دعاء سيدنا يعقوب عليه السلام
ما هي الأدعية التي دعا بها يعقوب -عليه السلام- عندما فقد ولديه؟
جميعنا يعلم قصة سيدنا يعقوب -عليه السلام- وما حلّ به بعد أن فقد ولده يوسف -عليه السلام- والحزن الشديد الذي شعر به، ومن ثم فقد ولده الآخر أيضا فازداد حزنه،[١] وقد ورد في القرآن الكريم والحديث الشريف العديد من الأدعية التي دعا بها نبي الله يعقوب، نوردها على النحو الآتي:
- دعاء يعقوب -عليه السلام- بعدما أخبره أبناءه أن يوسف -عليه السلام- قد أكله الذئب كذبًا: {قالَ بَل سَوَّلَت لَكُم أَنفُسُكُم أَمرًا فَصَبرٌ جَميلٌ وَاللَّـهُ المُستَعانُ عَلى ما تَصِفونَ}؛[٢] أي سوف أصبر صبرًا لا شكوى ولا جزع معه، وأستعين بالله وحده على ما تكذبون في هذا الأمر.[٣]
- دعاء يعقوب -عليه السلام- عندما أخبره أولاده أن أخاهم بنيامين قد احتجزه العزيز: {قالَ بَل سَوَّلَت لَكُم أَنفُسُكُم أَمرًا فَصَبرٌ جَميلٌ عَسَى اللَّـهُ أَن يَأتِيَني بِهِم جَميعًا إِنَّهُ هُوَ العَليمُ الحَكيمُ}؛[٤] أي لا أشكو شكايتي لأحد سوى الله، عسى أن يرد إلي يوسف وأخيه، إنه وحده من يعلم حالي، والحكيم فيما يقضي.[٥]
- دعاء سيدنا يعقوب -عليه السلام- قوله تعالى: {قالَ إِنَّما أَشكو بَثّي وَحُزني إِلَى اللَّـهِ وَأَعلَمُ مِنَ اللَّـهِ ما لا تَعلَمونَ}؛[٦]أي لا أشكو همي ومصيبتي إلا لله وحده، وإنني أعلم من إحسان الله تعالى علي ما يوجب حسن ظني به.[٥]
ويجدر التنبيه إلى دعاء آخر متعارف بين الناس لكنه لم يصح؛ وهو دعاء يعقوب -عليه السلام- الوارد في الحديث المنكر: "أي ربِّ! أما ترحمُ الشيخَ الكبيرَ؟ أذهبتَ بصري، وقوَّستَ ظهري، فاردُدْ عليَّ ريحانَتي أشمُّه شمَّةً قبل الموتِ، ثم اصنعْ بي ما أردتَ قال: فأتاه جبريلُ فقال: إنَّ اللهَ يُقرِئُكَ السلامَ ويقول لك أَبشِرْ ولْيفْرَحْ قلبُك، فوعزَّتي لو كانا مَيِّتَينِ لنشرتُهما"،[٧][٨] ولكن هذا الحديث غريب منكر، ولا يصح عن رسول الله -صلى الله عليه وسلم-، ولا يجوز نسبة هذا الدعاء لسيدنا يعقوب عليه السلام.[٩]
كيف كانت حال يعقوب عندما دعا ربّه؟
كان يعقوب -عليه السلام- عندما دعا ربه حزين جدًا وشديد الشوق لولديه، وقد ابيضت عيناه من الحزن على فقدهما، إلا أنه كتم حزنه في قلبه، ولم يبث شكواه ومصيبته لأحد من الخلق، بل استعان بالله وحده، لأنه يعلم أنه وحده القادر على تبديل حزنه إلى فرح.[١٠]
هل استجاب الله دعوة يعقوب؟
إنَ دعاء الأنبياء مستجاب دوماً، لأنّهم يأخذون بالأسباب، وقد استجاب الله لدعاء يعقوب -عليه السلام- وكانت له البشرى العظيمة؛ فقد رد له ولده يوسف -عليه السلام- وأخيه، وكذلك رد له بصره، وكان ذلك بعد أن أُلقي عليه قميص يوسف -عليه السلام-، وقال المفسرون أنّه كان بين دعاء يعقوب -عليه السلام- وإجابته أربعين عام.[١١][١٢]
المراجع
- ↑ [القرطبي، شمس الدين]، تفسير القرطبي، صفحة 162. بتصرّف.
- ↑ سورة يوسف، آية:18
- ↑ شمس الدين القرطبي، تفسير القرطبي، صفحة 151-152. بتصرّف.
- ↑ سورة يوسف، آية:83
- ^ أ ب شمس الدين القرطبي، تفسير القرطبي، صفحة 246-247.
- ↑ سورة يوسف، آية:86
- ↑ رواه الألباني، في ضعيف الترغيب، عن أنس بن مالك، الصفحة أو الرقم:1859، حديث منكر.
- ↑ ناصر الدين الألباني، ضعيف الترغيب والترهيب، صفحة 307-308.
- ↑ ابن كثير، تفسير ابن كثير، صفحة 406. بتصرّف.
- ↑ ابن العربي، أحكام القرآن، صفحة 74. بتصرّف.
- ↑ خالد الربعي، من عجائب الدعاء، صفحة 31-32. بتصرّف.
- ↑ أبو المظفر السمعاني، تفسير السمعاني، صفحة 401. بتصرّف.