الملائكة
جعل الله تعالى الإيمان بالملائكة إحدى أركان الإيمان، يعني أنه لا يصحّ إيمان عبد لا يؤمن بوجودها، وهي من الغيبيات التي أخبر الله تعالى عنها عن طريق الوحي، والملائكة هم مخلوقات من نور وردت صفاتهم في كثير من الأحاديث الصحيحة الثابتة عن الرسول- صلى الله عليه وسلم- لكن هناك بعض الأحاديث المكذوبة بشأن الملائكة والمنسوبة إلى الرسول -صلى الله عليه وسلم- منها ما يتم تداوله تحت عنوان دعاء جبرائيل عليه السلام.
جبريل عليه السلام
هو أحد ملائكة الله تعالى، جعله الله أمينًا على الوحي، وذكره الله تعالى في عدد من آيات الذكر الحكيم، منها قول الله تعالى: {قُلْ مَن كَانَ عَدُوًّا لِّجِبْرِيلَ فَإِنَّهُ نَزَّلَهُ عَلَىٰ قَلْبِكَ بِإِذْنِ اللَّهِ مُصَدِّقًا لِّمَا بَيْنَ يَدَيْهِ وَهُدًى وَبُشْرَىٰ لِلْمُؤْمِنِينَ}[١]، كما أنّ الله تعالى سماه بعدّة أسماء منها: روح القدس، والروح الأمين، ووصفه الله -تبارك وتعالى- بعدّة صفات وردت في سورة التكوير، قال تعالى: {إِنَّهُ لَقَوْلُ رَسُولٍ كَرِيمٍ * ذِي قُوَّةٍ عِندَ ذِي الْعَرْشِ مَكِينٍ * مُّطَاعٍ ثَمَّ أَمِينٍ}[٢]، وقد جعله الله تعالى سندًا للرسول –صلى الله عليه وسلم- في دعوته، قال تعالى: {وَإِن تَظَاهَرَا عَلَيْهِ فَإِنَّ اللَّهَ هُوَ مَوْلَاهُ وَجِبْرِيلُ وَصَالِحُ الْمُؤْمِنِينَ ۖ وَالْمَلَائِكَةُ بَعْدَ ذَٰلِكَ ظَهِيرٌ}[٣]، وكل هذا يدل على عظيم شأن جبريل -عليه السلام- ورفعة مكانته عند الله تعالى.
دعاء جبرائيل عليه السلام
ينتشر بين الناس ما يسمى دعاء جبرائيل –عليه السلام- وهو نص لم يرد فيه حديث صحيح ولا ضعيف في أي من كتب السنة النبوية، وما لم يرد فيه نص فهو حديث موضوع وباطل ومكذوب على الرسول –صلى الله عليه وسلم- ولا يُستشهد به، ووجب التحذير منه، ومن قرأ الدعاء المتداول تحت عنوان دعاء جبرائيل –عليه السلام- يُلاحظ ركاكة الألفاظ وضعف التركيب، وقد ورد في السنة النبوية أحاديث صحيحة تُغني المسلم وتعرّفه أمور دينه، ويمكن الرجوع إلى الكتب المعتمدة للأحاديث النبوية مثل: صحيح البخاري وصحيح مسلم وغيرها من الكتب النافعة والتي جمعت ما روي عن الرسول -صلى الله عليه وسلم- وتبيّن فيها الصحيح من الضعيف[٤]، و هذا نص الحديث المكذوب والمسمى دعاء جبرائيل -عليه السلام-:
نزل عليَّ جبرائيل وأنا أصلي خلف المقام، فلما فرغت من الصلاة، دعوت الله تعالى وقلت: حبيبي، علِّمني لأمتي شيئًا إذا خرجت من الدنيا عنهم يدعون الله تعالى فيغفر لهم، فقال جبريل: ومن أمتك يشهدون أن لا إله إلا الله، وأنك محمد رسول الله، ويصومون أيام الثلاثة البيض: الثالث عشر، والرابع عشر، والخامس عشر من كل شهر، ثم يدعون الله بهذا الدعاء، فإنه مكتوب حول العرش، وأنا يا محمد، بقوة هذا الدعاء أهبط وأصعد، وملَك الموت بهذا الدعاء يقبض أرواح المؤمنين، وهذا الدعاء مكتوب على أستار الكعبة وأركانها، ومن قرأ من أمتك هذا الدعاء، يأمن عذاب القبر، ويكون آمنًا من يوم الفزع الأكبر، ومن موت الفجَّار، وغناه عن خَلقه، ويرزقه من حيث لا يحتسب، وأنت شفيعه يوم القيامة، يا محمَّد من صام الثالث عشر، والرابع عشر، والخامس عشر من كل شهر، ودعا بهذا الدعاء عند إفطاره، أكرمه الله تعالى بعد كرمه، وفرجًا بعد فرجه، وما مهموم، أو مغموم، أو محزون، أو مديون وذو حاجة، إلا فرَّج الله همَّه وغمَّه: سبحانك أنت الله لا إله إلا أنت، الواسع اللطيف، سبحانك أنت الله لا إله إلا أنت، العليُّ الكبير، سبحانك أنت الله لا إله إلا أنت، لم يلد ولم يولد، ولم يكن له كفوًا أحد، سبحانك أنت الله لا إله إلا أنت، المجيد الحميد، سبحانك أنت الله لا إله إلا أنت، الشكور الحليم، سبحانك أنت الله لا إله إلا أنت، الواحد الأحد الفرد الصمد، سبحانك أنت الله لا إله إلا أنت، الأول والآخر، سبحانك أنت الله لا إله إلا أنت، الغفور الغفار، سبحانك أنت الله لا إله إلا أنت، المبين المنير، سبحانك أنت الله لا إله إلا أنت، الكريم المنعم، سبحانك أنت الله لا إله إلا أنت، الرب الحافظ، سبحانك أنت الله لا إله إلا أنت، القريب المجيب، سبحانك أنت الله لا إله إلا أنت، الشهيد المتعال سبحانك[٥].
المراجع
- ↑ سورة البقرة، آية: 97.
- ↑ سورة التكوير، آية: 19-20-21.
- ↑ سورة التحريم، آية: 4.
- ↑ "درجة حديث ما يسمى " دعاء جبريل ""، www.islamqa.info، اطّلع عليه بتاريخ 07-09-2019. بتصرّف.
- ↑ "أحاديث منتشرة لا تصح"، www.dorar.net، اطّلع عليه بتاريخ 07-09-2019.