التحية في الإسلام
شرعَ الله -سبحانه وتعالى- للمسلمين تحيَّةً تُميِّزهم عن غيرهم من الأمم، وقد رتَّبَ الله تعالى ثوابًا لمن يفعلُها، وجعل هذه التحيَّةَ حقًّا من حقوق المسلم على أخيه المسلم، فتحوَّلت هذه العادة من عادة من العادات إلى عمل يقوم به العبدُ تقرُّبًا إلى الله تعالى ينالُ عليه الثواب، وتحيَّة الإسلام هي: السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وهذه أكملُ صيغةٍ لها، وأقلُّها أن يبدأ المسلم بقول: السلام عليكم، وهو سنَّة مؤكَّدة عن رسول الله -صلَّى الله عليه وسلم- لكنَّ رد السلام واجبٌ بقول: وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته، وفي هذا المقال سيتمُّ الحديث عن فضائل تحية الإسلام وعن دعاء صباح الخير. [١]
فضائل تحية الإسلام
شرعَ الله تعالى السلام في الإسلام كتحيَّة للمسلمين وجعل لهم فيه خيرًا كبيرًا، أمَّا دعاء صباح الخير فيمكنُ أن يتبعَ السلامَ كنوع من زيادة الاحتفاء والمحبَّة، وتحية الإسلام: وهي "السلام" بصيغته التي أخبرنا عنها رسول الله -صلَّى الله عليه وسلم- وهو: "السلام عليكم ورحمة الله وبركاته"، ومن فضائل السلام في الإسلام: [١]
- السلام من خير الأمور التي يقوم الإنسان بعملها في الإسلام، عن عبد الله بن عمرو بن العاص ـرضي الله عنهماـ أنَّ رجلًا سألَ رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: أيُّ الإسلام خيرٌ؟ قال: "تُطعم الطَّعام، وتقرأُ السَّلام علَى من عرفتَ ومن لَم تعرف" [٢].
- السلام من أسبابِ المودَّة والمحبَّة بين المسلمينَ، والتي هي من أسبابِ دخولِ الجنَّة كما أخبرنا -عليه الصلاة والسلام-، قال -صلَّى الله عليه وسلم-: "لا تدخُلوا الجنَّةَ حتى تُؤمِنوا، ولا تؤمِنوا حتَّى تحابُّوا، أفلا أنبِّئُكم بشيءٍ إذا فعَلتُموه تحابَبْتُم؟، أفشُوا السَّلامَ بينكم" [٣].
- كلُّ جملةٍ من السلامِ بعشر حسناتٍ، وهو ثلاثُ جُمل، فمَن جاءَ به كاملًا له ثلاثونَ حسنة، ففي الحديث عن عمران بن الحصين "جاءَ رجلٌ إلى النبيِّ -صلَّى اللَّه عليهِ وسلَّم- فقال: السَّلامُ عليكُم، فردَّ عليهِ السَّلامَ، ثمَّ جلسَ، فقال النبيُّ -صلَّى اللَّه عليه وسلَّمَ-: عشرٌ، ثمَّ جاءَ آخرُ فقال: السَّلامُ عليكُم ورحمةُ اللَّهِ، فَردَّ عليهِ السَّلامُ فجلَسَ، فقالَ: عِشرون، ثمَّ جاءَ آخرُ فَقال: السَّلامُ عليكُم ورحمةُ اللَّهِ وبرَكاتُهُ، فردَّ عليهِ السلام فجَلسَ، فقال: ثَلاثونَ" [٤].
دعاء صباح الخير
لا شكَّ أنَّ الأفضلَ والأولى أن يكون السلام هو التحيَّة الأولى في الإسلام، فقد شرعه الله تعالى للمسلمين لما فيه من خير وبركة وفضل للمسلمين، والأفضل أيضًا ألّا يكتفي المسلم بغير هذا السلام مثل دعاء صباح الخير وغيره، فقد وردَ في الحديث عن رسول الله -صلَّى الله عليه وسلم- أنَّه قال: "من بدأ بالكلام قبل السلام، فلا تجيبوه" [٥]، وعندما قال وهب بن عمير للنبيِّ -صلَّى الله عليه وسلم-: أنعم صباحًا يا محمَّد، قال النبيُّ: "قد أبدلنا الله خيرًا منها" [٦][٧].
لكنْ لا بأسَ أن يتبعَ المسلمُ السلام بعدَّة ألفاظ أخرى، منها دعاء صباح الخير وغيرها، فلا حرجَ في قول: صباح الخير بعدَ السلام الذي شرعه الله تعالى للمسلمين، ويقول الشيخ ابن باز -رحمه الله-: الواجب أن يبدأ المسلمُ بالسَّلام، السلام عليكم ما هو صباح الخير أو مساء الخير، يقول: السلام عليكم، وإذا قال: ورحمة الله وبركاته كان أكمل وأفضل، ثم بعدَ ذلك يقول: صباح الخير، صبَّحكم الله بالخير، مسَّاكم الله بالخير، كيف حالكم، كيف أولادكم، كيف أهلكم، وغيرها من الأشياء التي فيها زيادة احتفاء وطيب، لكن يبدأ بقولِ: السلام عليكم، هذا أقلُّ شيء، وإن زادَ ورحمة الله وبركاته كان أكمل. [٨]
أمَّا الابتداء بقول دعاء صباح الخير كقول: صباح الخير أو غيرها من الألفاظ دون البَدْءِ بالسلام فيُرجى ألّا يأثمَ المسلمُ بذلكَ، إلا أنَّه خسرَ الأجر العظيم في السلام، روى أبو بكر البرقاني بإسناده عن ابن عباس أنَّه قال: "لو لقيتَ رجلًا، فقال: بارك الله فيك، لقلتُ: وفيك. فقد ظهر من ذلك الاكتفاء بنحو: كيفَ أصبحتَ وكيف أمسيتَ؟ بدلاً من السلام، وإنَّه يردُّ على المبتدئ بذلك، وإن كان السَّلام وجوابَه أفضل وأكمَل"، وهذا يدلُّ على جواز الابتداء بدعاء صباح الخير حتى لو لم يسبقه السلام وعلى أنَّه لا يأثم صاحبُه، والله تعالى أعلم. [٩].
المراجع
- ^ أ ب التحية وآدابها, ، "www.saaid.net"، اطُّلع عليه بتاريخ 11-12-2018، بتصرف
- ↑ الراوي: عبدالله بن عمرو، المحدث: البخاري، المصدر: صحيح البخاري، الصفحة أو الرقم: 6236، خلاصة حكم المحدث: صحيح
- ↑ الراوي: الزبير بن العوام، المحدث: السيوطي، المصدر: الجامع الصغير، الصفحة أو الرقم: 4154، خلاصة حكم المحدث: صحيح
- ↑ الراوي: عمران بن الحصين، المحدث: الوادعي، المصدر: الصحيح المسند، الصفحة أو الرقم: 1029، خلاصة حكم المحدث: حسن على شرط مسلم
- ↑ الراوي: عبدالله بن عمر، المحدث: الألباني، المصدر: صحيح الجامع، الصفحة أو الرقم: 6122، خلاصة حكم المحدث: حسن
- ↑ الراوي: أنس بن مالك، المحدث: الهيثمي، المصدر: مجمع الزوائد، الصفحة أو الرقم: 8/289، خلاصة حكم المحدث: رجاله رجال الصحيح
- ↑ البداءة بالسلام والتحية بغيره, ، "www.islamweb.net"، اطُّلع عليه بتاريخ 11-12-2018، بتصرف
- ↑ حكم التحية بـ(صباح الخير ومساءالخير), ، "www.binbaz.org"، اطُّلع عليه بتاريخ 11-12-2018، بتصرف
- ↑ تحية الإسلام وهل يجزئ عنها غيرها, ، "www.islamweb.net"، اطُّلع عليه بتاريخ 11-12-2018، بتصرف