متن دعاء سيدنا يوسف في البئر
ما الدعاء الذي دعاه يوسف لربه حتى نجاه من البئر؟
تعرّض سيدنا يوسف -عليه السلام- لكثير من المحن في حياته فكان ربه ملجأه الوحيد، ولما كان في البئر علَّمه جبريل كلمات يدعو بها ربَّه:
"قال له جبريل: يا يوسف كفَّ عن هذا واشتغل بالدعاء، فإن الدعاء عند الله مكان، ثمَّ علَّمَه فقال: قل اللهم يا مؤنسَ كل غرِيبٍ، و يا صاحب كلّ وحِيدٍ، ويا ملجأ كل خائفٍ، ويا كاشف كل كربةٍ، ويا عالم كل نجوى، و يا منتهى كل شكوى، و يا حاضرَ كل ملأ، يا حي يَا قيومُ أسألك أن تقذف رجاءك في قلبي، حتَّى لا يكون لي همٌّ ولا شغل غيرك، وأن تجعل لي من أمري فرجًا ومخرجًا، إنك على كل شيء قديرٌ".[١]
وذكر الضحاك دعاء آخر للنبيّ يوسف -عليه السلام- في البئر، حيث قال: "يا صانِع كل مصنوعٍ، ويا جابر كلّ كسيرٍ، ويا شاهد كلّ نجوَى، ويا حاضر كلّ ملأ، ويا مفرج كلّ كرْبَةٍ، ويا صاحب كلّ غرِيبٍ، ويا مؤنسَ كلّ وحيدٍ، إيتنِي بالفرج والرجاءِ، واقذف رجاءك في قلبي حتى لا أرجو أحدًا سواك"، فهذه الأدعية السابقة هي ما ورد من أدعية يوسف -عليه السلام- بعدما لبث طويلاً في البئر، ويُذكر أنَّ الله قد أخرجهُ في صبيحة ذلك اليوم من الجب.[١]
ما صحة دعاء سيدنا يوسف في البئر؟
وردت الكثير من الأدعية في السنّة النبويّة الشريفة للأنبياء والرسل -عليهم السلام-، كما ورد بعضها في القرآن الكريم مثل دعاء نوح ودعاء موسى ودعاء إبراهيم، وكان ذلك إثباتًا لصحّتها، أمّا عن صحّة نصّ دعاء يوسف عليه السلام للفرج الذي ورد سابقًا-؛ فلم يرد ذلك الدعاء في كتب السنّة النبويّة الشريفة ولا في القرآن الكريم، بل هو من الإسرائيليات التي أمر النبي -صلى الله عليه وسلم- ألَّا يكذبها الناس ولا يصدقوها، وأصل الإسرائيليات من أهل الكتاب، والله في ذلك جميعه هو أعلى وأعلم.[٢]
هل يجوز الدعاء بدعاء سيدنا يوسف في البئر؟
لا ضير من الدعاء بأدعيتهم المأثورة، بل هو أمرٌ محبّبُ ومباح، ومن ذلك دعاء إبراهيم -عليه السلام- الذي ورد في سورة الشعراء على لسانه في قوله تعالى: {رَبِّ هَبْ لِي حُكْماً وَأَلْحِقْنِي بِالصَّالِحِينَ* وَاجْعَلْ لِي لِسَانَ صِدْقٍ فِي الْآخِرِينَ* وَاجْعَلْنِي مِنْ وَرَثَةِ جَنَّةِ النَّعِيمِ}،[٣] ويصح الدعاء به بل ويستحب ذلك.[٤]
أمَّا جواز الدعاء بالدعاء الذي دعا به يوسف -عليه السلام- في البئر فلم يقف نص عند تحليل ذلك أو تحريمه، بل للمسلم أن يدعو بما شاء من الأدعية التي تجلب له الخير وتصرف عنه الشر، والله تعالى أعلى وأعلم.[٥]
المراجع
- ^ أ ب القرطبي، شمس الدين، تفسير القرطبي [القرطبي، شمس الدين]، صفحة 144. بتصرّف.
- ↑ مجموعة من المؤلفين، كتاب فتاوى الشبكة الإسلامية، صفحة 1753. بتصرّف.
- ↑ سورة الشعرء، آية:83-84-85
- ↑ مجموعة من المؤلفين، كتاب فتاوى الشبكة الإسلامية [مجموعة من المؤلفين]، صفحة 1407. بتصرّف.
- ↑ ابن خزيمة، صحيح ابن خزيمة، صفحة 120. بتصرّف.