محتويات
ما هو الدعاء الوارد عن سيدنا الخضر عليه السلام؟
هل ورد دعاء ثابت وصحيح عن سيدنا الخضر عليه السلام؟
لم يثبت عن الخضر -عليه السلام- دعاء ثابت صحيح، لا لقضاء الحوائج، ولا للرزق، ولا للشفاء من المرض ونحو ذلك، وإنَّ مختلف ما ورد يندرج ضمن الأحاديث الضعيفة أو الموضوعة، وقد ورد للخضر -عليه السلام- دعاء في حديث ضعّفه بعض العلماء وأنكره بعضهم عن عبد الله بن عباس -رضي الله عنهما- قال: "يَلتقي الخَضِرُ وإلياسُ في كلِّ موسَمٍ فإذا أرادا أن يفتَرِقا تفرَّقا علَى هذِهِ الكلِماتِ: بسمِ اللهِ، ما شاءَ اللهُ لا يَسوقُ الخيرَ إلا اللهُ، ولا يصرِفُ السُّوءَ إلا اللهُ، ما شاءَ اللهُ ما بِكُم من نِعمةٍ فمنَ اللهِ، ما شاءَ اللهُ لا حَولَ ولا قوَّةَ إلا باللهِ فمَن قالَها إذا أمسَى أمنَ منَ الحرقِ والغرقِ والشَّرقَ حتَّى يُصْبِحَ، ومن قالَها حينَ يصبحُ ثلاثَ مرَّاتٍ أمنَ من الحرقِ والغرقَ والشَّرقَ حتَّى يُمسيَ"،[١] وهو حديث ضعيف لا يصحّ.[٢]
هل يعدّ سيدنا الخضر نبيًا؟ لمعرفة ذلك قم بالاطلاع على هذا المقال: نبذة عن سيدنا الخضر
صحة الدعاء الوارد عن الخضر: يا من لا يشغله سمع
ما هو الحديث المشهور عن سيدنا الخضر عليه السلام؟
جاءت صياغة الحديث الذي ضمَّ دعاءَ الخضر -عليه السلام- من طريق بعض الرواة المتروكين والمجهولين عن يزيد بن الأصم أنّه قال: "عن عَليِّ بنِ أبي طالبٍ أنَّه قال: بَيْنا أنا أطُوفُ بالبيتِ إذا رجلٌ مُتعلِّقٌ بأستارِ الكعبةِ وهو يقولُ: يا مَن لا يَشغَلُه سَمْعٌ عن سَمْعٍ، يا مَن لا تُغْلِطُه المَسائِلُ، يا مَن لا يَتبَرَّمُ بإلحاحِ المُلِحِّينَ، أَذِقْني بَرْدَ عَفْوِكَ، وحَلاوةَ رَحمَتِكَ، قلتُ: يا عبدَ اللهِ أَعِدِ الكلامَ، قال: أوَسمِعْتَه؟ قلتُ: نعمْ، قال: والَّذي نفسُ الخَضِرِ بيدِه -وكان الخَضِرُ هو-: لا يَقولُهنَّ عبدٌ دُبَرَ الصَّلَواتِ المَكتوبةِ إلَّا غُفِرَتْ ذُنوبُه، وإنْ كانت مِثلَ رَمْلٍ عالِجٍ، وعددِ المَطَرِ، وورَقِ الشَّجرِ"،[٣] وهذا الحديث لا يصحُّ أيضًا، وهو حديث موضوع.[٤]
ما الأدلة على كون دعاء الخضر حديثًا موضوعًا؟
إنّ للحديث الموضوع علامات يستدلّ بها الأئمّة على أنّ هذا الحديث موضوع، منها أن يكون بعض الرواة مجاهيل غير معروفين، ومنها أن يكونوا متروكي الحديث؛ بمعنى أنّ الحديث الوارد عنهم مردود، وهذا ما كان في حديث دعاء الخضر عليه السلام؛ إذ ورد في كتاب الموضوعات لابن الجوزي تفصيل سند الحديث، فقال ابن الجوزي إنَّ محمد بن الهروي -وهو أحد رواة الحديث- مجهول، وكذلك فإنَّ عبد الله بن محرز متروك، وقد قال الإمام أحمد -رحمه الله- عنه: ترك الناس حديث عبد الله بن محرز؛ أي الحديث الذي يروى عن عبد الله بن محرز لا يأخذ أئمة الحديث به.[٤]
هل يمكن الدعاء بدعاء الخضر مع كونه موضوعًا؟
لا يجوز عمومًا رواية الحديث الموضوع دون التنبيه إلى أنَّه حديث موضوع ومنكر، ودون بيان أنَّه كذب على رسول الله صلى الله عليه وسلم،[٥] ولكن يجوز للمسلم أن يدعو بالدعاء الذي وردَ عن سيدنا الخضر -عليه السلام- في الحديث السابق مع أنَّه موضوع ما دام الدعاء مطلق وغير مقيد بمكان أو زمان أو عبادة مخصصة كالصلاة أو حالة معينة مثلًا: قبل النوم أو عند دخول المسجد أو الخروج منه؛ لأنّ تلك الحالات وردَت فيها أحاديث عن رسول الله صلى الله عليه وسلم، وقد أجاز العلماء ذلك شريطة ألّا يلتزم المسلم بتلك الأدعية على الدوام، بل يدعو بها ثم يهجرها حتى لا يجعلها في مرتبة السنة، والله تعالى أعلم.[٦]
المراجع
- ↑ رواه ابن الجوزي، في موضوعات ابن الجوزي، عن عبد الله بن عباس، الصفحة أو الرقم:312، حديث باطل.
- ↑ الزبيدي، مرتضى، كتاب تخريج أحاديث إحياء علوم الدين، صفحة 784-785. بتصرّف.
- ↑ رواه ابن الجوزي، في موضوعات ابن الجوزي، عن يزيد بن الأصم، الصفحة أو الرقم:315، حديث لا يصح.
- ^ أ ب ابن الجوزي، كتاب الموضوعات لابن الجوزي، صفحة 198. بتصرّف.
- ↑ جامعة المدينة العالمية، الدخيل في التفسير جامعة المدينة، صفحة 350. بتصرّف.
- ↑ محمد صالح المنجد، كتاب موقع الإسلام سؤال وجواب، صفحة 129. بتصرّف.