعاء، والاعتماد على الآخرين، ومن اعتمد على الآخرين في الدعاء فهذا يجعله يهمل دعاءه لنفسه، بل قد لا يبحث في أمور الدعاء المهمة، كأسباب الإجابة، وموانعها، وغير ذلك من الأمور المتعلقة بالدعاء.[٢]


ولهذا فإن الإنسان إن هجر الدعاء لنفسه، ناله البعد عن الله، وعليه يفقد حالة الخشوع والانكسار التي لا يشعر بها إلا مع الله، تلك التي من شأنها أن تجعل العبد في مكانة عالية عند ربه، وفي حال أراد الرجوع مرة أخرى ليدعو لنفسه، فإنه قد يفقد صيغة الدعاء، وكيف يبدأ به، وينتهي به الحال خاسرًا، فاقدًا قرب الله منه، وأما عن الحالة التي تصيب الآخر الذي يُطلب منه الدعاء، فهذا من شأنه أن يصيبه ببعض الغرور، فيعجب بنفسه ومكانته عند ربه، وأنه أصبح بمنزلة يطلب منه الآخرين الدعاء لهم، فيفقد الآخر صدقه في المناجاة وقربه من الله.[٢]


دعاء المريض لنفسه من القرآن والسنة النبوية

ما الأدعية التي يمكن أن يدعو بها المريض من القرآن والسنة؟


  • قال الله تعالى: {اللَّهُ لَا إِلَٰهَ إِلَّا هُوَ الْحَيُّ الْقَيُّومُ ۚ لَا تَأْخُذُهُ سِنَةٌ وَلَا نَوْمٌ ۚ لَّهُ مَا فِي السَّمَاوَاتِ وَمَا فِي الْأَرْضِ ۗ مَن ذَا الَّذِي يَشْفَعُ عِندَهُ إِلَّا بِإِذْنِهِ ۚ يَعْلَمُ مَا بَيْنَ أَيْدِيهِمْ وَمَا خَلْفَهُمْ ۖ وَلَا يُحِيطُونَ بِشَيْءٍ مِّنْ عِلْمِهِ إِلَّا بِمَا شَاءَ ۚ وَسِعَ كُرْسِيُّهُ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ ۖ وَلَا يَئُودُهُ حِفْظُهُمَا ۚ وَهُوَ الْعَلِيُّ الْعَظِيمُ}.[٣][٤]


  • قال الله تعالى: {قُلْ هُوَ اللَّهُ أَحَدٌ اللَّهُ الصَّمَدُ لَمْ يَلِدْ وَلَمْ يُولَدْ وَلَمْ يَكُنْ لَهُ كُفُوًا أَحَدٌ}.[٥][٦]
  • قال الله تعالى: {قُلْ أَعُوذُ بِرَبِّ الْفَلَقِ مِنْ شَرِّ مَا خَلَقَ وَمِنْ شَرِّ غَاسِقٍ إِذَا وَقَبَ وَمِنْ شَرِّ النَّفَّاثَاتِ فِي الْعُقَدِ وَمِنْ شَرِّ حَاسِدٍ إِذَا حَسَدَ}.[٧][٨]
  • قال الله تعالى: {قُلْ أَعُوذُ بِرَبِّ النَّاسِ مَلِكِ النَّاسِ إِلَهِ النَّاسِ مِنْ شَرِّ الْوَسْوَاسِ الْخَنَّاسِ الَّذِي يُوَسْوِسُ فِي صُدُورِ النَّاسِ مِنَ الْجِنَّةِ وَالنَّاسِ}.[٩][١٠]


  • قال رسول الله: "أَذْهِبِ البَاسَ، رَبَّ النَّاسِ، وَاشْفِ أَنْتَ الشَّافِي، لا شِفَاءَ إلَّا شِفَاؤُكَ، شِفَاءً لا يُغَادِرُ سَقَمًا. وفي رِوَايَةِ أَبِي بَكْرٍ: فَدَعَا له، وَقالَ: وَأَنْتَ الشَّافِي".[١١][١٢]


  • قال رسول الله: "أعوذُ بكلماتِ اللهِ التاماتِ التي لا يُجاوزُهنَّ برٌّ ولا فاجرٌ من شرِّ ما خلق وذرأَ وبرأَ ومن شرِّ ما ينزلُ من السماءِ ومن شرِّ ما يعرجُ فيها ومن شرِّ ما ذرأ في الأرضِ ومن شرِّ ما يخرجُ منها ومن شرِّ فتَنِ الليلِ والنهارِ ومن شرِّ كلِّ طارقٍ إلا طارقًا يطرقُ بخيرٍ يا رحمنُ".[١٣][١٤]
  • قال رسول الله: "ضَعْ يدَك على الَّذي تأْلَمُ مِن جسدِك وقُلْ: بسمِ اللهِ ثلاثًا وقُلْ: أعوذُ باللهِ وقدرتِه مِن شرِّ ما أجِدُ وأُحاذِرُ سبعَ مرَّاتٍ".[١٥][١٦]


كما يمكنك قراءة المزيد حول آيات الشفاء بالاطلاع على هذا المقال: ما هي آيات الشفاء


دعاء المريض لنفسه بالشفاء مما يمكن أن يُدعى به

بماذ يمكن أن يدعو العبد المريض لنفسه؟


  • اللهم إني أسألك من عظيم كرمك وبواسع قدرتك وبكرمك الذي تؤتيه من تشاء، أن ترفع عني هذا الألم وتشفيني
  • يا رب أمدني بكرمك العظيم وسترك الواسع اللهم تمم شفاءي على خير واجعل العافية في جسدي وخفف عني كل هذه الآلام.
  • يا مفرجالكرب ومجيب دعوة المضطر من عبادك، يا الله أسألك بعظيم رحمتك أن تمدني بالشفاء وتبعدني عن كل الأسقام.
  • اللهم بعدد من صلى على رسول الله، وعدد من حمدك وسبحك، اجعل لي رحمة وتخفيف من هذا الألم والكرب.
  • يا رب لم أيأس ولم أتعب لكنه وجع مؤلم وعظيم وأيام ثقيلة، فاجعل الرحمة من لدنك.
  • يا رب أنا عاجز وكل هؤلاء البشر في عجز والأطباء عاجزون عن شفاءي، إن لم تشأ لي إياه أنت، يا رب أرجوك وأستعين بقدرتك أن تكتب لي الشفاء من هذا الداء، أنا وكل المسلمين والمسلمات، لا أحد يشعر بهذا الألم إلا أنت، ولا إله إلا أنت.
  • اللهم إني أدعوك بأسماءك الحسنى التي إذا دعيت به أجبت، وإذا سألك بها عبدك أعطيته، يا رب اشفني يارب اشفني.
  • الحمد لله على ما هو قادم والحمد لله على ما أنا فيه والحمد لله على هذا المرض.
  • اللهم اجعل لي في كل باب أطرقه للخير سببًا في شفاءي.
  • اللهم باعد بيني وبين هذا المرد بعد السماء والأرض.
  • اللهم يا لطيف يا خبير، اشفني من مرضي هذا وخفف عني، إنك على كل شيء قدير.
  • اللهم يا ربنا، اشفني من مرضي هذا، واجعله سببًا لرفعة درجاتي في الجنة، إنك أنت المهيمن ذو الفضة والمنّة.



كما يمكنك قراءة المزيد حول أدعية الشفاء بالاطلاع على هذا المقال: دعاء الشفاء العاجل


إن ابتُليت بمرض والدتك فيمكنك الاطلاع على هذا المقال: دعاء لشفاء الأم المريضة


وإن امتحنك الله تعالى بمرض أبيض فيمكنك الاطلاع على هذا المقال: دعاء للأب المريض

المراجع

  1. ^ أ ب المناوي، كتاب فيض القدير، صفحة 32. بتصرّف.
  2. ^ أ ب محمد نصر الدين محمد عويضة، كتاب فصل الخطاب في الزهد والرقائق والآداب، صفحة 481. بتصرّف.
  3. سورة البقرة، آية:255
  4. إبراهيم الإبياري، الموسوعة القرآنية، صفحة 183.
  5. سورة سورة الاخلاص، آية:1
  6. أبو بكر الجزائري، أيسر التفاسير للجزائري، صفحة 628.
  7. سورة الفلق، آية:1
  8. محمد علي الصابوني، مختصر تفسير ابن كثير، صفحة 694.
  9. سورة الناس، آية:1
  10. ابن عثيمين، كتاب لقاء الباب المفتوح، صفحة 13.
  11. رواه مسلم، في صحيح مسلم، عن عائشة أم المؤمنين، الصفحة أو الرقم:2191، صحيح.
  12. مسلم، صحيح مسلم، صفحة 1722.
  13. رواه ابن باز، في مجموع فتاوى ابن باز، عن عبدالرحمن بن خنبش، الصفحة أو الرقم:4، صحيح.
  14. أحمد بن حنبل، مسند أحمد ط الرسالة، صفحة 202.
  15. رواه ابن حبان، في صحيح ابن حبان، عن عثمان بن أبي العاص الثقفي، الصفحة أو الرقم:2967، صحيح.
  16. ابن حبان، صحيح ابن حبان، صفحة 231.
5100 مشاهدة
للأعلى للسفل
×