القرآن الكريم
القرآنُ الكريم كتابُ الله المنزل على نبيّه خاتم الأنبياء والمرسلين محمد -صلى الله عليه وسلم-، وهو معجزة الإسلام الخالدة، المُتعبّد بتلاوته، والمحفوظ من التحريف والتبديل، ويضم القرآن الكريم 114 سورة، وتلاوة أي من سوره وآياته تشرح القلب وتُرضي الله، وهو شفاء للقلوب والأمراض الجسدية والنفسية، وهو يرفع درجات المؤمن في الدنيا والآخرة، لذلك يجب ترتيل آياته وفهم تفسيرها ومحاولة حفظها، والإنصات إليه أثناء تلاوته، إذ يقول الله -سبحانه وتعالى-: {وَرَتِّلِ الْقُرْآنَ تَرْتِيلًا} [١]، وفي هذا المقال سيتم ذكر فضل القرآن الكريم، إضافة إلى ذكر دعاء ختم القرآن مكتوبًا.[٢]
دعاء ختم القرآن مكتوب
عند ختم القرآن الكريم يبحثُ المسلم عن دعاء ختم القرآن مكتوبًا كي يقرأه ويدعو بما شاء، إذ يجب أن يقرأ المسلم القرآن الكريم بتدبّر وتركيز وفهم لآياته وأحكامه، ويُفضّل أن يتلوه بصوتٍ جميل وأن يُتقن أحكام قراءته كاملةً، وأن لا يمرّ على حروفه وكلماته مرور الكرام وكأنّه يتصفح كتابًا عابرًا، بل إنّ من واجب المسلم الحرص على القراءة الواعية التي تزيد من أجره عند الله تعالى، وعلى الرغم من أنّ معظم الناس يفضلون أن يقرأوا دعاء ختم القرآن مكتوب، إلّا أنّه من الأفضل عند إتمام قراءة القرآن الكريم، أن يدعو المسلم بما شاء من خيري الدنيا والآخرة، فختمُ القرآن الكريم من أفضلِ الأعمال التي تجعل المسلم متصلًا مع ربّه بتدبّرِ كلام وفَهم آياته، لهذا من المستحبّ أن يختمَ المسلم قراءته للقرآن الكريم يالثناء على الله تعالى والصلاة على نبيّه -صلى الله عليه وسلم-، وسواء قرأ دعاء ختم القرآن مكتوب أو إن دعا من الأدعية التي تخطر بباله فالأجر بإذن الله حاصل، فعن عائشة -رضي الله عنها-، أنّ النبي -عليه الصلاة والسلام-: "يستحبُّ الجوامعَ من الدعاءِ ويدعُ ما سوى ذلك"[٣]، وفيما يأتي دعاء ختم القرآن الكريم مكتوب، علمًا أنّه في نهاية كل مصحف يوجد دعاء ختم القرآن مكتوب:[٤]
فضل قراءة القرآن
قراءة القرآن الكريم عبادة جليلة مثل باقي العبادات، حيث إنّ التدبّرَ في سورِهِ وآياته يولّد عند المسلم شعورًا إيمانيًا عميقًا، ويزيد من تعلّقه بالله -سبحانه وتعالى-، كما أنّه يمنح الراحة النفسية والاطمئنان العميق والسكينة، إذ يقول الله في محكم التنزيل: "قال تعالى: {الَّذِينَ آَمَنُوا وَتَطْمَئِنُّ قُلُوبُهُمْ بِذِكْرِ اللَّهِ أَلَا بِذِكْرِ اللَّهِ تَطْمَئِنُّ الْقُلُوبُ} [١٦]، أمّا فضل قراءة القرآن الكريم فهو لا يُعدّ ولا يُحصى، ومن فضله ما يأتي:
- يرفع درجة العبد عند الله تعالى، ويجعله يوم القيامة مع الكرام البررة، ومن يقرأه وهو يشعر بصعوبة كلماته لكنّه يُحاول جاهدًا أن يُتقن القراءة ويُحاول فهمه وتفسيره فله أجران، فعن عائشة -رضي الله عنها-، عن النبي -عليه الصلاة والسلام- قال: "مَثَلُ الذي يَقْرَأُ القُرْآنَ، وهو حافِظٌ له مع السَّفَرَةِ الكِرامِ البَرَرَةِ، ومَثَلُ الذي يَقْرَأُ، وهو يَتَعاهَدُهُ، وهو عليه شَدِيدٌ فَلَهُ أجْرانِ" [١٧][١٨]
- يُعدّ سببًا لنزول الملائكة الكرام واجتماعهم حول تلاوة آياته، لهذا أمر الرسول -عليه الصلاة والسلام- المسلمين بقراءة القرآن الكريم وحفظه كي تغشيهم الرحمة وتحفّهم الملائكة. [١٨]
- يُعدّ سببًا في الحصول على الأجر العظيم في الدنيا والآخرة، إذ يُقال يوم القيامة لقارئ القرآن الكريم كما ورد في حديث رسول -عليه الصلاة والسلام-: "اقرأ وارقَ ورتّل كما كنت تُرتّل في الدنيا، فإنّ منزلتك عند آخر آيةٍ تقرؤها"[١٩]. [١٨]
- يُلبس صاحبه تاج الوقار في الجنّة: إذ أنّ قارئ القرآن المتقن لأحكامه وقراءته يُلبسه الله -عزّ وجل- تاج الوقار. [١٨]
آداب قراءة القرآن
قبل البَدء بتلاوة القرآن الكريم وتدبّر آياته، ينبغي على المسلمِ الحرص على التحليّ بآداب قراءة القرآن الكريم كي يحصل على أجر القراءة كاملًا، ففي كل حرفٍ منه حسنة، والله يُضاعف الحسنات لمن يشاء من عباده، فقراءة القرآن عبادة تستلزم الكثير من الأمور الواجب الالتزام بها لأنّ الله طيب ولا يقبل إلا طيبًا، ومن أهم آداب قراءة القرآن الكريم ما يأتي: [٢٠]
- قراءته بنيّة خالصة لله تعالى: من أهم الآداب التي يجب الالتزام بها أن تكون قراءة القرآن بقصد التقرّب لله تعالى ونيل الأجر والثواب منه، وليس بقصد السمعة ولا الرياء أو للحصول على المدح والثناء من الآخرين.
- الوضوء والطهارة: يجب أن يكون قارئ القرآن على طهارة وألّا يكون جُنبًا، لأنّ القرآن الكريم كتابٌ مطهّر لا يمسه إلا المطهرون.
- تدبّر آياته ومعانيه: ينبغي أن تكون قراءة آيات القرآن الكريم بتروٍ وتدبّر، وأن يخشع القلب لكلماته وأن تخضع الجوارح، وأن يُشغل القارئ سمعه وبصره بالقراءة وأن لا ينشغل بما يتنافى مع آداب تلاوة القرآن الكريم.
- نظافة البدن والثياب: يدخل هذا في الطهارة أيضًا، ويُفضل أيضًا استقبال القبلة عند القراءة.
- استخدام السواك: عند قراءة القرآن الكريم يُفضَّل استخدام السواك والابتعاد عن الروائح الكريهة مثل: روائح التدخين.
- عدم قطع التلاوة: يجب عدم قطع تلاوة القرآن الكريم والانشغال بأمور الدنيا إلا إذا كان الموضوع ضروريًا جدًا.
المراجع
- ↑ {المزمل: آية 4}
- ↑ "التعريف بالقرآن الكريم لغة واصطلاحا"، www.alukah.net. اطُّلع عليه بتاريخ 29-06-2020م، بتصرّف.
- ↑ رواه أبو داود، في سنن أبي داود، عن عائشة أم المؤمنين، الصفحة أو الرقم: 1482، سكت عنه أبو داود وقد قال في رسالته لأهل مكة كل ما سكت عنه فهو صالح.
- ↑ دعاء ختم القرآن,، "www.saaid.net"، اطُّلع عليه بتاريخ 29-06-2020م،، بتصرّف.
- ^ أ ب ت ث ج ح "دعاء ختم القرآن الكريم – موقع ثقفني"، www.thaqfny.com. اطُّلع عليه بتاريخ 29-06-2020م، بتصرّف.
- ^ أ ب ت "دعاء "، books.google.jo. اطُّلع عليه بتاريخ 29-06-2020م، بتصرّف.
- ↑ "دعاء"، www.al-eman.com اطُّلع عليه بتاريخ 29-06-2020م.
- ↑ {البقرة: آية 127،128}
- ↑ {البقرة: آية 285، 286}
- ↑ "تنوير الحوالك في الكلام على حديث"، ar.islamway.net اطُّلع عليه بتاريخ 29-06-2020م.
- ↑ "شرح دعاء " اللهم إنا نسألك موجبات رحمتك، وعزائم مغفرتك، والسلامة من كل إثم، والغنيمة من كل بر، والفوز بالجنة، والنجاة من النار"، kalemtayeb.com اطُّلع عليه بتاريخ 29-06-2020م.
- ↑ "شرح دعاء " اللهم اقسم لنا من خشيتك ما تحول به بيننا وبين معاصيك، ومن طاعتك ما تبلغنا به جنتك، ومن اليقين ما تهون به علينا مصائب الدنيا، اللهم متعنا بأسم""، kalemtayeb.com اطُّلع عليه بتاريخ 29-06-2020م.
- ↑ سورة الحشر، آية: 10.
- ^ أ ب ت ث "دعاء"، books.google.jo اطُّلع عليه بتاريخ 29-06-2020م.
- ↑ {الصافات: آية 180، 182}
- ↑ {الرعد: آية 28}
- ↑ البخاري، المصدر: صحيح البخاري، الصفحة أو الرقم: 4937، خلاصة حكم المحدث: صحيح.
- ^ أ ب ت ث فضل القرآن وفضل أهله وأهمية قراءته للمسلم,، "www.alukah.net"، اطُّلع عليه بتاريخ 29-06-2020م، بتصرّف.
- ↑ رواه الألباني، في صحيح الترغيب، عن عبدالله بن عمرو، الصفحة أو الرقم: 1426، حديث حسن صحيح.
- ↑ آداب يُطلب من تالي القرآن مراعاتها,، "www.islamweb.net"، اطُّلع عليه بتاريخ 29-06-2020م، بتصرّف.