محتويات
دعاء النبي يوم بدر
بدأت معركة بدر وتجهَّزت الجيوش وإذ بالنَّبي -عليه الصَّلاة والسَّلام- ينظر إلى المسلمين فيجد عددهم ثلاثمئة مقاتل، وبالمقابل عدد كفار قريش يزيد عن الألف، فرفع يديه إلى الله -سبحانه وتعالى- متضرِّعًا ووصفه عمر بن الخطاب فقال:[١](فاستقبَلَ نبيُّ اللهِ صلَّى اللَّهُ علَيهِ وسلَّمَ القبلةَ ثمَّ مدَّ يدَيهِ وجعلَ يَهتِفُ بربِّهِ: اللَّهمَّ أنجِز لي ما وعدتَني اللَّهمَّ إنَّكَ إن تُهلِك هذهِ العصابةَ مِن أهلِ الإسلامِ لا تُعبدُ في الأرضِ فما زالَ يَهتِفُ بربِّهِ مادًّا يدَيهِ مُستقبِلَ القِبلةِ حتَّى سقطَ رداؤُهُ عن مَنكِبَيهِ فأتاهُ أبو بكرٍ فأخذَ رداءَهُ فألقاهُ علَى مَنكبَيهِ ثمَّ التزمَهُ مِن ورائِهِ وقالَ: يا نبيَّ اللهِ كفاكَ مناشدتَكَ ربَّكَ فإنَّهُ سَينجِزُ لَكَ ما وعدَكَ فأنزلَ اللَّهُ تبارَك وتعالى {إِذْ تَسْتَغِيثُونَ رَبَّكُمْ فَاسْتَجَابَ لَكُمْ أنِّي مُمِدُّكُمْ بِألْفٍ مِنَ الْمَلَائِكَةِ مُرْدِفِينَ}، فأمدَّهُم اللَّهُ بالملائكةِ)،[٢] وهو حديثٌ حسنٌ في كتاب صحيح التَّرمذي.[١] وهو حديثٌ حسنٌ في كتاب صحيح التَّرمذي.
هل كان دعاء النبي يوم بدر لوحده أم مع أصحابه؟
لقد ثبت في الأحاديث الصَّحيحة أنَّ الصَّحابي أبو بكر الصِّديق كان مع النَّبي أثناء دعائه في معركة بدر، وبدأ يهوِّن عليه هذا الموقف، كما أنَّ الصَّحابة كانوا يقفون أمام النَّبي عليه السَّلام، فأشفق على حالهم وبدأ بالدُّعاء لهم، فقال: "اللَّهمَّ إنَّهم حُفاةٌ فاحملْهم اللَّهمَّ إنَّهم عُراةٌ فاكسُهم اللَّهمَّ إنَّهم جياعٌ فأشبعهم"،[٣] ولقد فتح الله على المسلمين في معركة بدر فانتصروا، وقيل إنَّ الصَّحابة -رضوان الله عليهم- جميعهم غنموا في هذه المعركة فهناك من رجع بجمل وهناك من رجع بجملين.[٤]
كيف كانت حال النبي عندما دعا ربّه في بدر؟
عندما وقعت غزوة بدر ورأى النَّبي عليه الصَّلاة والسَّلام أعداد المشركين، شعر بالخوف على القلَّة المسلمة وعلى مستقبل الإسلام فلجأ إلى الله سبحانه وتعالى؛ ليدعوه من أجل نصر المسلمين، وكان متضرِّعًا ووجلًا واستمرَّ في حالة الخشوع تلك في دعائه، حتَّى غشَّاه الله ببرهةٍ من النُّعاس.[٥]
هل استجاب الله دعوة نبيّه يوم بدر؟
لقد بشر الله نبيه برؤياه عندما أخذته سنةٌ من النَّوم بالنَّصر، فاستيقظ الرَّسول الأميُّ وهو ينادي إنَّه النَّصر، وبدأ يتلو قوله تعالى من سورة القمر: {سَيُهْزَمُ الْجَمْعُ وَيُوَلُّونَ الدُّبُرَ}،[٦] وكان النَّصر حليفًا للمؤمنين بعد أن قُتل سبعون رجلًا من المشركين.[٥]
المراجع
- ^ أ ب ابن كثير، السيرة النبوية لابن كثير، صفحة 417. بتصرّف.
- ↑ رواه الألباني، في صحيح الترمذي، عن عمر بن الخطاب، الصفحة أو الرقم:3081، حسن.
- ↑ رواه الألباني، في صحيح داوود، عن عبدالله بن عمرو، الصفحة أو الرقم:2747، حسن.
- ↑ الربيعي خالد، من عجائب الدعاء، صفحة 26. بتصرّف.
- ^ أ ب محمد الطيب النجار، القول المبين في سيرة سيد المرسلين، صفحة 232. بتصرّف.
- ↑ سورة القمر، آية:45