دعاء الهم و الكرب

كتابة:
دعاء الهم و الكرب

دعاء الهم 

عند امتلاء قلب الإنسان وروحه بالهم والضيق، يكون سكنه وراحته وانشراح صدره بإذن الله بالدعاء، فورد العديد من الأدعية لإزالة الهم في القرآن والسنة. ويجوز للإنسان أن يدعي بأي دعاء وصيغة يراها، ومن أدعية الهم:

  • دعاء نبي الله موسى -عليه السلام-: (قَالَ رَبِّ اشْرَحْ لِي صَدْرِي).[١]
  • وروي عن الرسول أنه قال: (اللهم إني أعوذ بك من الهمِّ و الحزَنِ، والعجزِ والكسلِ، والجُبنِ والبُخلِ، وضَلَعِ الدَّينِ وغَلَبَةِ الرجالِ).[٢]
  • قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: (يا عليُّ، ألا أُعَلِّمُك دعاءً إذا أصابَك غمٌّ أو همٌّ تدعو بهِ ربَّك فيُستجابُ لكَ بإذنِ اللهِ ويُفرَّجُ عنكَ ؟ توضَّأْ وصلِّ ركعتينِ، واحمدِ اللهَ وأثنِ عليهِ، وصَلِّ علَى نَبِيِّك، واسْتغفِرْ لِنفسك وللمؤمنينَ والمؤمناتِ، ثمَّ قل: (اللَّهمَّ أنت تَحكمُ بين عِبادِك فيما كانوا فيهِ يختلِفونَ، لا إلهَ إلَّا اللهُ العليُّ العظيمُ، ولا إلهَ إلَّا اللهُ الحليمُ الكريمُ سبحانَ اللهِ رَبِّ السَّمواتِ السَّبعِ ورَبِّ العرشِ العظيمِ الحمدُ للهِ ربِّ العالمينَ، اللَّهمَّ كاشِفَ الغمِّ، مُفرِّجَ الهمِّ، مُجيبَ دعوةِ المضطرِّينَ إذا دعَوكَ، رَحمنَ الدُّنيا والآخرةِ ورحيمَهُما فارْحَمني في حاجَتي هذهِ بِقضائِها ونَجاحِها، رَحمةً تُغْنِينِي بِها عَن رحمةِ مَن سِواك).[٣]
  • (اللهم إليك أشكو ضعف قوتي وقلةَ حيلتي وهواني على الناسِ، يا أرحمُ الراحمين إلى من تكلني، إن لم تكن ساخطًا عليَّ فلا أبالي، غيرَ أن عافيتَك أوسعُ لي، أعوذُ بنورِ وجهِك الكريمِ الذي أضاءت له السماواتُ والأرضُ وأشرقت له الظلماتُ وصَلَحَ عليه أمرُ الدنيا والآخرةِ، أن تُحِلَّ عليَّ غضبَك أو تُنزِلَ عليَّ سخطَك، ولك العُتْبى حتى ترضى، ولا حولَ ولا قوةَ إلا بك)، ودرجة هذا الحديث ضعيف، لكنه ذكر وكل الذكر خير.[٤]
  • كانَ رسول الله -صلى الله عليه وسلم- إذا أهَمَّهُ الأمرُ: (رفعَ رأسَهُ إلى السَّماءِ وقالَ: سُبحانَ اللَّهِ العَظيمِ، وإذا اجتهَدَ في الدُّعاءِ قالَ: يا حَيُّ يا قيُّومُ).[٥]
  • وورد عنه عليه السلام: (من قال إذا أصبح وإذا أمسى حسبيَ اللهُ لا إلهَ إلا هو عليه توكلتُ وهو ربُّ العرشِ العظيمِ سبعَ مراتٍ كفاه اللهُ ما أهمَّهُ).[٦]
  • الإكثار من الصلاة على النبي -صلى الله عليه وسلم-: (جاء رجل إلى النبي فقال: يا رسولَ اللهِ أجعَلُ ثُلُثَ صلاتي عليك؟ قال: نعم إنْ شِئْتَ قال: الثُّلُثينِ؟ قال: نعم قال: فصلاتي كلَّها؟ فقال رسولُ اللهِ -صلَّى اللهُ عليه وسلم-: إذن يكفيَك اللهُ ما همَّك مِن أمرِ دُنياك وآخِرَتِك).[٧]
  • اللهم لا تجعل الدنيا أكبر همي، وهونها على قلبي، واصرف عني كل شر، إليك وكلت كل أمر.

دعاء الكرب

على الإنسان عند نزول الكرب به أن يتوجه إلى الله بالدعاء؛ حتى يرفعه عنه بإذنه، فورد في النصوص الشرعية أدعية للكرب عند وقوعه، ويصح للمسلم أن يدعو بأي دعاء آخر يريده، ومن الأدعية التي وردت:

  • قال -تعالى-: (رَبَّنَا وَلَا تُحَمِّلْنَا مَا لَا طَاقَةَ لَنَا بِهِ ۖ وَاعْفُ عَنَّا وَاغْفِرْ لَنَا وَارْحَمْنَا).[٨]
  • دعاء النبي يونس -عليه السلام-، قال الله -تعالى-: (وَذَا النُّونِ إِذ ذَّهَبَ مُغَاضِبًا فَظَنَّ أَن لَّن نَّقْدِرَ عَلَيْهِ فَنَادَى فِي الظُّلُمَاتِ أَن لَّا إِلَـهَ إِلَّا أَنتَ سُبْحَانَكَ إِنِّي كُنتُ مِنَ الظَّالِمِينَ* فَاسْتَجَبْنَا لَهُ وَنَجَّيْنَاهُ مِنَ الْغَمِّ وَكَذَلِكَ نُنجِي الْمُؤْمِنِينَ)،[٩] كلمات لا يقولُها مَكْروبٌ إلَّا فرَّجَ اللَّهُ عنهُ، قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: (أَلَا أُخْبِرُكُمْ بشيءٍ إذا نزلَ برجلٍ منكم كربٌ، أو بلاءٌ، مِنْ أمرِ الدنيا دعا بِهِ فَفُرِّجَ عنه؟ دُعاءُ ذي النونِ -وهو في بَطنِ الحوتِ-: لَا إِلَهَ إِلَّا أَنْتَ سُبْحَانَكَ إِنِّي كُنْتُ مِنَ الظَّالِمِينَ).[١٠]
  • كان رسول الله -صلى الله عليه وسلم- يقول عند الكَرْبِ: (لَا إِلَهَ إِلَاّ اللهُ الْعَظِيمُ الْحَلِيمُ، لَا إِلَهَ إِلَاّ الله رَبُّ الْعَرْشِ الْعَظِيمُ، لَا إِلَهَ إِلَاّ اللهُ رَبُّ السَّمَاوَاتِ وَرَبُّ الأَرْضِ وَرَبُّ الْعَرْشِ الْكَرِيمُ).[١١]
  • كان رسول الله -صلى الله عليه وسلم- إذا كربَهُ أمرٌ قال: (يا حيٌّ يا قيومُ برحمتِكَ أستغيثُ).[١٢]
  • قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم- لأسماء بنت عميس: (ألَا أُعلِّمُكِ كلماتٍ تقولينَهُنَّ عندَ الكَرْبِ، أو في الكَرْبِ؟ اللهُ اللهُ ربِّي، لا أُشرِكُ به شيئًا).[١٣]
  • قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم- كلماتُ المكروبِ: (اللهُمَّ رحمتَك أرْجو، فلا تكلْنِي إلى نفسِي طرفةَ عينٍ، وأصلِحْ لي شأنِي كلَّه).[١٤]
  • اللهم فرج عني كرب الدنيا والآخرة، ألوذ من حولي وقوتي لحولك وقوتك، فلا يعلم كربي إلا أنت، ولا دافع له إلا أنت، ولا خير إلا بيديك، يا رب فرج همي من حيث لا أحتسب.

دعاء الحزن 

وردت نصوص شرعية من القرآن والسنة للدعاء والذكر بها عند وقوع الحزن، وللإنسان أن يدعو بما يشاء حتى يرفع الله عنه الحزن؛ فالدعاء كله خير، ومن هذه الأدعية والأذكار:

  • الإكثار من التسبيح، قال -تعالى-: (وَلَقَدْ نَعْلَمُ أَنَّكَ يَضِيقُ صَدْرُكَ بِمَا يَقُولُونَ* فَسَبِّحْ بِحَمْدِ رَبِّكَ وَكُن مِّنَ السَّاجِدِينَ)،[١٥] فما أصاب نبي من الأنبياء كرب إلا استعان بالتسبيح.
  • الاسترجاع، قال -تعالى-: (الَّذِينَ إِذَا أَصَابَتْهُم مُّصِيبَةٌ قَالُوا إِنَّا لِلَّهِ وَإِنَّا إِلَيْهِ رَاجِعُونَ)،[١٦] وقول(اللَّهمَّ عندَكَ أحتسِبُ مُصيبتي، فأْجُرنِي بها وأَبْدِلْنِي بها خَيرًا منها).[١٧]
  • دعاء سيدنا يعقوب -عليه السلام-: (إِنَّمَا أَشْكُو بَثِّي وَحُزْنِي إِلَى اللَّه).[١٨]
  • قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: (ما أصاب أحدًا قط همّ ولا حزن، فقال: اللهم إنّي عبدك، ابن عبدك، ابن أمتك، ناصيتي بيدك، ماضٍ فيّ حكمُك، عدل فيّ قضاؤك، أسألك اللهمّ بكلِّ اسمٍ هو لك، سمّيتَ به نفسَك، أو علّمتَه أحدًا مِن خلقِك، أو أنزلتَه في كتابك، أو استأثرتَ به في علم الغيب عندك: أن تجعل القرآنَ العظيمَ ربيعَ قلبي، ونورَ صدري، وجلاء حزني وذَهاب همّي، إلا أذهب اللهُ عَزَّ وَجَلَّ همَّه وحزنَه، وأبدله مكانه فرحًا". فقيل: يا رسول الله، ألا نتعلّمها؟ قال: بلى، ينبغي لمن سمعها أن يتعلّمها).[١٩]
  • كانَ رسول الله -صلى الله عليه وسلم- إذا انصَرفَ من صلاتِهِ مسحَ جبْهتَهُ بيدِهِ اليُمنى، وقالَ: (باسمِ اللَّهِ الَّذي لا إلَهَ إلا هوَ، عالمِ الغيبِ والشَّهادةِ، الرَّحمنِ الرَّحيمِ، اللَّهمَّ أذهِبْ عني الهمَّ والحزَنَ).[٢٠]
  • اللهم لا ترني في نفسي، ومن أحب ما يحزن قلبي، اللهم استودعتك قلبي، فلا تدع لي همًا إلا فرجته، ولا حزنا إلا أذهبته.

المراجع

  1. سورة طه، آية:25
  2. رواه البخاري، في صحيح البخاري، عن أنس بن مالك ، الصفحة أو الرقم:6369، صحيح.
  3. رواه الألباني ، في ضعيف الترغيب، عن أنس بن مالك، الصفحة أو الرقم:417 ، ضعيف.
  4. رواه الألباني ، في ضعيف الجامع ، عن عبدالله بن جعفر بن أبي طالب، الصفحة أو الرقم:1182 ، ضعيف.
  5. رواه الألباني، في ضعيف الجامع، عن أبي هريرة، الصفحة أو الرقم:4356 ، ضعيف.
  6. رواه ابن باز، في مجموع فتاوى ابن باز ، عن أبي الدرداء، الصفحة أو الرقم:26/65، موقوف بإسناد جيد.
  7. رواه الهيثمي، في مجمع الزوائد، عن حبان بن منقذ بن عمرو الأنصاري، الصفحة أو الرقم:163، إسناده حسن.
  8. سورة البقرة، آية:286
  9. سورة الأنبياء، آية:87-88
  10. رواه الألباني ، في صحيح الجامع، عن سعد بن أبي وقاص، الصفحة أو الرقم:2605 ، صحيح.
  11. رواه البخاري، في صحيح البخاري، عن عبدالله بن عباس، الصفحة أو الرقم:6345 ، صحيح.
  12. رواه الترمذي، في السنن، عن أنس بن مالك، الصفحة أو الرقم:3524، صحيح.
  13. رواه ابن حجر العسقلاني، في الفتوحات الربانية، عن أسماء بنت عميس، الصفحة أو الرقم: 4/10، حسن.
  14. رواه ابن حبان ، في صحيح ابن حبان، عن أبي بكر الصديق، الصفحة أو الرقم: 970 ، صحيح.
  15. سورة الحجر، آية:88-89
  16. سورة البقرة، آية:156
  17. رواه الألباني ، في ضعيف الترغيب، عن أم سلمة أم المؤمنين، الصفحة أو الرقم:2046 ، ضعيف.
  18. سورة يوسف، آية:86
  19. رواه أحمد، في المسند، عن عبدالله بن مسعود، الصفحة أو الرقم:3712، صحيح.
  20. رواه الألباني، في السلسلة الضعيفة ، عن عمرو بن قيس، الصفحة أو الرقم:3904 ، ضعيف.
4839 مشاهدة
للأعلى للسفل
×